قالت صحيفة " عكاظ " السعودية أن أمل الطالبة في المستوى الثالث في الأقسام العلمية في كلية التربية في الأحساء اختارت اسم «أبو خالد» ليكون كنية لها، ولم تكتف بذلك، بل إنها لا تتوانى في ارتداء الملابس الرجالية وتقليد مشية الرجال، وعند سؤال المقربين لها عن سبب كل ذلك تقول «كان أبي يحلم بمولود ذكر ولم يرزق به إلا بعد سنوات، فشعرت برغبة في داخلي لتحقيق حلم والدي، ولكي أبين له أنه يستطيع الاعتماد علي كما لو كنت رجلا». بدأت هذه الحالة مع أمل مع وجودها على مقاعد الدراسة في الثانوية العامة، «منذ ذلك الحين وأنا أكره أن يذكرني أحد بجنسي كأنثى، وأشعر أحيانا أنه خدش لكرامتي»، واليوم وبعد هذه التجربة تؤكد أمل أنها أقوى عندما تتقمص هذه الشخصية «هناك ثلاث فتيات قريبات مني يستمددن قوتهن مني وأتصدى دائما للدفاع عنهن وحمايتهن حتى من المشرفات في الكلية». وهناك في نفس الكلية الطالبة (نوف.ع) التي اشتهرت باسم نواف، فهي تتصرف كأنها ذكر وترفض تماما الزواج والارتباط برجل، وتؤكد أن نوعها من البنات أو ما يسمى ب«البويات» يشعرن بارتياح شديد لأنهن مختلفات عن بقية بنات جنسهن، ولكنها ترجع إسباب ذلك إلى والدتها التي كانت تهتم بأشقائها الذكور أكثر منها، «لذلك حرصت على إرضاء أمي فوجدت نفسي شبه رجل». فتيات جامعيات يجلسن خلف ستار الرجولة معتقدات أنها الطريقة للتعبير عن قوتهن وقدرتهن على حماية أنفسهن والآخرين، ومن أبرز صفاتهن بحسب زميلاتهن تقصير الشعر واللبس الفضفاض وخشونة الصوت، وعند سماع إحداهن نكتة تضرب كفها بكف زميلتها وتضحك بصوت مرتفع، وأثناء الجلوس لا تثني ساقيها بل تمدها كما يفعل الرجال، ولكل واحدة منهن اسم مذكر تعرف به في أوساط زميلاتهن. وتعلق المشرفة الاجتماعية في كلية التربية للبنات في الأحساء منى جاسم على ذلك بالقول إن ظاهرة «البويات» تفشت في المجتمع الداراسي منذ أربعة أعوام، «بدأنا نلاحظ اختلافا في سلوكيات بعض الفتيات في الكلية، وتمثل ذلك في طريقة لبسهن وتصرفاتهن وميلهن إلى الذكورة، رغم أنهن تجاوزن سنوات المراهقة الحرجة». وترى أن من أسباب هذه المشكلة بعد المجتمع الجامعي عن الحالة النفسية للطالبة، إذ يعتمد فقط على التلقين وعرض المادة العلمية. وحول دور الجامعة في التصدي لمثل هذه الممارسات تقول الجاسم «إدارة الكلية تمنع الطالبات من لبس الضيق والفتحات الطويلة، لكنها لا تتدخل في مثل هذا النوع من اللبس المحتشم، ومثل هؤلاء الفتيات يملن إلى ترفيع الأكمام وتوقيف الياقات وتقصير الشعر وعدم وضع الميك أب، وحتى الآن لم نلاحظ أي اعتداء يستوجب التدخل». وبدورها ترى مشرفة الصحة النفسية هدى التريكي أن الميل إلى مثل هذه الظاهرة يعود إلى ظروف نفسية تعاني منها الفتاة فترة من الزمن، وربما عائدة لظروف أسرية أخرى مثل معاملة الأم أو الأب أو من الظروف المحيطة بالمجتمع أو لربما وفاة أحد الوالدين أو كليهما، وتلتف إلى أن التعامل مع هذه الفئة لا يكون إلا باحتوائهن والاقتراب من مستوى فكرهن، «لا نستطيع إقناعهن بوجهة نظرنا بسهولة، لأنهن عنيدات ولا ينفع معهن أسلوب العنف أو الضغط والإجبار، فقد تظل متمسكة بموقفها ويصعب علاجها، ويتطلب العلاج تتبع مراحلها العمرية والمشاكل التي تعرضت لها، ويستوجب على المعالج أن يبين لها مدى جمالها ورقتها وكيف أنها تتفجر أنوثة وأنها قوية بأنوثتها وتستطيع تحقيق كل ما يقوم به الرجل في حدود الإمكانيات المتاحة لها».