أثارت دراسة سعودية حديثة حول إدمان مشاهدة الأفلام الإباحية جدلا واسعا بين علماء النفس والاجتماع بالمملكة، حيث رفضوا ما توصلت إليه الدراسة من نتائج تفيد بأن الشخص قد يصل في درجة إدمان الأفلام الإباحية إلى مستوى إدمان الكوكايين. وقالت الدراسة غير رسمية -التي أجراها باحثون معنيون بالمحتوى وتقنية المعلومات- إن مشاهدة الأفلام الإباحية والمقاطع الجنسية تولد نشوة مشابهة لنشوة الكوكايين أو الهيروين المخدر.وأوضح الدكتور مشعل القدهي -مدير عام الإدارة العامة لخدمات تقنية المعلومات في هيئة الاتصالات وتقنية المعلومات بالسعودية- أنه قام بإعداد تلك الدراسة على مدى 10 سنوات، وانتهت النتائج إلى أن مشاهدة الصور الجنسية والوسائل الإباحية تقود لإدمان حقيقي بمعنى الكلمة كإدمان الهيروين والمسكرات.وتأتي نتائج الدراسة متزامنة مع دراسات أخرى أجريت حول الموضوع نفسه خلصت إلى أن 38% من مراهقي الخليج يشاهدون تلك الصور والأفلام الإباحية.بدوره، رفض الدكتور جمال الطويرقي -استشاري الأمراض النفسية بالرياض- نتائج الدراسة وقال: لم يثبت علميا أن مشاهدة الأفلام أو المواقع الإباحية تؤدي إلى الإدمان، مشيرا إلى أن الدول الأوربية تخصص ساعات معينة على مدار اليوم لتثقيف الشباب جنسيا، ولم يتحدث أحد منهم عن الإدمان.وأضاف أن الإدمان يحدث كنتيجة لهوس بعض الأشخاص لمشاهدة تلك المواد، واعتبر من يصل إلى هذه الدرجة من الهوس مريضا نفسيا يعاني من الوسواس القهري.غير موثوق فيها كما شكك الدكتور عبد العزيز الدخيل -أستاذ الخدمة الاجتماعية المساعد في جامعة الملك سعود بالرياض- في نتائج الدراسة، خاصةً أن منهجية وعينة الدراسة ونوعها وأهدافها غير معروفة لكي يتمكن من الحكم عليها، بما لا يجعلنا نثق في نتائجها.وأكد الدخيل أن نسبة إدمان الأفلام الإباحية ضئيلة جدا وتصل إلى 10% فقط وذلك يعتمد على ما إذا كان يعاني الفرد من السلوك الإدماني أم لا.وعن أضرار إدمان مشاهدة الأفلام الإباحية، أوضح أن الشخصية الإدمانية تعاني من حالة من التبلد نتيجةً للاعتياد على مشاهدة تلك المواد التي تؤثر سلبيا على العلاقة الزوجية، وعندئذ تتحول نظرة الفرد للمرأة لتتركز أكثر على الناحية الجنسية.ورفض ضيف البرنامج فكرةَ حجب المواقع الإباحية لحماية الجيل الناشئ من التعرض لمثل هذه المحتويات، مؤكدا على أهمية تربية أبنائنا وتعليمهم كيفية اتخاذ القرار السليم ليتمكنوا من مواجهة كافة المواقف الصعبة ومقاومة الإغراءات.