بعد أقل من 24 ساعة من المهلة التي حددها الأمير خالد بن سلطان- مساعد وزير الدفاع السعودي- للحوثيين بالانسحاب من منطقة "الجابري"، أعلن مكتب عبد الملك الحوثي– زعيم التمرد في شمال اليمن- رسمياً هزيمة فلوله الإرهابية أمام المملكة العربية السعودية، وانصياعها الكامل للمهلة الممنوحة، وإقرار الانسحاب من منطقة "الجابري" وكافة المناطق التي تتواجد فيها عناصره الإرهابية. وأصدر محمد عبد السلام- الناطق الرسمي باسم الحوثي- بياناً بدا فيه ذليلاً ومتوسلاً بثته- وكالة فرانس برس- ناشد فيه المملكة بوقف ما أسماه "عدوانها" عليهم. وقال محمد عبد السلام: "احتراما لحسن الجوار، واحتراما لأواصر المحبة بين الشعبين، وإثباتا للحرص على حقن الدماء، لا مانع أن ننسحب من المواقع في السعودية شرط أن يوقف السعوديون العدوان (...) وعدم السماح باستخدام أراضيهم ضدنا". وأضاف: إن "حل القضية بسيط، وما نطلبه دائما هو احترام حسن الجوار، ولا نطلب أن يكون أن هناك تفاوض دولة (السعودية) مع مجموعات شعبية (الحوثيون)، ونحن مستعدون للانسحاب من المواقع إذا أبدت السعودية قبولا لهذا المبدأ". وأكد المتحدث: أن "جوهر المشكلة مع النظام السعودي ليس الأرض والحدود بل لأننا واجهنا العدوان اليمني من أراضيهم". وكان مساعد وزير الدفاع السعودي الأمير خالد بن سلطان أعطى أمس الثلاثاء مهلة 24 إلى 48 ساعة للحوثيين للانسحاب من موقع "الجابري" الذي يحتله المتمردون الحوثيون في جنوب المملكة. كما أكد انتهاء القسم الأكبر من العمليات ضد الحوثيين التي بدأت مطلع تشرين الثاني/ نوفمبر. إلى ذلك، أكد عبد السلام أن دخول الحوثيين إلى الأراضي السعودية كان ردا "على عدوان السعودية بالطيران وبالزحف على أراضي يمنية في صعده". وفي محاولة بائسة للخروج بماء الوجه، خلص الناطق بلسان الحوثي إلى القول بان "لغة الحرب ليست مقبولة معنا وهذا ما أثبتته 50 يوما من الحرب. نحن لا نقبل لغة التهديد والحرب ليست حلا"، في إشارة إلى تصريحات الأمير خالد بن سلطان الذي توعد بالقضاء على المتمردين الموجودين على الأراضي السعودية بعد انتهاء المهلة. ويأتي إعلان الحوثي الهزيمة في أعقاب الدمار الشامل الذي لحق بفلوله، وسلسلة الهزائم التي منيت بها في مختلف محاور القتال على الساحتين السعودية واليمنية، وفي إطار وساطات خارجية اقترحت تسويات سيتم كشفها للرأي العام في وقت لاحق.