هل تَخرج «روتانا» من السوق المصرية؟ سؤال تداولته الأوساط الإعلامية قبل أيام، لتنطلق صيحات النفي من داخل الشركة السعودية، ممَثّلةً بمسؤول قطاع السينما فيها أيمن الحلواني. إلا أنّ رد فعل «روتانا» جاء ليؤكد بطريقة غير مباشرة أنّ حال شركات الإنتاج الفني التابعة للوليد بن طلال ليست على ما يرام، وخصوصاً بعد اعتراف الأمير نفسه بخسارة خمس ثروته جرّاء الأزمة العالمية. وبما أنّ تجارة الموسيقى والسينما ليست سريعة الربح، كان السؤال الذي انتشر في السوق المصرية: هل ستظل خزانة «روتانا» مفتوحةً من دون توقّع عائد سريع حتى في ظل الأزمة؟ المتعاملون في السوق المصرية بدأوا يعترفون بأنّ الموسم الحالي سيتأثر، سواء من ناحية عدد الأفلام المنتجة أو الإيرادات التي ستتراجع. لماذا إذاً غضبت «روتانا» إلى هذا الحد؟ الإجابة باختصار لأنّها الأكثر تضرراً كشركة تسيطر على قطاع كبير من السوق المصرية، وتحصل على عشرات الأفلام الجديدة سنويّاً لعرضها حصرياً على شاشتها «روتانا سينما»، التي تربح أكثر من الأفلام نفسها ومن ألبومات عشرات المطربين. وجاء نفي «روتانا» ليؤكد الأزمة. إذ ركّز على أنّ الخطط مستمرة والأرقام في زيادة، وأنّ «روتانا» تستمر هذا العام مع 50 مليون دولار، وتشارك في إنتاج أفلام كبار النجوم أمثال أحمد حلمي الذي بدأ تصوير «عقبال عندكو» ومحمد سعد الذي لم يحدد فيلمه الجديد بعد، إضافةً إلى أفلام انتهى تصويرها وجاهزة للعرض مثل «احكي يا شهرزاد»، و«دكان شحاتة» و«الفرح». أمّا إيقاف خط إنتاج الأفلام السعودية، فوصفه الحلواني بالمبالغ فيه، لأنّ «روتانا» التي أعلنت أنّها ستنتج 20 فيلماً في المرحلة الحالية، لن تفعل ذلك في عام واحد، وبالتالي رُصدت ميزانيات لإنتاج ثلاثة أفلام لعام 2009، تفاصيلها غير معلنة. مع العلم أنّ «روتانا» أنتجت فيلمين سعوديين فقط في ثلاث سنوات. بعد هذا النفي، تأكّد أنّ «روتانا» لن تنسحب من السوق المصرية. حسناً، لكنّ الملف لم يغلق. ما أعلنت عنه الشركة السعودية من مشروعات لا يحمل ضمانات تَكفل التنفيذ الكامل. من جهة، ابتعدت «روتانا» تماماً منذ العام الماضي عن الإنتاج المباشر، ومن جهة هناك 40 مليون دولار لم تسدّدها «روتانا» بعد للشركات المصرية مقابل أفلام أُنتجت بالفعل. والتصريح هنا على لسان أحد أبرز أقطاب السوق المصرية محمد حسن رمزي، الذي وصف العام الحالي بأنّه «أسود» على السينما المصرية. وكان تأجيل فيلم «محمد علي» لشركة «غودنيوز» دلالة جديدةً، رغم ربط التأجيل بأمور فنيّة لا مادية. إذاً، أهل البلد يؤكدون الأزمة ويشتكون من عدم وفاء «روتانا» بالتزاماتها، والشركة السعودية تؤكد أنّ الأزمة لن تعوق استمرارها في السيطرة على السينما المصرية. على أي حال، ستتوضّح الصورة في موسم الصيف: فإما أن يتحوّل الكابوس إلى حقيقة وإما أن تستيقظ «روتانا» على صباح أفضل.