أكد نائب وزير الداخلية السعودي الأمير أحمد بن عبدالعزيز أن تهديدات تنظيم القاعدة للأمراء والمسؤولين السعوديين لا تهمنا، مشيرا إلى عدم استبعاد وقوف أطراف خارجية وراء تحركاتهم واصفا ب'السخيف' ما نسب إلى (شقيقة) الأمير تركي بن عبدالعزيز، عن دعوته حكام المملكة بمغادرتها خوفاً عليهم من انقلاب الجيش والشعب. وقال الأمير احمد بن عبد العزيز في تصريح صحافي عقب رعايته مساء أمس الحفل الختامي ومسيرة الخريجين لمعهد العاصمة النموذجي في الرياض ردا على سؤال عن التهديدات الأخيرة التي صدرت من بعض أعضاء القاعدة نحو استهداف الأمراء والمسؤولين السعوديين، 'إننا لا نستغرب هذا الشيء، ولكن إيماننا القوي وأن الله هو المحيي وهو المميت، ولا يمكن لإنسان أن يسبق وقته أو يتأخر عنه وإن تعددت الأسباب فالموت واحد، لكن قبل كل شيء الاتكال على الله سبحانه وتعالى، ومثل هذه الأقوال لا تهمنا'. وعن إغلاق ملف التحقيقات بشأن الإرهابيين قال الأمير احمد 'هذا ملف يصعب إغلاقه طالما هناك نشاط، فالملف مفتوح، وقد تمت محاكمة عدد كبير من هؤلاء، وتميز أحكامهم وكل يأخذ حقه حسب ما يستحقه'. واعتبر نائب وزير الداخلية السعودي 'أن تنظيم القاعدة غير شرعي ولا مشروع لأنه قائم على أسس فاسدة وأفكار فاسدة وكل تحركاتهم تحركات لا تستبعد أطرافاً خارجية فيها ويدفعون إلى ضلال ويعيشون في ظلام'. وبشأن وجود خلايا نائمة في المملكة قال المسؤول الثاني في وزارة الداخلية السعودية 'ليس لدينا علم بالتحديد، لكن لا نستبعد شيئا من هذا'، وتابع'هذه الأفكار لو رجعت إلى التاريخ تبرز بين الوقت والآخر في مجالات مختلفة ودول وعصور مختلفة، والجهاد هو نشر الوعي الصحيح والالتزام بما تقوم عليه هذه الدولة (السعودية) كتاب الله وسنة رسوله، والانتباه للبناء والتطوير والتعمير'. وقال الأمير احمد إن 'هؤلاء لا يعيقوننا وأمثالهم الشواذ'، مشيراً إلى ان الدعوة لأتباع القاعدة بتسليم أنفسهم ما تزال مفتوحة. ووصف نائب وزير الداخلية السعودي ما نسب إلى شقيقة الأمير تركي بن عبدالعزيز 'من بعض المغرضين والحاقدين' بأنه 'شيء سخيف' مؤكدا أن الأمير تركي 'نفى ذلك، ولا يمكن أن يقبلها ويقرها ويصدقها عاقل'. وتابع الأمير احمد عبد العزيز ان 'المسؤول السعودي والأسرة ( الحاكمة) جزء من هذا الوطن ليس لهم تميز معين، الله سبحانه وتعالى أراد أن يكون منهم المؤسس ومنهم الملك وولي عهده وهم مثل إخوانهم المواطنين جميعاً'. ووصف ما نسب إلى الأمير تركي بن عبد العزيز بأنه 'إرهاب من أعداء الله وأعداء الدين وأعداء الدولة وأعداء البلاد يرجفون ببعض الأمور التي يعتقدون أنها تؤثر، وقد مرّ علينا في سنوات مضت أكثر وأقوى ولكن الحمد لله القافلة تسير'. وكان الأمير تركي بن عبد العزيز المقيم في القاهرة نفى الاثنين الماضي أن يكون دعا الأمراء إلى مغادرة المملكة تفاديا لانقلاب ضدهم. ونقلت وكالة الأنباء السعودية الرسمية عن الأمير تركي بن عبد العزيز قوله، في بيان من القاهرة، إن 'الرسالة المزعومة المنشورة باسمه والتي تناقلتها بعض وسائل الإعلام والمواقع الإلكترونية لم يكن لها وجود' وأنها 'كانت من نسج خيال جهات معادية تريد البلبلة والإثارة'. وكانت مواقع إلكترونية نقلت الأربعاء قبل الماضي رسالة نسبتها إلى الأمير تركي بن عبد العزيز يدعو فيها أسرته إلى مغادرة البلاد 'تفاديا لسحقهم والانقلاب عليهم من طرف المؤسسة العسكرية والشعب المتذمر من تصرفاتهم'، وأن الولاياتالمتحدة والغرب 'لن تقدم الحماية لأسرة آل سعود إذا ما تعرضت للإطاحة بها على يد الجيش أو أفراد الشعب'. وأضاف الأمير تركي 'نسأل الله عز وجل أن يحفظ المملكة العربية السعودية بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وولي عهده والنائب الثاني وأن يديم عليها نعمة الأمن والاستقرار إنه سميع مجيب'. يذكر أن الأمير تركي بن عبد العزيز تولى إمارة منطقة الرياض في العام 1957، لبضعة أشهر، وتولى نائب وزير الدفاع والطيران والمفتش العام في الفترة (1962 1983) وهو أخ غير شقيق للعاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز، ويعيش في القاهرة منذ العام 1980.