يتجمع أكثر من مليوني مسلم في مكةالمكرمة هذا الأسبوع لبدء مشاعر الحج، حيث تأمل السلطات السعودية في الحد من انتشار فيروس "اتش1 ان1" ومنع أي مظاهرات سياسية. وشابت مواسم الحج في السنوات الماضية حرائق وانهيارات فنادق ومصادمات للشرطة مع محتجين وحالات تدافع مميت. وهذا العام تقاتل السعودية متمردين يمنيين بعدما شنوا غارات على أراضيها مما أثار مخاوف من احتجاجات أثناء الحج، وتحظر السعودية الاحتجاجات العامة. وفي عام 1987 أدى تظاهر حجاج ضد إسرائيل والولايات المتحدة إلى اشتباكات مع قوات الأمن السعودية لقي فيها 402 شخص أغلبهم إيرانيون حتفهم. وحذرت في وقت سابق هذا الشهر من أي محاولة لتسييس الحج، وجاء التحذير بعد تصريحات من الزعيم الإيراني الأعلى "آية الله علي خامنئي" للحجاج المغادرين قال فيها: "إنهم لا يمكنهم تجاهل الصراع في العراق وأفغانستان والأراضي الفلسطينية وباكستان". وقال "خامنئي": "إن الحاج ينبغي أن يظهر العزم الثابت للأمة الإسلامية على التصدي للمحاولات التي تضر بوحدتها وتقدمها". وقال وزير الداخلية السعودي الأمير "نايف" الأحد، الذي تقاتل بلاده متشددين من تنظيم القاعدة منذ عام 2003: "إن حوالي 100 ألف رجل نشروا لضمان الأمن في الأراضي المقدسة"، وأعرب عن أمله ألا تضطر السلطات السعودية للجوء إلى القوة. وتحاول الرياض أيضاً منع انتشار فيروس "اتش1 ان1" حيث يوفر زحام الحجيج بيئة مواتية لانتشار المرض، وتوفي أربعة حجاج على الأقل بسبب الفيروس منذ بدء موسم الحج. ويخشى الخبراء أن يحمل الحجاج القادمون من حوالي 160 دولة الفيروس الذي أعلنته منظمة الصحة العالمية وباء في يونيو/حزيران، مما يطلق موجات لانتشار المرض في أنحاء العالم. وحثت السعودية المسلمين الذين تزيد أعمارهم على 65 عاماً أو تقل عن 12 عاماً وأيضاً من يعانون من أمراض مزمنة والحوامل على عدم التوجه لأداء الحج هذا العام، ووضع العديد من الدول قيوداً على الحجاج القادمين منها ومنعت تونس سفر مواطنيها للحج من الأساس. وقامت الرياض بتركيب أجهزة للكشف عن الإصابات في نقاط دخول، وأنشأت مستشفى يسع 300 سرير في ميناء جدة المطل على البحر الأحمر حيث يصل أغلب الحجاج الأجانب. ويبلغ موسم الحج ذروته يوم الخميس حين يتجمع الحجاج على جبل عرفة ثم يفيضون لرمي الجمرات في منى على مدى ثلاثة أيام. وحسنت السلطات المنشآت لتخفيف الضغط أثناء تدفق الحجاج وخاصة في منطقة رمي الجمرات، وفي عام 2006 لقي 362 شخصاً حتفهم أثناء التدافع في أسوأ مأساة أثناء الحج خلال 16 عاماً. وشيدت السعودية جسراً من أربعة طوابق في منطقة الجمرات لتسهيل حركة الحجاج.