كشف الدكتور جبارة الصريصري (وزير النقل السعودي) عن قرب افتتاح منفذ حدودي مباشر مع سلطنة عمان، التي تُعَدّ الدولة الخليجية الوحيدة التي لا ترتبط بمنفذ حدودي مباشر مع السعودية. ولم يحدد الوزير السعودي موعدًا لافتتاح المنفذ الحدودي البري الذي يربط السعودية بعمان، لكنه أكّد على إنجاز أكثر من 390 كيلومترًا من الطريق البري، الذي لم يتبق منه سوى 190 كيلومترًا، ستتم ترسية إنشائه خلال أسابيع على إحدى الشركات المحلية لإنجازه. وقال الوزير الصريصري في تصريحات لصحيفة "الشرق الأوسط": "نحن أنجزنا أكثر من نصف الطريق الذي يبلغ قرابة 580 كيلومترًا، وما تبقى منه سيتم إنجازه خلال فترة قريبة، عقب ترسية مشروع إنجاز الطريق البري على أي من الشركات المحلية التي ستتقدم للمنافسة على المشروع". وكان المنفذ الحدودي وليدًا لاجتماعات مشتركة احتضنتها العاصمة الرياض أواخر عام 2006، وجمعت مسئولين من السعودية وسلطنة عمان، عبر لجنة مشتركة، في إطار اتفاقية حدودية دولية موقعة ما بين السعودية وعمان. وأدار دفة تلك الاجتماعات آنذاك الأمير نايف بن عبد العزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية السعودي، ووزير الداخلية العماني سعود البوسعيدي رئيس الوفد العماني. ويُغني المنفذ الحدودي البري السعودي العُماني، الذي يتفرع من (طريق خريص- البطحاء) وسط صحراء الربع الخالي السعودية، ويتصل بمنفذ (رملة خيله) العماني، مواطني البلدين عن المرور بالإمارات العربية المتحدة، وبالتالي بلوغ سلطنة عمان، على اعتبار أن الإمارات الدولة الخليجية الوحيدة التي ترتبط بعمان بمنفذ حدودي بري. على جانب آخر، يشارك الصريصري في اجتماعات وزراء النقل العرب اليوم بالعاصمة المصرية القاهرة، حيث يترأس وفد بلاده التي تترأس الدورة الحالية للمجلس، ويرافقه مندوبون عن 4 قطاعات سعودية رسمية (وزارة الداخلية- وزارة الخارجية- وزارة المالية- المؤسسة العامة للموانئ). وأفصح وزير النقل السعودي عن إقرار مخطط الربط البري العربي الخاص بالطرق، والذي أقر استنادا إلى دراسة محاور الطرق العربية، وبناء على قرار مجلس وزراء النقل العرب في دورته العادية في أكتوبر عام 2008. وتتحكم سلطنة عمان من جهة الشمال في مضيق هرمز الذي يعتبر مدخلا للخليج العربي، وتتمتع بموقع جغرافي مهم؛ نظرًا لموقعها في أقصى جنوب شرقي الجزيرة العربية، وتطل على كل من خليج عمان وبحر العرب المتصل بالمحيط الهندي، وتعد الممر المائي الذي يربط الخليج العربي بالمحيط الهندي، وهو ما يعطيها أهمية بالغة، تعزز التوجه السعودي الرامي للارتباط معها بمنفذ حدودي بري، لتسهيل تبادل التجارة ما بين البلدين، وتنامي حجم الصادرات والواردات بين السعودية وسلطنة عمان.