يجيب الداعية الإسلامي المعروف وأستاذ أصول الفقه ورئيس قسم الدراسات الإسلامية بالكلية الجامعية بجامعة أم القرى بمكة المكرمة بالسعودية الدكتور محمد السعيدي، على أسئلة قراء ومتابعي "شؤون خليجية"، في إطار تجربة الحوار التفاعلي، ويقوم "السعيدي" في حواره الخاص بتوضيح العديد من القضايا المختلفة، منها ما يخص "القاعدة وداعش وجبهة النصرة" وأوجه الشبه بينهم، وما يخص طرق ووسائل مقاومة المشروع الإيراني الفارسي الصفوي في المنطقة، وكذلك ما يحاك ضد الأمة الإسلامية من مؤامرات وحملات لتغييب الوعي. وغيرها من القضايا التي تشغل الأمة العربية والإسلامية في الوقت الراهن. الدكتور "محمد السعيدي"، الداعية والأكاديمي السعودي، يعمل أيضًا عضوًا بلجنة الإفتاء في موقع الإسلام اليوم، ويصدر ويرأس تحرير جريدة الفكر الإلكترونية، كما ساهم وأعد وأشرف على العديد من البرامج الإذاعية بإذاعة القران الكريم والتليفزيون السعودي، ويشرف أيضًا على لجان لتطوير واستحداث المناهج والبحث العلمي بجامعة أم القرى. وإلى نص الحوار.. ** لماذا لا يوجد مشروع سني يجابه المشروع الصفوي؟ ولماذا لا تقوم دول الخليج بدعم هذا المشروع سرًا لضرب إيران من الداخل؟ * أعتقد أن المملكة العربية السعودية كان لها مشروع سني قوي بدأ منذ نشأتها ثم تطور في عهد الملك سعود، رحمه الله، بإنشاء رابطة العالم الإسلامي ثم في عهد الملك فيصل، رحمه الله، حيث تم إنشاء الندوة العالمية للشباب، والبنك الإسلامي للتنمية، وصندوق التنمية الإسلامي، ومنظمة المؤتمر الإسلامي التعاون الإسلامي فيما بعد، والجامعة الإسلامية بالمدينة، ثم تألق كثيرًا في عهد الملكين "خالد وفهد" رحمهما الله، حيث تم تطوير نشاط هيئة البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد ووزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف وهيئة الإغاثة العالمية والعديد من مؤسسات العمل الخيري والإغاثي، وكان لهذه الجهود الأثر الكبير في نشر السنة الصحيحة في العالم الإسلامي ونشر الإسلام في بقية دول العالم، لكن التآمر العالمي وانخداع بعض الشباب بأحابيل المخابرات الدولية ساهم في إعاقة ذلك المشروع بعد أحداث 11 سبتمبر الشهيرة، وقامت الدول الكبرى بفرض القيود على نشاط السعودية وإحلال إيران مكانها، والحديث عن ذلك يطول. أما حصر المشروع في تحريك التوترات داخل إيران فأعتقد أنها فكرة سيئة جدً، فليس من الدين أن نشعل الاضطرابات في إيران، ونعرض الشعب الإيراني للقتل والتشريد من أجل أن نتقي شر النظام الإيراني، نعم لو كان في الوسع إحداث انقلاب على النظام نأمن معه حدوث حروب أهلية في داخلها فهذا أمر جيد، لكنه صعب وخطير، وللعلم لو قامت حرب أهليه داخل إيران فستكون حرب شرسة جداً بشكل يصعب تخيله، ولن نكون بمنجى من آثاره السيئة. ** ذكرتم في إحدى مقالاتكم أن إيران ليست إلا عميلة للمشروع الصهيوني الكبير، ألا ترون أنه ينبغي تغيير استراتيجية التعامل مع المشروع الإيراني وفقًا لهذه النظرية؟ * نعم أرى ذلك وهذا ما أدعو إليه، وأتمنى على الدول المتضررة من التآمر الإيراني أن تربط بين الصهاينة وإيران في استراتيجية مقاومة المشروعين الصفوي والصهيوني. ** ما الذي يمنع نقل المواجهة مع إيران داخل أراضيها بدعم اﻷقليات والمعارضة، بمعنى أن تواجه بسلاحها نفسه، وبهذا تستنزف المجوسية ونحقن دماء أبنائنا؟ * حقن دماء أبنائنا لا ينبغي أن يكون بإراقة دماء الآخرين، فما ذنب الشعب الإيراني كي نعاقب حكومته بإقامة حرب أهليه في داخله، نعم لو كان بمقدورنا حماية الشعب من بطش الحكومة فلا بأس، أما أن نشجع هذا الشعب على ثورة ثم لا نستطيع حمايته، فأعتقد أن ذلك جريمة لا ينبغي أن نقع فيها. ** لماذا حتى الآن نحتفظ بعلاقة دبلوماسية مع إيران؟ وهل يجب قطع العلاقة وسحب السفراء نظرًا لما تسببه لنا من إزعاج، أو نتحمل ولا نتشكى ؟ * سحب السفراء ليس دائمًا يكون إجراء جيداً، بل يكون أحياناً إجراء خاطئاً حتى مع الدول التي بيننا وبينها خلاف، فإذا كان وجود السفارة في بلد ما يُحقق مصلحة تفاوضية أو أمنية أو معلوماتية فيجب الإبقاء على السفارة، وقد خسرنا كثيراً بسبب عدم وجود سفارة سعودية في العراق، فالسفارة ليست مجرد تمثيل دبلوماسي وحسب، بل للسفارة مهام أخرى يعرفها كل من احتك بالعمل الدبلوماسي. ** هل ترى أن طرح الإعلام الخليجي يخدم دول الخليج؟ ألا ترى أن كثيرًا من عناوين الصحف فيها إرجاف وتخويف؟ * الإعلام الخليجي على نوعين إعلام موجه، وإعلام محلي، أما الأول أي الموجه فهو على نوعين أحدهما ذو خطاب ليبرالي والآخر ذو خطاب عاطفي ديني، وكلا هذين النوعين من الإعلام الخليجي الموجه ممول أمريكياً ويخدم سياسات وخطط أمريكا في المنطقة، لكن فئة المخاطبين تختلف، فالخطاب الليبرالي موجه للنخب السياسية والإعلامية والمثقفة في العالم العربي ذات التوجه الليبرالي والعلماني، أما الآخر فيخاطب الشعوب والمثقفين الإسلاميين، ومع ذلك فهو لا يخرج عن خدمة المشروع الأمريكي في المنطقة. أما الإعلام الخليجي المحلي غير الموجه فيعاني من فقدان الاستراتيجيات وضعف الأداء المهني، وغلبة الأهواء والمزاجية عليه. ** ما رأيكم في قناة العربية.. ولماذا تقف السعودية عاجزة عنها، بالرغم من إساءاتها المستمرة لها ولمنهجها الديني؟ * قلت في جوابي للسؤال الثاني إن الإعلام الخليجي الموجه هو إعلام مدعوم أمريكياً، ولا يمثل دول الخليج سواء أكان ليبرالياً أو محافظاً، كلاهما يخدمان المشروع الأمريكي في المنطقة ويختلفان في نوعية المخاطبين، وبما أن السائل ذكر العربية، فإن مثال القناة التي تظهر التوجه الديني هي الجزيرة. ** ما الشيء الذي يجعل تنظيم القاعدة "خوارج مارقين"- في وجهة نظرك- فأنا أرى أنك تجعلها وداعش في خندق واحد دائمًا، مع علمنا جميعًا أن القاعدة فاصلت داعش منهجيًا وعقديًا؟ * إن قلت إن هناك مواقف أخطأت فيها القاعدة أقول إن الخطأ وارد، ولكن لا يعمم وليس هو الغالب، كما أن الخطأ موجود في حكوماتنا وفي غيرها. وليس الأمر أخطاء في المواقف، بل مواقف ناتجة عن تنظير خارجي غير مختلف لدى كلا الفريقين، فالقاعدة وداعش لا تختلفان في تكفير الحكام المسلمين كفر ردة [وليس كفر تأويل] مخرج من الملة، وكلاهما تستبيحان الخروج على الحكام بحجة ردتهم الكاملة عن الإسلام، ولا تختلفان في ارتداد الجيوش ردة مخرجة من الملة مبيحة للدم والمال، وكتابات مُنظري القاعدة كالمقدسي وأبي قتادة وغيرهم كلها ناطقة بذلك، والخلاف بينهما أي القاعدة وداعش هو فقط خلاف سياسي. أما أصل التكفير والحكم بالردة فلا تختلفان فيه وإن كانتا تتفاوتان، بل إن الدواعش أنفسهم يتفاوتون في ذلك، نعم القاعدة بعد خلافها مع داعش بدأت تُظهر لين الجانب وتخادع الناس بعداوتها لداعش. ** المشروع الصهيوني للتمدد في المنطقة- والأمريكي لتجزئة المنطقة- والصفوي لسيادة المنطقة، كلها مشاريع معلنة، ألم يكتشف الدواعش أنهم يعملون خدمًا لها، ومن قبل كنت تقول إن داعش هي طبخة إيرانية أمريكية، فكيف نجمع بين هذا الكلام والكلام السابق.. نرجو الإيضاح؟ * المخابرات العالمية غالباً تعمل بمعزل عن حكوماتها، فالحكومات غالبًا أيضًا تشتغل وفق الرؤية المرحلية [التكتيكية]، أما أجهزة المخابرات فغالب عملها يكون وفق الرؤية بعيدة المدى [الاستراتيجية] للدولة، لذلك لا تستغرب حين تجد حكومات متعادية، لكن أجهزتها المخابراتية تتعاون في بعض الملفات الاستراتيجية لكلا البلدين وتتقاتل في ملفات أخرى مرحلية، فلا تتعجب مثلاً أن تجد المخابرات الإيرانية تُتَّهم بقتل مجيد الخوئي المحسوب على أمريكا، وتقوم المخابرات الأمريكية بالرد بقتل عبدالعزيز الحكيم المحسوب على إيران، ومع ذلك تجد الجهازين الأمريكي والإيراني يتعاونان معاً لتنصيب نوري المالكي رئيسًا لوزراء للعراق، فهم يصف بعضهم عملاء بعض في أحد الملفات، ويتعاونون تعاونًا كاملاً في ملف آخر. وهكذا الأمر في داعش، فإن التعقيد في التعامل معها يمكن فهمه بهذه الصورة، فالمخابرات الأربع الأمريكية والروسية والصهيونية والإيرانية كل منها لعب دورًا معينًا في تأسيس هذه المنظمة، وكل منهم يستفيد منها بالشكل الذي يخدم استراتيجيات بلاده، وحين تنتهي هذه الأهداف ستختفي "داعش" فجأة، أو يتم إنشاء نسخ منها في مناطق أخرى. ** ما السب الذي جعل الأخ يقتل أخاه وابن عمه بكل قناعه أنه على حق، رغم أنهم جميعًا مسلمون؟ * تعتمد المنظمات التكفيرية على إشباع القلوب بالحقد والكراهية واليأس من أي حل، وهذه الأمراض الأخلاقية إذا اجتمعت في قلب شاب قليل العلم أو معدوم العلم جعلت صاحبه قابلًا لتلقي أي فكر منحرف ويصير مثل المسحور، لذلك فإن عملية تجنيد أي شاب لداعش ومن قبلها القاعدة لا تبدأ بسرد الشبهات الشرعية كما يتصور البعض، بل تبدأ بتسويد الواقع أمام الشاب وإثارة حقده على الدولة التي يعيش فيها، وطمس كل معالم الخير والأمل، فإذا امتلأ قلبه باليأس والحقد بدأوا بإعطائه الشبهات التي يزعمون أنها أدلة، وبما يحتويه قلبه من بغضاء يبدأ هو بنسج أدلة تنبع من هذا الحقد وتلك الكراهية، وتصبح مسألة تجنيده لأي عمل أو تبرعه هو بأي عمل يخدم فكر التنظيم مسألة أكثر يسرًا. ** نرى حملات منظمة على الأمة المسلمة فكريًا وسياسيًا واجتماعيًا، وأعظمها أثرًا هي الحملات الفكرية سواء الداعية إلى الغلو والتطرف أو الانفتاحية العلمانية، فهل هنالك عمل منظم تحت مؤسسات رائدة لصد مثل ذلك.. فنحن لا نرى سوى جهود فردية؟ * لعلي أُشاطر السائل وجهة النظر، فأنا لا أرى لمقاومة الانحراف الفكري بنوعيه برامج حكومية نوعية، بل أرى جهود مؤسسات خاصة وعلماء ودعاة، والجهود الحكومية في ذلك وإن كانت موجودة فهي إما ضعيفة التأسيس أو ضعيفة الأثر. ** نرى الكثير من تناقضاتك ما بين الإسلام السياسي أي الحزبي كالإخوان والمنهج السلفي المعتدل.. هل وضحت؟ * قبل أن أُوضِّح آمل من السائل التوضيح ووضع إصبعه على واحد من تناقضاتي المزعومة. ** هل ترى ثمة علاقة بين كل من الأحزاب ذات الطابع الإسلامي كالإخوان بصوره الكثيرة، والتنظيمات الإرهابية كداعش وغيرها؟ * العلاقة بين بعض مكونات الفكر الإخواني وبين التطرف الديني علاقة سببية لكنها غير مباشرة، وغير وحيدة، فالقول إن الإخوان هم سبب داعش بمعنى أنهم هم السبب المباشر والوحيد، فهذا تجن ومبالغة، وكذلك من يقول إن الفكر الإخواني بريء تمامًا من التسبب بإيجاد هذا الفكر قول غير مستوعب أو محايد. ففكرة التكفير والهجرة والتوقف والتبين كلاهما ظهرتا من قلب حركة الإخوان، ونتيجة للتأثر ببعض كتابها، وهاتان الفكرتان تعتبران أحد المنطلقات التي انطلق منها مُنظرو القاعدة في بداية الأمر ومن ثم داعش. ** هل يمكن أن تخرج جبهة النصرة من عباءة القاعدة؟ وما رأيك فيها إذا أعلنت ذلك، لاسيما وان أجندتها ومنهجها يختلفان كثيرًا عن التنظيم، وليس لها أهداف خارج سوريا؟ * كنا نتمنى ذلك لكن قائدها رفض ذلك على قناة الجزيرة، أما كون منهجها يختلف عن القاعدة فغير صحيح، فهي تكفيرية معادية للفصائل المجاهدة الأخرى، وهي أول من بدأ بفكرة تحرير المحرر، أي سرقة الأراضي المحررة من الفصائل الأخرى، ومازالت تسرق انتصارات الفصائل وتنسبها لها بطرق مختلفة فيها تغرير إعلامي كبير بالشباب، مع ملاحظة أن كثيرًا من الشباب المنتسبين للنصرة لا يؤمنون بفكرها التكفيري بل هم مخدوعون بما أبدته من مرونة بعد ظهور داعش. ** يا شيخ محمد، ما الدور الذي ينبغي أن تعمله الجامعات والمؤسسات التعليمية في تثقيف الشباب حول خطر الدواعش والروافض، ودور المملكة في التصدي للهجمات التي تستهدف دينها وكيانه؟ * الدور المطلوب منها كبير في كل هذه الاتجاهات على الصعيد العملي والسياسي والتنموي، وعلى الصعيد التعليمي والدعوي وعلى الصعيد الإعلامي، لكن الجهود حتى الآن أقل من الحدث. ** في لقاء معك على إحدى القنوات الفضائية ( https://youtu.be/LOAJ70INofI )، قمت بتبرير الانضمام للتحالف بأن داعش يشكلون خطرًا ويهددون أمننا كما يفعل الصفويون، بل ويعقدون حلفًا معهم فيجب ردعهم، ألا يعتبر تصريح المملكة هذا (https://twitter.com/spagov/status/639949794459303937 ) تكذيباً لكلامك؟ حيث تؤكد المملكة دعمها للحكومة العراقية للقضاء على داعش (أي أن المملكة هي من تعقد حلفًا مع الصفويون لحرب داعش وليس العكس)؟ * البيان السعودي الأمريكي المشترك الذي أشار إليه السائل يقول الحكومة العراقية، ولم يقل الحكومة الإيرانية، بينما بيان أبي محمد العدناني الصوتي الذي وجهه لأيمن الظواهري يقول إيران، ويصرح بأن الظواهري هو من حملهم على التعاون مع إيران، فتعاونهم مع إيران نفسها لم أقله أنا بل قاله العدناني بصوته، والبيان لم تتبرأ منه داعش، بل هو بيان معتمد لديها، كما أن واقع الحال يشهد بهذا التعاون، وأنه مستمر حتى اليوم. فداعش لديها فيما تزعم وال على نجد ووال على الحجاز، وولاية مزعومة في خراسان [أفغانستان]، وليس لديها وال على بلاد فارس، وقامت بعمليات في السعودية وفي أفغانستان ضد حركة طالبان التي تقاوم الوجود الأمريكي هناك، وضد التحالف المقاوم للحوثي في اليمن، وعمليات ضد الجيش المصري وفي ليبيا البعيدة عنها، ولم تقم بعملية واحدة في إيران، وتحرشت بحدود السعودية أكثر من مرة، ولم تفعل شيئًا على الحدود الإيرانية. أما في العراق فداعش تنفذ المخطط الإيراني بدقة، فهي تقتل السنة وتقاتل الجيش العراقي الشيعي، لأن إيران من مصلحتها إضعاف الشيعة العرب كي تتولى هي فرض هيمنتها على الساحة العراقية، وهذا ما حصل، فهي دائمًا تتعهد للحكومة العراقيةوللأمريكان بأنها هي الوحيدة القادرة على قتال داعش، لذلك تم الإذن لقيادة الحرس الثوري الإيراني بإدارة المعركة مع داعش في العراق، وتكوين الحشد الشعبي [جاحش] بقيادة إيرانية. وقد خدمت داعش إيران بجعل معاركها مع الجيش العراقي كلها في مناطق السنة، فكانت سببًا مباشراً لقتل وتهجير السنة في ديالى، ثم سببًا لقتل وتهجير السنة في صلاح الدين، ثم سببًا لقتل وتهجير السنة في الأنبار، لكنها لم تخض معركة واحدة في كربلاء أو النجف أو الناصرية، بل إنها تتحرش بالأكراد أعداء إيران، والذين يؤوون الآلاف من اللاجئين السنة العرب، ولا تتحرش بالأحواز ولا عبادان. فداعش حقًا تقاتل الحكومة العراقية، لكنه قتال موجه من إيران وللمصلحة الإيرانية بعيدة المدى، وللعلم فإيران لا يهمها الشيعة العرب كثيرًا، بل ولا الشيعة الأفغان ولا الباكستانيين، لذلك تزج بهم وتضحي بهم من أجل المشروع الفارسي الصرف، وليس من أجل المشروع الشيعي كما يظن مجانين الشيعة العرب. ** في تعليقك أغفلت أهم ما يتبادر لذهن المسلم في هذه القضية، ألا وهو، ألا يعتبر هذا التحالف خصوصًا ما ورد في البيان المشترك لقمة كامب ديفيد وما ورد في التصريح المذكور سابقاً، مظاهرة للمشركين على المسلمين؟ أم أن هذه الأحكام الشرعية لا يلتفت لها في حال الخوف على أمن الوطن؟ * أمن الوطن هو أمن للمسلمين، فداعش هم بضع عشرات من الآلاف على أكثر التقديرات، والمملكة يعيش فيها 30 مليوناً من المسلمين، من السعوديين وغيرهم، وحفظ أمن ثلاثين مليوناً من المسلمين بالتحالف مع الكفار من أجل هزيمة خمسين ألفاً من البغاة ليس من مظاهرة المشركين المحرمة، بل هي مثل تحالف النبي صلى الله عليه وسلم مع غطفان ومع يهود بني قريظة ضد من غزا المدينة، فالنبي الكريم قارن بين مضار تحالفه مع كفار غطفان ومضار نجاح الغزاة في اجتياح المدينة، فرأى أن اجتياح المدينة أشد ضررًا، فكتب الصلح مع غطفان، وهذا في صحيح البخاري. فالتحالف ضد داعش التي تهدد الأمن والاستقرار في مأرز الإسلام، هو من تقديم أخف المفسدتين. ** ما تقييمكم للحالة السورية في ضوء التدخل الروسي؟ * غامضة حتى الآن ولا يمكن الجزم بأي تحليل، وإن كنت أميل لكون روسيا أرادت سحب البساط من تحت أقدام الأمريكيين وإظهار عجز أمريكا.