أعلنت السفارة السعودية في واشنطن ان خمسة طلاب سعوديين أوقفوا بتهمة التزوير والتلاعب في امتحانات مؤهلة للدراسة في لوس انجليس تم إطلاق سراحهم بكفالة والعمل جار مع الجهات الأميركية المختصة للإفراج عن الطالب السادس خلال الأيام القادمة، وذكرت السفارة في بيانها الذي أصدرته أنها على تنسيق مع القنصلية في لوس انجليس والملحقية الثقافية وتتابع الموضوع مع تعيين محامين للدفاع عن الطلبة ودفع الكفالات المطلوبة، وأضافت السفارة بأنها تفاهمت مع الملحقية الثقافية لانتداب موفد إلى لوس انجليس لمتابعة الموضوع مع المحامين والقنصلية. يأتي ذلك بعد أن سقط مزور أميركي يدعى ايمون دانيال هيكينز في يد الشرطة إثر فقدانه محفظته وبها وثائق وبطاقات تحمل عدة أسماء عربية ولكنها جميعها بصورة واحدة, وهو الأمر الذي دعاهم لاعتقاله وتفتيش منزله وحاسوبه الشخصي حيث عثر على عشرات الأسماء التي قدم لها التسهيلات من خلال إجراء الاختبارات بدلاً عنهم. وتشمل قوائم الطلاب جنسيات مختلفة غالبيتهم من الخليج العربي إضافة للبنان وتركيا. واعتقلت السلطات الاميركية نحو 120 مبتعثاً خليجياً (جميعهم من الذكور) ولكنها برأت غالبيتهم ليتناقص عدد المتهمين رسمياً, إلا أن هيكينز يواجه تهمة قد تصل به للسجن 5 سنوات في حال إدانته بالعمل في هذا النشاط منذ 7 سنوات. وكان بعض المعتقلين أدلوا باعترافات تؤكد تعاونهم مع هيكينز ولكن وفق دروس خصوصية, ونفوا أن يكون قد دخل هو أو أحد مساعديه قاعات الامتحان بدلاً عنهم, حيث أن هيكينز بحسب تسريبات صحفية يدير شبكة من المتعاونين معه, منهم من يحمل ملامح شرق أوسطية, ويتقاضى مقابل الخدمة مايصل إلى 1500 دولار أميركي, فيما قال محققون إنهم يعتقدون بأنه بدء بتزوير رخص القيادة ثم تطور إلى أن بدء بتزوير بطاقات الطلاب والدخول بدلاً عنهم لمساعدتهم في البقاء بتأشيرة طالب بعد اجتياز الاختبار بنجاح. ويعتقد المحققون أن هيكينز البالغ من العمر 46 سنة جمع ثروة طائلة تقدر بمئات الآلاف في حال ثبت أنه كان يعمل منذ العام 2002, وهو أمر فتح المجال واسعاً أمام المحققين حول ثغرة في الإجراءات الأمنية. وقال المسؤول في وكالة الهجرة الأميركية ديبرا باركر في تصريح صحفي "لقد شهدنا مخططات تزوير التأشيرات من قبل ولكن لم نر أي شيء تماما مثل هذا" وأضاف باركر حول ما إذا كان الأمر قد يتعلق بالإرهاب ان ليس هناك أي دليل في هذا الوقت يشير إلى أن أي من الطلبة لديهم أي علاقة له بالإرهاب, ولكنه من السابق لأوانه إجراء أية افتراضات أو استخلاص أي نتائج." ويبلغ عدد المبتعثين السعوديين في الولاياتالمتحدة الاميركية أكثر من 20 ألف طالب سواء عبر برنامج العاهل السعودي الخاص, أو من خلال معاهد وشركات وجامعات وجهات حكومية, فيما يمثل من يدرسون على حسابهم الخاص أقلية. وبحسب شروط برنامج الابتعاث السعودي فإن اللغة الانجليزية لا تحظى بتركيز عند اختبار القدرات الذي يسبق البعثة, فيما تمثل التخصصات التي يدرسها السعوديون ضمن برنامج الابتعاث "الطب ، طب الأسنان ، الصيدلة ، العلوم الطبية التطبيقية ( التمريض ، الأشعة ، العلوم الصحية ، المختبرات الطبية ، التقنية الطبية )، الهندسة ، الحاسب الآلي ، العلوم الأساسية ( الرياضيات ، الفيزياء ، الكيمياء ) ، تقنية النانو ، القانون ، المحاسبة ، التجارة الإلكترونية ، التأمين ، المالية أو التمويل ، التسويق". وبالعودة لبيان السفارة السعودية فإن الهاجس من أن يطال باقي المبتعثين كان حاضراً, حيث ركز البيان على أنه تم الاتصال بالجهات الأميريكية المعنية لضمان ان حقوق المواطنين المتورطين المدنية محفوظة، "وللتأكد من ان تورط بعض الطلبة لن يؤثر على زملائهم الآخرين في برنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث".