نقلا عن الرأي الكويتية : كما اثار قرار منعه من دخول البلاد جدلاً اثار قرار رفع المنع جدلاً، وستثير إعادة المنع جدلاً. العريفي... «لا مانع» من الدخول قرار اتخذته الحكومة ظهر أمس، برفع المنع عن دخول الداعية السعودي الشيخ الدكتور محمد العريفي، بعد مناشدات عدد من المشايخ والدعاة باتخاذ هذا القرار، لكنه لم يدم سوى ساعات، ليأتي قرار جديد يلغي سابقه، ويعيد العريفي إلى قائمة الممنوعين من دخول البلاد. أما الجدل النيابي حول منع العريفي من دخول البلاد فكان أمس محتدما، فيما وجه النائب صالح عاشور عتبا «عالي السقف» إلى وزير الداخلية: «أخطأت بتراجعك عن قرار المنع وأعتقد انك بهذا القرار خسرت من وقف معك وساندك». النائب الدكتور علي العمير أعلن ل «الراي» انه تلقى اتصالا هاتفيا من وزير الداخلية الشيخ جابر الخالد «أبلغني فيه اننا نعالج منع الداعية العريفي من دخول الكويت بروية وبما يحفظ الوحدة الوطنية، ويمنع أي تداعيات من شأنها التأثير على التآلف الاجتماعي». وقال العمير إن وزير الداخلية «أكد لي أن قرار المنع خاضع للمراجعة وفق ما تقتضيه المصلحة العامة وما يحفظ الوحدة الوطنية، ونحن نضع أمن الكويت واستقرارها فوق أي اعتبار». وبين العمير: «ان نقل أي صراع سياسي خارجي إلى داخل الكويت ليس في مصلحتنا، لأن أي خلاف ينعكس على التلاحم الشعبي، وعموما فنحن لا نقبل أن يخضع استقرارنا إلى صراعات خارجية ولا نريد أن نقحم رموزا دعوية في أمور من شأنها أن تقوّض التعايش السلمي». وشدد العمير على ثقة الحكومة والنواب بالأجهزة الأمنية «ويجب أن نعزز ثقتنا بها لأنها هي الدرع الواقية لأمن البلاد». ودعا العمير إلى «عدم امتهان كرامة العلماء والحرص على الوشائج الوطنية، فما يهمنا في المقام الاول المحافظة على الكويت واهلها». ورأى النائب الدكتور ضيف الله بو رمية أن منع الداعية العريفي من دخول البلاد «من شأنه إثارة الفتن بين فئات المجتمع وإحداث شرخ في جدار الوحدة الوطنية» واصفا القرار الذي اتخذته وزارة الداخلية ب «غير المدروس». ولفت بو رمية إلى أن مثل هذه القرارات «غير المدروسة والخاطئة» يدلل على فشل الحكومة في التعامل مع الأحداث وإدارة الأمور في البلاد، وبكل أسف فإنه مع كل تهدئة ووأد للفتنة، تقوم الحكومة بنبشها بشكل أو بآخر. وشدد بو رمية على اضطلاع الحكومة بمسؤولياتها في إعادة الأمور إلى نصابها، وقطع الطريق أمام كل ما من شأنه إذكاء الفتنة. وتساءل بو رمية: «ما دخل الكويت في ما يحدث بين الداعية السعودي وبعض العلماء الشيعة داخل العراق؟»، داعيا الحكومة إلى التراجع عن قرارها والسماح للعريفي بدخول البلاد بعد رفع الحظر عنه. وناشد عدد من المشايخ والدعاة يزيد عددهم على المئة الجهات الرسمية برفع قرار المنع عن العريفي «ليستفيد منه المجتمع وليسهم في تعزيز القيم والثوابت التي تميز بها في زياراته السابقة إلى البلاد، ولتبقى الكويت كما كانت منارة العلم وحاضنة العلماء والدعاة في جميع أنحاء العالم الإسلامي». وأكد العلماء في بيانهم: «ساءنا هذا القرار لما عرف عن الشيخ العريفي من اعتدال في الطرح وسلامة في المنهج، فضلا عن أسلوبه في الدعوة إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة، والذي استطاع ان يصل به إلى قلوب الملايين في العالم الإسلامي». ويقيم تجمع ثوابت الأمة اليوم بمشاركة مجموعة من النواب ندوة جماهيرية حاشدة بعنوان «منع الشيخ العريفي وتداعياته العقائدية والسياسية». ووجه النائب الدكتور وليد الطبطبائي سؤالا إلى وزير الداخلية استفسر فيه ما إن كانت الوزارة اتخذت قرارا بمنع العريفي من دخول الكويت، وإذا كان القرار اتخذ فما مبررات المنع وأسبابه، وما قوانين وانظمة الكويت التي خالفها العريفي حتى يتخذ في حقه هذا القرار؟ وبين النائب محمد هايف ان قرار منع دخول العريفي «كان مفاجئا ودون وجه حق بداعي تصريح ذكره في بلده يتعلق بحرب المملكة العربية السعودية مع الحوثيين، ومن حق السعودي أن يدافع عن بلده ولا ينتظر تصريحا من احد، ومن حقه أيضا توجيه الانتقاد إلى أي شخص يكون طرفا في الحرب». ولفت هايف إلى ان العريفي «صرح عن السيستاني لأن الأخير طرف في الحرب الدائرة بين المملكة والحوثيين، وقرار وزارة الداخلية ودخولها في هذه المتاهة أمر غير مقبول وليس له سند قانوني»، مطالبا وزير الداخلية برفع قرار المنع . واعربت النائب الدكتورة أسيل العوضي عن رفضها منع دخول شخصيات إلى الكويت بسبب الاختلافات الفكرية، وانتقدت تعامل بعض النواب مع قضايا منع دخول شخصيات إلى الكويت، لافتة إلى انها لا تعتقد أن دور الحكومة هو مراقبة أفكار الناس داخل الكويت وخارجها وتحديد من يمكنه الدخول او لا، كما ليس من دور النائب أن يملي على الحكومة شروطه في من يستحق الدخول من عدمه وكأن الدولة ليس لها قانون. وقال النائب صالح عاشور مخاطبا وزير الداخلية: «لقد أخطأت بتراجعك عن منع العريفي من دخول الكويت حيث انه أساء إلى فئة كبيرة من المواطنين وهاجمهم في معتقدهم... ويا وزير الداخلية ما هكذا تورد الابل، وأعتقد أنك بهذا القرار خسرت من وقف معك». على صعيد متصل، علمت «الراي» ان نائب رئيس الوزراء للشؤون القانونية وزير العدل وزير الأوقاف المستشار راشد الحماد وجه الدعوة الى الشيخ الدكتور عبدالله المطلق عضو هيئة كبار العلماء في السعودية الى زيارة الكويت.