حذر الشيخ عبد العزيز عبدالله آل الشيخ مفتي عام السعودية، من أصحاب المساهمات الوهمية الذين يضعون الكذب على الناس أساس عملهم، واصفاً إياهم بأنهم يروجون لسلعهم بالأكاذيب وخلاف الواقع، ليأكلوا أموال المساهمين بالباطل والخداع. وقال إن الدعايات للسلع والترويج لها بالأكاذيب والأباطيل نوع من أنواع الكذب، كأن يقول صفاتها كذا وميزاتها كذا وهي خلاف ذلك، ويحلف بالله أيماناً على أن إعلانه صدق وحق، وهو كذب وباطل، ليأخذ أموال الناس ظلماً وعدواناً، فعلى المسلم أن لا يكذب وأن يرد الكذب ويحذر من الكذب فإن الكذاب ناقص العدالة لا يؤخذ بقوله ويتأكد من أقواله كلها. وأضاف آل الشيخ خلال خطبة الجمعة في جامع الإمام تركي بن عبد العزيز في الرياض أمس، أنه ليس هناك ما يسمى كذب أبيض وكذب أسود، لأن الكذب محرم عند الله إلا فيما استثني فيه في قوله - صلى الله عليه وسلم -: (لا يجوز الكذب إلا في ثلاث، في الحرب والإصلاح بين الناس وحديث الرجل لامرأته)، مبينا أن الكذب للإصلاح بين الناس كأن تصلح بين أخوين أو بين صديقين وأيضا حديث الرجل لامرأته حديث المحبة والمودة. وأوضح أن الكذب حرام ومن كبائر الذنوب ويتعاظم إثمه على آثاره السيئة، وأن الكذب خصلة من خصال النفاق، حيث إن المنافق أصبح منافقا لكذبه. وزاد :" إن من الكذب البدع والخرافات فما نشأت البدع والخرافات بين المسلمين إلا بالأكاذيب والأباطيل، فمهاجمة الوحي وسب الصحابة إلا بأسباب الكذب وما ملئت الشاشات التلفزيونية والقنوات الفضائية إلا بالكذب والافتراء، فالكذب تسبب في إساءة العلاقة بين القادة وشعوبهم، كما تسبب في قطع الأرحام بين الناس، وفرق بين الزوجين وهدم البيوت". وأكد مفتي عام السعودية أن الكذب ضلال وباطل وريبة، فهو من الأخلاق الذميمة والصفات الشنيعة التي حرمها الله في كتابه وبين عقوبة مرتكبيه، مشيراً إلى أن الكذب أصل كل فساد ومصدر كل بلاء ولا يتفق مع أخلاق المؤمنين. وأضاف: من الكذب نشر الأكاذيب وأنت تعلم أنها كذب، مستشهداً بقوله - صلى الله عليه وسلم -: (من حدث حديثاً يرى أنه كذب فهو أحد الكاذبين)، منوهاً بأن من الكذب أيضاً شهادة الزور، فهي مبنية على الكذب والافتراء والظلم والعدوان. وأكد أن من مفاسد الكذب أيضا أنه يكشف صاحبه يوم القيامة ويظهر آثار الكذب عليه. قال جل وعلا (ويوم القيامة ترى الذين كذبوا على الله وجوههم مسودة أليس في جهنم مثوى للمتكبرين)، كما أن من مفاسد الكذب الشك وعدم تصديق الكذاب وإن كان حاقاً لأنهم شكوا في صدقه.