نقلا عن " المدينة " السعودية : يؤكد الداعية الشيخ عبد الكريم المشيقح أن للإنسان غير المسلم أيًا كان دينه ووطنه يملك الاستعداد الفطري للاسراع بالدخول للاسلام بمجرد ان يجد من ينصحه ويوضح له مزايا الاسلام ، وفي هذا الحوار يحكي المشيقح بعض تجاربه في الدعوة والتي تقيم دليلا على رأيه هذا وإلى الحوار: *حدثنا كيف كانت بداية تجربتك للدعوة؟ ** بداية دعوتي كانت في اسكتلندا أثناء تواجدي في أحد الفنادق التي كنت أقطن فيها حيث تعرفت على بعض المسلمين هناك من بعض الدول العربية كالجزائر و المغرب لم يكن لهم أي معرفة بالصلاة .. صحيح أنهم مسلمون لكن لم يكونوا يعرفون أي معلومة عن الصلاة فكنت أنا استخدم كروت دار الإفتاء السعودية و أرقامهم فعندما كنا نتناقش عن الصلاة لم أجد أن الناس هناك عندها أي معلومة عن الصلاة و كنت أوزع عليهم الكروت و أصبحت أعلم الناس بالتهذيب و أتصل على دار الإفتاء في السعودية و أتعامل معهم و أجد كل خير بإذن الله تعالى و الحمد لله حققت نتائج طيبة و من أهم مبادئ الدعوة إلى الله سبحانه و تعالى أن تُقبل دعوتك لمن تنصحه، فهذه كانت أول تجاربي خارج المملكة، فأنا حاولت أن أنقل الكلمة الطيبة في الخارج و أكون سفيرا لبلادي و ديني خارج المملكة. *حدثنا عن أي قصة حدثت لك أثناء دعوتك للناس في الخارج؟ ** أتذكر أثناء وجودي في إحدى دول الخليج فكان معي أحد الشباب التائبين فهذا الشاب معنا من نفس المملكة و هو من الناس الذين بحثوا عن السعادة خارج المملكة في كل مكان و كان يسافر لأغلب دول العالم فبعد الهداية و أثناء تواجدنا في إحدى دول الخليج صلّينا الظهر في أحد المساجد فكنت أرى ذلك الشاب مع أحد كبار السن في المسجد و كانوا يتحدثون لفترة من الوقت ثم ناداني ذلك الشيخ الكبير فقال لي اسمع ما يقوله هذا الشاب.. يقول الشاب : إنني بحثت عن السعادة لمدة 18 سنة في دول العالم و لم أجدها إلا في المسجد، و أريدك أن تخبر الشاب أنني أنا بحثت عن السعادة 36 سنة في الكرة الأرضية فهذا الكلام كان تقريبا في عام 1413ه لكنني والله لم أجد السعادة إلا في المسجد فأريدك أن تخبر صاحبك أن يتمسك بالسعادة و لا يتركها. و أذكر لكم أيضا قصة أخرى أثناء تواجدي في الخليج حدثت مع شخص ألماني تقريبا كان في 22 من عمره فيقول هذا الشاب:عندما كنت في هامبورغ أهداني أحد الأشخاص كتابا لترجمة معاني القرآن و كان أول شيء فيها الحمد لله رب العالمين و هي ترجمة سورة الفاتحة فجلس يقول والله أصبحت أقول الحمد لله لمدة ستة أشهر أريد أن أوصل لله هذه الكلمة و بعدها أسلمت و تزوجت من امرأة ألمانية مسلمة و الآن أنا أعيش هنا مع المسلمين و لله الحمد فأنا عندما كنت على النصرانية لا أستطيع أن أقدم علاقة مع الله فجميع علاقاتنا كانت مع القسيس فهو الذي يغفر لك و هو الذي يكلمك حيث أنه لا يوجد أي علاقة بينك و بين ربك فأنا عندما أطالع نفسي في المرآة أجد نفسي جميلا و بصحة و عافية و مال و خير ، لكن لا أعرف كيف أقول لربي شكرا، فلا يوجد طريقة لشكره في النصرانية. و في إحدى المرات و أنا موجود خارج المملكة زارنا بعض من الشباب تتضح عليهم آثار الترف بزيادة ، معهم سيارات لا تعرف ما هي نوعياتها و عندهم ريموت لكل شيء في الغرفة للمبات و للمكيفات و للتلفاز و كذلك لمناداة العامل فعند مقابلتهم و مصافحتهم و كانوا واضعين الميك أب و المكياج و ظلا للعين والله عند نصحنا لهم رأينا أن الدموع سحبت الكحل و المكياج على الوجه و ذلك كله عند نصحنا لهم و الكلام الطيب معهم فوالله مسكني أحد الشباب منهم و قال لي: أجد في وجهك نورا و أخبرني اسمه و اقسم علي إن لم آخذه معي للسعودية أن ذنوبي في رقبتك ليوم القيامة فأنا أريد أن أعيش حياتكم التي تعيشونها أنتم حياة الدين و حياة الطاعة و القرب من الله تعالى، و كذلك سأذكر لك قصة حدثت في إحدى دول الشام حيث قابلنا شابا استقام مؤخرا و كان يخبرنا لأي درجة وصل فيهم الجرم حيث قال: كنا ندور على جميع الصيدليات و نقوم بسرقة الحبوب المنومة و نريد أن نطلع على الخزان الكبير الذي في البلد و نقوم بسكب الحبوب فيه حتى ينام جميع من في البلد و من ثم نقوم بسرقة جميع البنوك، و أحب أن أوضح أن جميع الناس طيبون و كذلك المجرم طيب حيث أنهم لم يفتحوا باب الطيبة فيه فالناس لهم بابان، باب للطيبة و باب للشر فأنا والله متخصص في المروّجين و كما يقول البعض (الزاحفين) و متخصص في أناس المجتمع ألغاهم شويّ أو خائف منهم فأنا حياتي في هؤلاء و أنسي و سعادتي عندما أكون مع أحد من هؤلاء الأشخاص. * أثناء دعوتكم في الخارج كيف وجدتم استقبال غير المسلمين لكم و كيف كان انطباعهم عنكم؟ ** في البداية يعتقدون أن أخلاقنا هي الجميلة و لكنهم لا يعرفون أن هذا هو ديننا فعندما تبيّن لهم جمال وطيب التعامل الذي في الشخص المسلم أسلموا جميعا و أتوا إلى هنا مشيًا على الأقدام، فهم لا يعرفون الإسلام بحقيقته و لو عرفوه لتمنّوا أن يسكنوا عندنا و لا يفارقوننا.