انتقد الشيخ صالح المغامسي إمام وخطيب مسجد قباء بالمدينة المنورة رأي الدكتور أحمد قاسم الغامدي رئيس هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بمكة المكرمة في القول بعدم وجوب صلاة الجماعة، موضحا أن المسألة أكبر بكثير من بحث فقهي تجمع فيه الآراء ثم يختار جامعه أحد هذه الآراء قائلا: (هذا رأيي) وما أردت إلا الصلاح، موضحا أن في إغلاق المحال التجارية وتوقّف الدوائر الحكومية أثناء وقت الصلاة من إظهار شعائر الله ما لا يخفى وهذا قطعا موصل إلى تعظيم الله سبحانه ومعرفة قدره وإجلال أمره ونهيه. وقال المغامسي: ليس الناس اليوم في حاجة لمعرفة حكم فقهي فيه اختلاف بين العلماء، إنما هم في حاجة إلى أن تعظّم شعائر الله في قلوبهم، ولئن يجهل الناس خلافاً معروفا عند العلماء خير لهم من أن ينزع إجلال شعائر الله من قلوبهم . وأضاف موجها حديثه للغامدي في مقال كتبه بهذا الخصوص : لو قلّبت بصرك أيها الموفّق إلى ما حولنا من المدائن والقرى ورأيت كيف يختلط صوت المؤذن بصوت المغنى، وقرب باب المسجد من باب الخمارات وصوت الإمام وهو يقرأ القرآن مع صوت بائع الملذات لهالك الأمر واستعلتك أحزان. ورأى الشيخ صالح المغامسي أن القول بوجوب صلاة الجماعة مسألة فقهية قديمة المبحث لكنها كانت وما تزال تبحث في اروقة العلم وحلق العلماء، حتى أتى الغامدي فأخرجها من طيات الكتب إلى سود الصحائف، وغفل عن أن القضية في حقيقتها ليست في اثبات اي الاراء الفقهية اقرب للصحة وأحق بالنصرة، بل هي شعيرة ظاهرة فرّط كثير من الناس فيها وتعامى عنها وحسبك ما نشاهده في ملاعب الكرة من عكوف الاف الجماهير على مقاعدهم بالساعات ويرفع الاذان بعد الاذان ولا يقوم الا قليل على خوف كذلك من مقاعدهم ان تضيع ومن اماكنهم أن يجلس عليها. هذا وقد استقر في الاذهان الفتوى بأن صلاة الجماعة واجبة فكيف لو قيل لهم :على رسلكم فالأمر واسع وصلاة الجماعة في وجوبها نظر وانا مثّلت بجماهير الكرة وانا اعلم انهم افضل فئات المجتمع المقصرة حالا وغيرهم من الفئات هم في حال مرير وعالم مظلم –نسأل الله العافية والسلامة-. واختتم خطيب مسجد قباء تعقيبه على رأي الغامدي بقوله: أنا لا اتهمك في نيتك بل لا أظن بك إلا الخير لكن أعتب عليك في فهمك وفقهك، والإعلام اليوم مدحضة مزلة، ثبّت الله قدمي وقدمك على الصراط إن ربي لسميع الدعاء. تجدر الإشارة إلى أن الشيخ أحمد قاسم الغامدي كان قد أثار الكثير من الجدل في الساحة الفقهية والدينية في السعودية نتيجة آراءه المثيرة بدءً من قوله بعدم حرمة الإختلاط وانتهاء لكشفه عن بحث فقهي قام به وأثبت من خلاله عدم وجوب صلاة الجماعة، وقد تسببت آراءه تلك في مطالبة البعض عزله من منصبه في هيئة الأمر بالمعروف وقد تكررت شائعات بهذا الأمر لكن الغامدي كذبها جميعا مؤكدا بقاءه في منصبه.