مع استمرار الجماعات المتطرفة من داعش وغيره، باستخدام مواقع التواصل الاجتماعي وبالذات "تويتر"، للتغرير بالشباب السعودي وتجنيده، تواصل وزارة الداخلية السعودية ملاحقة حساباتهم وإغلاقها بعد الإعلان عنها عبر بيانات رسمية، كما يستمر السعوديون في حملتهم التوعوية والتنفيذية التي أطلقوها منذ ثلاثة أشهر تقريباً ضد دواعش تويتر، وامتد ذلك إلى الحسابات التي لها أهداف لا تختلف عن أهداف داعش في السعودية، وهذا ما شهده تويتر منذ (الاثنين)، بعدما احتفل المغردون السعوديون بنجاح هكر باختراق وإغلاق حساب اشتهر بنشر المعلومات التحريضية. الحملة الأولى ------------------ في الخامس من يوليو الماضي قرر مغردون سعوديون إطلاق حملة إلكترونية تحت هاشتاق (#حملة_جيش_سبام_الدواعش)، وال"سبام" هو أي نوع من الإزعاجات والمضايقات على الشبكة المعلوماتية، تهدف إلى إقفال حسابات المستخدمين المنتمين أو المؤيدين لهذا التنظيم. الحملة عبارة عن إرسال تبليغ إلى إدارة تويتر للمستخدمين الذين يبثون أخباراً أو صوراً أو مقاطع فيديو لتنظيم داعش، واختيار أن هذا الحساب يرسل رسالة مزعجة، يلي ذلك الضغط على أيقونة الحظر، وبعد تزايد عدد المستخدمين الذين يرسلون هذه التقارير، يتم تعليق الحساب مؤقتاً وبعد ذلك إغلاقه. حساب "فارس 444" هو قائد هذه الحملة الإلكترونية، فهو من يقوم بنشر شروحات مصورة، عن كيفية إرسال تقارير التبليغ، وكذلك الحظر، كما أنه شدد على أن التبليغ عن الحسابات الداعشية يكون من خلال إرسال رابط الحساب، وليس كتابته، وذلك حتى يسهل إغلاقه. لماذا أطلقت؟ ------------------- تم إطلاق الحملة، بعد رصد تأثير دواعش على تويتر، وإعلان وزارة الداخلية السعودية عن حسابات داعشية تم رصدها، ومن بين ذلك عندما أكدت الوزارة في إحدى بياناتها في نهاية أبريل الماضي على أن "الجهات الأمنية رصدت نشاطا مكثفا لعدد من الحسابات على مواقع التواصل الاجتماعي، وهي (المجاهد الهذلي 2014 - أبوقتادة الأنصاري - د.كلاسيك - أبناء الجزيرة - ناجي الحربي - طيار السياسة - موحد9 - خالد، أم عاتكة"، إذ قام أصحابها ببث الدعاية للتنظيمات الإرهابية وإغراء صغار السن للزج بهم في مناطق الصراع، وأحدهم قام بتصوير ابنه (9 أعوام) وهو يعرض عليه إصداراً مرئياً لعملية دموية إرهابية، ونشر الصورة على مواقع التواصل الاجتماعي متباهياً بفعلته الشنيعة". وأوضحت الوزارة حينها أن "تلك الحسابات هاجمت علماء المملكة، وكفرتهم سعياً لعزل الشباب فكرياً، والتأثير على نظرتهم للعلماء، وصدرت عن تلك الحسابات أيضاً تهديدات مستمرة وجادة في تفجير مقرات حكومية ومجمعات سكنية، والقيام بعمليات تثير الفتنة الطائفية، واستهداف رجال أمن بنشر صورهم وأسمائهم في مواقع التواصل الاجتماعي والتحريض عليهم". القبض على داعشي استغل تويتر ------------------------------------------ وأوضح بيان الداخلية السعودية ذاته، أنه تم القبض على السعودي في منطقة القصيم أقر "بمساهمته عبر مواقع التواصل الاجتماعي في نشر معلومات تتضمن شرحا لطرق صناعة المتفجرات والتحريض على الأعمال الإرهابية والدعاية لها عبر معرفات في تويتر، وهي "ABOS ALEH-15، ABIB2007، ABIB2015، ABIB2001، ABIB2008، ABIB 2009". حملة جديدة ---------------- بعدما فجع المجتمع السعودي بحادثة الشملي الشهيرة، وهي قتل شقيقين لابن عمهما، وتأثرهم بعبارة "تكفى يا سعد"، استيقظ صباح أمس على خبراً مفرح وهو إغلاق حساب شهير لا يختلف عن الحسابات الداعشية، قرر مغردون سعوديون مواصلة حملتهم، وذلك عبر هاشتاق حملة سبام وطنية، وهي امتداد لحملة جيش سبام لدواعش، تم من خلاله رصد الحسابات التي تهدف إلى الفتنة سواء كانت لدواعش أو غيرها. ونجحت الحملة مثلما رصدت "العربية.نت" في التغريدات على هذا الهشتاق، في إغلاق بعض الحسابات، وذلك بعدما تم تبليغ إدارة تويتر. تجنيد الإرهاب الإلكتروني ويأتي ذلك في ظل عرض قناة العربية مساء (الاثنين) تقريراً مفصلاً عن تجنيد الإرهابي الإلكتروني، إذ يعمل عناصر داعش المعنيون بالدعاية الإلكترونية على البحث عن هاشتاقات نشطة في البلدان الأجنبية والوصول إلى حسابات أهم متابيعها. وأظهر التقرير، والذي تعيد "العربية.نت" عرضه من خلال فيديو مرفق أعلاه، حرب غير تقليدية، وساحة افتراضية، وعناصر إرهابية جندت وسخرت وضللت عقولا من وراء صفحات إلكترونية. موضحاً أن الإعلام الجديد وما يندرج تحته من شبكات التواصل الاجتماعي باتت شباكا لإيقاع المغرر بهم وزرع الفكر المتطرف في عقولهم، تمهيدا لتجنيدهم حتى أصبح الإرهاب إلكترونيا أيضا، لا يقتصر على الهجمات الإلكترونية. ويعتمد التنظيم على وجه الخصوص على الشبكات المفتوحة مثل اليوتيوب وتوتير غيرها، بغية الوصول لعدد أكبر من الناس وشرائح أوسع منهم. http://vid.alarabiya.net/2015/09/28/...ernet-2809.mp4