نقلا عن صحيفة الرياض السعودية : الممتلكات العامة، وما هو قائم ومعاش في الشارع، والمرافق العامة، والميادين هو يصنف في خانة الذوق العام، والوعي الاجتماعي ليس لأحد حق التطاول عليه، أو تشويهه، أو إيذاء العين والمشاعر بمسخه. هذا من ناحية الذوق الاجتماعي العام.. وأخرى فان مسألة العواطف الشخصية، والحب والكره، وتسجيل المواقف، ورأينا في الآخرين لايجب أن تكون ممارسة نعبرعنها من خلال الاعتداء على صورهم، أو مقتنياتهم الاعلانية عبر تشويهها أو نزعها أو تدميرها، لأن هذا سلوك غير حضاري، إن لم نقل انه قضية جنائية يجب أن يعاقب مرتكبها. وتظهر بين فترة واخرى ممارسات طمس وجوه الصور الشخصية في اللوحات الإعلانية بالطرق والشوارع والميادين العامة في بريدة.. وكانت هذه الظاهرة قد بلغت أشدها خلال فترة انتخابات عضوية المجالس البلدية الماضية، واختفت لفترة لتعود وتتجدد هذه الأيام وسط استياء الكثير من المستفيدين من هذه الإعلانات، وتعدد المطالب بوقف هذه الظاهرة غير الحضارية والتي ربما تتعدد دوافع وأسباب ومبررات إقدام بعض العابثين على فعلها فيما تزداد المطالب بضرورة إيقاف هذا العبث المقصود ومعاقبة من يقفون خلفه مهما كانت مبرراتهم ودوافعهم تجنبا للاضرارالناتجة عن هذه التصرفات مطالبين بمضاعفة الدو الأمني فالعبث بهذه اللوحات يحدث بمواقع عامة ومكشوفة وليس في أماكن بعيدة عن الأنظار وتفاديا لهذه التصرفات غير المبررة عمد البعض من المعلنين إلى إعلان بدون صورة، أو إعلان بصورة غير واضحة وأحيانا تشويه الصورة بطرق مختلفة من باب بيدي لا بيد عمرو. الإعلان كلف مبالغ كبيرة والتشويه ألحقها خسائر كبيرة مستثمرون يتخوفون ابدى مستثمرون في مجال الدعاية والإعلان تخوفهم من تأثر استثماراتهم في المجال الإعلاني نتيجة لهذه التصرفات، فقد أكد استشاري خصخصة الاستثمارات البلدية ورئيس مجلس إدارة المجموعة العربية للتنمية البشرية د.مخفور بن عبد الله آل بشر، أن ظاهرة طمس صور لوحات أرصفة البلدية الإعلانية ستؤثر سلباً على مستثمري الدعاية والإعلان والراغبين في الاستثمارات البلدية، معتبراً التشويه الذي تتعرض له هذه اللوحات الإعلانية اعتداء على مسار عام متماش ومجاز بانظمة الدولة، مطالباً وزارة الشؤون البلدية والقروية ووزارة الثقافة والإعلام والجهات الأمنية بالتدخل الفوري لوقف هذا (العبث والتشويه) الفردي لأموال وحقوق الآخرين، مبيناً أن لهذه الجهات دورا كبيرا في حماية المستثمرين فليس من المنطق أن تقوم وزارة الثقافة والإعلام بمنح تراخيص دعاية وإعلان لمستثمرين ويقومون بأدوارهم التعاقدية مع الجهات الحكومية بمليارات الريالات ثم يأتي شخص (عابث) ليهدر كل هذا الجهد. وطالب ابن بشر بالتعامل الحازم مع هؤلاء الأفراد ومحاسبتهم من قبل الجهات النظامية والشرعية، والا تترك لهم حرية التصرف الفردي في حقوق الآخرين، راجياً من العلماء والمشائخ إيضاح شرعية هذه الإعلانات والتحذير من التطرف، فهذه الصور مماثلة لصور بطاقة الأحوال الشخصية وجواز السفر ورخص قيادة السيارات والصحف والمجلات والكتب وتم اعتماد صياغتها من قبل الجهات الرسمية في الدولة. فكر الأقلية! وأشار احمد البدري المدير التنفيذي لوكالة دعاية وإعلان ببريدة إلى أن تعدد العمل الإعلاني أعطى بعداً تسويقياً ومنافذ ترويجية متعددة، ولكن هناك بعض الممارسات التي تحاول تحجيم الإعلان والتأثير عليه بشكل مباشر وخاصة الإعلان المصور، مفيداً أن تعرض اللوحات الإعلانية للشطب والتشويه والطمس ساهم بتدني العمل الإعلاني وأثر على العمل التصميمي، حيث عمد البعض لمحاولة الابتعاد عن الإعلانات التي تحمل صوراً، مبيناً أن العابثين لا يدركون قيمة العقود المرتبطة بشخصية صاحب الصورة، موضحا أن هذه الممارسات ناتجة عن "فكر الأقلية" التي لاتمثل الكثير.. فيما أبدى مدير عام استثمارات أمانة القصيم د.خالد النقيدان استياءه من عملية تشويه اللوحات الإعلانية، معتبراً تصرف هؤلاء العابثين مسيئا للمظهر العام، مطالباً الجهات الأمنية باتخاذ العقوبات النظامية بحقهم وإعلان الإجراءات المتخذة ليكونوا عبرة لغيرهم، مؤكداً على أهمية التوعية الإعلامية والتعليمية في هذا المجال، داعياً لأهمية المحافظة على المظهر العام.