نقلا عن الوطن السعودية : يبدو أن أوراق الاقتراع السري لانتخاب رئيس جديد لنادي الرياض الأدبي، بعد اعتذار رئيس النادي السابق الدكتور سعد البازعي عن الاستمرار، على الرغم من التمديد لمجلس الإدارة سنة واحدة، أنصفت "العضو الأكثر نشاطاً وحضوراً" كما يجمع مراقبو النشاط الثقافي للنادي في السنوات الأربع الأخيرة، حيث جاء انتخاب نائب الرئيس الدكتور عبدالله الوشمي رئيساً للنادي بالإجماع (كما أوردت وكالة الأنباء السعودية) ليضع "الرجل المناسب في الفترة الحالية" على حد تعبير الروائي عبدالعزيز الصقعبي، الذي أضاف "يستحق الصديق عبدالله هذا المكان، بحكم نشاطه الدائم في خدمة النادي، وأعتقد شخصياً أنه سيقدم الكثير للوسط الثقافي، ويزيد النادي حيوية ونشاطاً". ولكن ولأن نادي الرياض الأدبي يمثل الواجهة الثقافية للعاصمة السعودية, فإن الوشمي ولاشك سيكون في مهمة أكبر من مهمة نائب الرئيس، في ظل ما يقال عن غياب بعض أعضاء مجلس الإدارة عن النشاطات التي يقيمها النادي، حيث يعلق على الأمر بالقول "أؤكد أن فعاليات نادي الرياض الأدبي يتم إقرارها في مجلس الإدارة، بحضور أعضائه جميعاً ومشاركتهم في صناعتها، ويتم تنفيذها من خلال اللجان التنفيذية المتعددة، وأما رؤيتي لما طرحته حول مسألة حضوري فأنا أنظر إليها باعتبارها أداء واجب كبير أقوم به تجاه ثقة زملائي وتجاه المشهد الثقافي الذي يشرفني أن أكون في النادي سكرتيراً لعامة الأدباء والأديبات، وأن أسعد بأن يتكاملوا معنا في النادي بتقديم الاقتراح والرأي والحضور وتسديد المسيرة وإبداء وجهات النظر التي تمكننا في النادي من تقديم الجديد والجيد، وهي رؤية كانت وراء اقتراحي على المجلس في صيغته السابقة بأن نعقد اجتماعاً عاماً لمناقشة تفاصيل الخطة الثقافية مع جمهور النادي من الأكاديميين والمثقفين والإعلاميين، وهو ما سيتكرر في المرحلة القادمة بإذن الله". وتباينت الآراء حول مصير مشروع إنشاء مبنى جديد للنادي، حيث يعتقد البعض أن ظهور فكرة "المراكز الثقافية" في عهد الوزير الدكتور عبدالعزيز خوجة، ربما يلغي الأمر. لكن الوشمي يؤكد أن الأرض المخصصة لنادي الرياض الأدبي هي "ملك لتاريخه وإنجازاته وجاءت بجهود الأمير المثقف سلمان بن عبدالعزيز (رعاه الله)، وهو الرجل الذي تكفل بهندسة الأرض والإنسان في الرياض، وإذا كان هناك اتجاه تنظيمي لتحويل الأندية إلى مراكز ثقافية، فإن الوزارة بشخصية الوزير ووكيله للشؤون الثقافية هم من أحرص الناس على هذه المكتسبات". وأضاف "أتمنى أن ننجح نحن في النادي بتحريك هذا الملف المهم الذي هو بنية تحتية أساسية لهذه العاصمة التي تكبر دون أن تشيخ بقيادة الربان الاستثنائي لها سمو الأمير سلمان، وبالعراقة التاريخية الكبيرة للثقافة والتاريخ والأدب فيها، لاسيما ونحن نتحدث عن مئات السنوات من الثقافة في هذه المنطقة العريقة". وعن تطلعات مثقفي الرياض ب"إحداث تغيير نوعي"، يرى الرئيس الجديد أن "النادي هو مسيرة ممتدة بدأها الكبار من أمثال أبوعبدالرحمن بن عقيل، وعبدالله بن خميس، وعبدالله بن إدريس، ومحمد الربيع، وعبدالله الشهيل، وسعد البازعي، ولذلك فإن للنادي إنجازاته المهمة في تاريخه، وهو ما يدعوني إلى الاحتفاء بجهود هؤلاء جميعاً، وأن أشيد بهم واحداً واحداً، وهم الذين تركوا بصمتهم الواضحة على مسيرة النادي، ومن ثم الانطلاق منها من خلال رؤية أعضاء مجلس الإدارة، وهنا يهمني أن أؤكد أننا سنسعى في النادي إلى إيجاد شراكة حقيقية مع المؤسسات الثقافية المختلفة، وإقامة أنشطة تخص طلاب وطالبات المدارس العامة، وتكثيف الأنشطة التي تتصل بالأيام الثقافية العربية والأجنبية، وإقامة فعاليات في محافظات المنطقة، وإقامة شراكات حقيقية مع الأندية الرياضية، بالإضافة إلى الاستمرار في سلاسل الإصدارات والمجلات والأنشطة المنبرية في النادي، كما أننا سنشارك في معرض الكتاب القادم بعدد كبير من الإصدارات الجديدة، وألفت هنا إلى أن عاصمة كالرياض يجب أن تتكامل فيها كل المؤسسات لأداء واجبها الثقافي كالجامعات والمراكز والأندية". وعن حضور التقنية الحديثة في نشاط النادي يقول "لدينا في النادي اتجاه لتعزيز الحضور الإنترنتي من خلال خطوط متوازية أخرى، ويهمني هنا أن أشير إلى أن للوزارة مشروعاً يتصل بإيجاد تقاطع بين مواقع الأندية جميعاً، وتفكير بإيجاد صيغة تتصل بنقل الفعاليات إلكترونياً". وفي موازاة تلك التطلعات يؤكد الوشمي أن "النادي ملك للوطن، ومن حق أبناء الوطن جميعا أن يقولوا رأيهم فيه"، لكنه يعترف بأن "العبء على النادي كبير جداً، فهو ينشط في أكبر المناطق وأكثرها امتداداً جغرافياً". وتمنى في نهاية حديثه "تجاوز بعض الأطر التي تعترضنا لنصل إلى ما يرضي المثقف والمثقفة في هذه العاصمة الحبيبة إلى قلوبنا جميعاً، وأكرر الدعوة لجميع المثقفين والمثقفات بالنظر إلى نادي الرياض الأدبي باعتباره إدارة تنسيقية تسهم في تفعيل الحراك الثقافي وتسعد وتنتشي بحضورهم وأفكارهم ورؤاهم".