تفاعلت قضية الخلاف بين الأكاديمية السعودية د. فاطمة السلمي أستاذة أصول التربية الإسلامية في جامعة الملك سعود وعضوة لجنة المناصحة وبين من أنكروا عليها الحديث المنسوب لها الذي نشر في صحيفة "الشرق الأوسط" ووصفت فيه بنات منطقة الحدود الشمالية(عرعر ورفحاء) بأنهن بلا وطنية وأن عددا كبيرا من طالبات المدارس الحدودية يرفضن ممارسة أي أنشطة لها علاقة بالوطن، وهو ماتسبب فيه غضب شديد من قبل الكثير من الأعيان ووجهاء المنطقة وتناولت وسائل الإعلام ذلك بتوسع. وتدرس الآن المحكمة الجزائية في الرياض قضية ضد الأكاديمية تطالب باتخاذ الإجراء اللازم نحو الأقوال المنسوبة لها، وقال الشيخ مقحم التمياط أحد عيان مدينة "رفحاء" صاحب الشكوى ل"لعربية.نت" : " رفعت هذه الدعوى ضد تلك السيدة لمقاضاتها وردعها وفق الشرع القويم، كما أنني تقدمت بشكوى أخرى لجهات أخرى مهتمة بالأمن الوطني لكني لن أفصح عنها الآن". وأضاف: " ترتكز قضيتنا على أن هذه (الأكاديمية) ادعت أنها نفذت دراسة ميدانية في جهات المنطقة الحدودية وتبين كما تزعم غياب الانتماء الوطني في نساء المناطق الحدودية مثل رفحا وعرعروحفر الباطن وينبع وذلك كذب وافتراء وإساءة خارجة عن الآداب " . وأكد : "اتهامها لشريحة سواء أكانت كبيرة أو صغيرة أمره لا يرضاه الدين ولا يقره ولاة الأمر، وماحدث هو محاولة لهدم اللحمة الوطنية وإثارة للمجتمع فلابد من ردعها وردع من هم على شاكلتها فولائنا واثقون منه ولو كنا على نعيش على آخر ذرة من تراب الوطن ومهما نقصنا من الخدمات والمرافق العامة". واعتبر أن مقاضاة الجهات التي ساهمت في نشر الدراسة وتصريحات السلمي أمر سابق لأوانه ولكن قد يؤخذ في الاعتبار لاحقا، موضحا " من يشكك في انتماء الناس هو من يغيب عنه الانتماء الوطني، وبالمقابل نحن نشكك في جولتها الميدانية ونجزم أن دراستها غير صحيحة وأنها تضمنت الكذب والافتراء فهي لم تزر ينبع وعرعر ورفحاء". و توقع ألا يطول الحسم في القضية متمنيا أن " يكون في ذلك منعا للوقوع في نفس الخطأ من آخرين"، مشيرا إلى أن الاعتذار العلني في وسيلة مرئية كالتلفزيون لن يسقط الحق القضائي قائلا : " القضاء سيأخذ مجراه ولا استطيع قبول الاعتذار، فأنا جزء من الشريحة المساء إليها، ولا أرضى تلك الاساءة لأي جزء من بلدي .. ولو كانت الدراسة صحيحة المفروض أن تكون خاصة بلجنة المناصحة وأن تكون نتائجها سرية وغير مسيئة ". وختم حديثه : "الجميع مستاء و لم يوكلني أحد في رفع الدعوى التي كانت بادرة تطوعية مني لإيماني أن المشاركة في العمل الوطني لا تنتظر طلبا من أحد ، وفي الختام اشكر جميع الشرفاء الذين تفاعلوا مع القضية". "ماحدث كان لبسا .." من جهتها أكدت د. فاطمة السلمي ل"العربية.نت": " أن من يقف خلف تلك الدعاوى والقضايا منتفعون ولهم مصالحهم الخاصة ويسعون للشهرة التي حصلوا عليها، فأرجو أن يتركونني في حالي " . وأكدت أن ماحدث "كان لبسا من محررة صحيفة الشرق الأوسط التي التقتني أثناء مؤتمر المدينة حول الإرهاب الأخير ، حيث طلبت مني معلومات عن دراسة خاصة أعددتها للمؤتمر بعنوان (دور المدرسة الثانوية في مواجهة الإرهاب وتعزيز الانتماء الوطني لطالبات المرحلة الثانوية في حفر الباطن)، أي أن مجال الدراسة كان منطقة حفر الباطن وتمت بموافقة الجهات المعنية ورافقتني فيها مندوبة من الإعلام التربوي وكذلك كانت معنا مرافقة أمنية في جولتنا الميدانية". وأضافت: "أخبرت المحررة أننا كنا في نعطي محاضرات في حملة توعوية في حفر الباطن، واتضح لنا من خلالها أن هناك قلة قليلة من بعض الطالبات لديهن نقص في الانتماء الوطني وربما يعود ذلك للقرب من الحدود، وهن فيهن بذرة الخير وبحاجة للتوجيه وقد تحدثن إلي بعد المحاضرات ومازلنا نتواصل لحد اللحظة، وتمكنت بفضل الله من تغطية كل المعلومات الناقصة لديهن.. هن فقط كن بحاجة للنقاش وتم ذلك من خلال المحاضرات". وتابعت: " اللوم لم يكن يقع على اؤلئك الطالبات، القصور لدينا كتربويين وتربويات في تعميق الانتماء.الطالبات استفادوا من المحاضرات وحصلن لهن نقلة جذرية . لا علاقة لي بالشمال أنا فقط في حفر الباطن ". وعن رد فعلها تجاه القضية قالت باستغراب "هل تقبل المحاكم شيء دون حقائق ؟ هذه الدعوة يجب أن توضح بها الحقائق ، ثم مادخلها بدراستي الميدانية ؟ " . وأشارت " دراستي لم تخرج عن حفر الباطن ومحصورة في قياس أداء ..ورغم ذلك أرسلت اعتذارات لمن احتجوا في تلك المناطق ووضحت لهم .. كما أرسلت فاكسات للمسؤولين في المناطق الحدودية ووضحت لهم اللبس في تغطية المحررة التي ذكرت أن دراستي شملت كل تلك الأماكن " . وحول الاعتذار من الصحيفة أوضحت السلمي أنها طلبت من رئيس التحرير توضيح اللبس في نفس الصحيفة "فأحالني لمكتب الرياض فقالوا لي أنهم لن يوضحوا ذلك لأنه بحسب تعبيرهم ( يمس مصداقيتنا) و أكدوا أنه إذا أصررت على المطالبة بالاعتذار فإنهم سينشرون التسجيل الصوتي للقاء.. لكني رفضت ذلك لاعتبارات تخصني، فذلك يمس عاداتنا وتقاليدنا، ورغم ذلك نشروا تسجيل اللقاء وتغاضيت عن ذلك، وكل من سمعوه في الشمال اتضح لهم أنني لم اقل شئيا سيئا" . وأردفت : "اعتذرت رغم أنني لم أكن ملزمة، وكتبت في مواقع عديدة لتوضيح اللبس.. المشكلة أن كاتب عمود صحفي مشهور تسبب في تأجيج الأمر دون أن يتأكد من صحة أقوالي"، وذلك في إشارة الصحافي صالح الشيحي الذي كتب مقالا في جريدة "الوطن" السعودية هاجمها فيها واعتبر الكلام المنسوب لها "افتراء وغير الصحيح ويسعى لتحقيق أهداف مجهولة". ورأت السلمي " من يقف خلف ذلك له هدف ورسالة معينة يريدون إيصالها للحكومة أنهم نصبوا أنفسهم محامين عن الوطن ومزايدين عليه ويريدون الشهرة فقط .. وعددهم خمسة كلهم له نفس الأهداف .. حرام عليهم أنا نفسيتي تعبت وتأثر بذلك أسرتي وطالباتي ووضعي ..هناك لبس وافتراء علي". وختمت حديثها " لماذا لم يحاول احد منهم أن يعرف الحقيقة ..المسؤولون في أمارة عرعر أبلغت من قبلهم أن الملف سيغلق ولكن هناك من لا يزال يعزف على أوتار لمصالح خاصة بهم، وأهل المنطقة اتصلوا ليعتذورا مني بعد اتضاح الحقائق ".