أكد الكاتب والإعلامي السعودي ساير المنيعي، أن عملية "عاصفة الحزم"، التي قادتها السعودية ضد المتمردين الحوثيين "الشيعة المسلحة" وميليشيات المخلوع علي عبد الله صالح في اليمن، كانت بمثابة عملية جراحية لاستئصال الورم الخبيث الذي زرعته إيران "المجوس" في خاصرة الإسلام، مشدداً على أن ما تقوم به إيران من أفعال لإشعال المنطقة هو امتداد للحقد الصفوي على الإسلام والعرب. وأوضح "المنيعي"– في حواره مع "شؤون خليجية"– أن (داعش) داء ابتليت به الأمة، ومؤامرة للنيل من الدين الإسلامي الحنيف، مشيراً إلى أن المذاهب لا تتصارع وإنما تتناقش وتتحاور للوصول إلى الحق، لافتاً إلى أن (داعش) تستغل صغر سن الشباب وحماسهم واندفاعهم ليرتكبوا جرائم باسم الدين. وشدد "المنيعي" على أن الاهتمام الحقيقي ببناء الإنسان أولى لبنات الحضارة؛ فمتى ركز العرب والمسلمون على الاهتمام بناء الإنسان، وأعطوا العلم حقه، سيحتلون المكانة التي يستحقونها، مؤكداً أننا أصبحنا في ذيل ركب الحضارة، لأننا تخلينا عن مصدر عزنا الذي أعزنا الله به، فعندما تمسكنا بإسلامنا الحنيف وطبقناه كما أنزله الله، وجعلناه منهاجاً لحياتنا سدنا العالم، وكنا منارة الحضارة وقبلة العلم والتقدم، وعندما بعدنا عنه أصبحنا في ذيل الركب. وإلى نص الحوار .. ** كنت من أوائل من رحبوا بقرار المملكة بالتدخل في اليمن عسكريًا.. كيف تقيم "عاصفة الحزم" الآن؟ * لم تكن "عاصفة الحزم" ضد المتمردين الحوثيين "الشيعة المسلحة" وميليشيات المخلوع علي عبد الله صالح "حرباً"؛ لأن الحروب تكون بين الأنداد، وهذه الشرذمة ليست نداً كي نسمي اقتلاعها حرباً أو معركة. وإنما هي في حقيقة الأمر عملية جراحية لاستئصال هذا الورم الخبيث الذي زرعته يد المجوس في خاصرة الإسلام، فانبرى له الجراح الحكيم "سلمان الحزم والحسم"، وسيتم استئصاله من جسد أمتنا الطاهر قريباً، بإذن الله، فالعملية في مراحلها الأخيرة. ** ألم تر أن الكلفة كانت وما زالت باهظة على المملكة؟ * في مثل هذه الأمور لا تكون الحسبة مادية فقط. فمن الناحية الاقتصادية أكيد أن كل مصاريف تصرفها أي دولة تكون باهظة على ميزانيتها، ولكن الأمور هنا تختلف فالمسألة مسألة استئصال ورم زرع في خاصرتك، فلكي تتعافى وتسترد صحتك لابد أن تستأصله مهما كان الثمن.. فالمال لا ينفعك بعد الوفاة. والمال الذي لا ينفع وقت حاجتنا إليه يعتبر أوراقاً لا قيمة لها ورقماً في المصارف لا فائدة منه. ** كيف تقيم الهجمات المتتالية ل"داعش" على السعودية؟ وهل كانت سببًا لعودة الاحتقان المذهبي؟ * "داعش" داء آخر ابتليت به الأمة، ومؤامرة أخرى للنيل من ديننا الحنيف، فهي نبتة زرعتها أيدٍ لا تخفى على أحد ..!!ولأهداف بات يعرفها حتى الطفل الصغير..!! فمن صرح بقوله: سنصنع لهم الإسلام الذي نريد..!! أوضح وأبان أسباب زراعة هذه النبتة والأهداف المرجوة من ورائها !!!..أما هجماتها على السعودية فغير مستغربة لأنه بالرجوع لمن زرعها وأسباب زراعتها وأهدافها نجد أنه من الطبيعي أن يكون هدفها الأول المملكة. ولكني أتعجب من الحديث عما يسمى إشكالية "الاحتقان المذهبي"، لم يكن الصراع يوماً مذهبياً!!، لأن المذاهب لا تتصارع وإنما تتناقش وتتحاور للوصول إلى الحق، أما ما يحدث اليوم فهو ليس وليد اللحظة كما يظن البعض، أو كما يحاول أن يصوره البعض الآخر على أنه صراع بين مذهبين سني وآخر شيعي، إن ما يحدث هو امتداد للحقد "الصفوي" على الإسلام وعلى العرب منذ سقوط عرش "كسراهم"، وانهيار مملكة فارس على يد المسلمين في عهد الخليفة الراشد عمر بن الخطاب، رضي الله عنه، بقيادة الصحابي الجليل سعد بن أبي وقاص، رضي الله عنه، فمنذ ذلك التاريخ والصفويون يضمرون العداء للإسلام ويحاولون النيل من المسلمين بشتى الطرق، وبمختلف الوسائل والمكائد والدسائس. ومن عاد للتاريخ وجده مليئاً بالشواهد والأدلة على ذلك، ولكنهم أرادوا تصويره على أنه صراع مذهبي نتيجة لانقسامات حدثت في الأمة الإسلامية، وهي منه براء. ** ما تفسيرك لظهور الاحصائيات التي تتحدث عن انضمام عدد كبير من الشباب السعودي ل"داعش"، وما الأسباب؟ * الشباب السعودي تربى على عقيدة التوحيد وحب الخير للبشرية جمعاء، وحب نشر هذا الدين الحنيف الصحيح في كل أصقاع الأرض؛ لأنه هو الخير المحض الذي يجعل البشرية تنعم بالخير والسلام لو انتشر على البسيطة. وكلنا يعرف كيف أصبحت الأندلس منارة الحضارة وقبلتها في العالم في زمن الخلافة الإسلامية، فالإسلام دين حياة، وطبيعة الشباب السرعة والاندفاع وتغليب العاطفة على العقل في اتخاذ القرار، فعندما يؤتون من باب الدين ونشره والجهاد فيأخذهم الحماس، وتجرفهم العاطفة لمثل هذه التيارات التي تغرر بشباب الأمة تحت غطاء الدين!! وتحت مسميات رنانة وأهداف عظيمة، فيدخلون لهم كثيرًا من الخدع والخزعبلات والخرافات على أنها من الدين، مستغلين صغر سنهم وحماسهم وطيشهم واندفاعهم فيرتكبون جرائم باسم الدين، والمشكلة أنهم يحققون أهداف عدوهم من حيث لا يشعرون، فيسيئون للدين بتصويره على أنه دين قتل وذبح ونحر ودمار، مع أنه دين سلام ومحبة ووئام. أما ما تذكره هذه الإحصاءات، فبلا شك أنها بالغت كثيراً بقولها "عدد كبير".. فالشباب السعودي بالملايين، لأن المجتمع السعودي يصنف على أنه مجتمع شاب على حسب التصنيفات العالمية للمجتمعات.. والذين ينضمون لهذه التنظيمات قلة مقارنة بالعدد الكلي للشباب. ** تحدثت عن تسريبات "ويكيليكس" الأخيرة ولمت من تناقلها.. هل كنت على ثقة بعدم صحتها؟ أم تخوفت من أثر ما أحدثته من بلبلة؟ * ما تحدثت عنه في مقالي: ("تسريب الخطابات".. جريمة لا ندرك أبعادها..!!) ليس تسريبات "ويكيليكس" أو غيرها، وإنما تحدثت عن أي تسريبات لأي خطابات تحمل صفة السرية، وحذرت من ذلك لأسباب ذكرتها في المقال، وأي تسريبات غالباً ما يختلط فيها الحابل بالنابل.. فلا تعلم مدى صدقها من عدم، بالذات بعد انتشار وسائل التدخل في الصور والخطابات وتحريفها، مثل "الفوتشوب" وغيره.. ونشر مثل هذه الخطابات لن يفيد الأمة أبداً، بل المستفيد الوحيد منها أعداؤها.. فأي عاقل لبيب يخاف على أمته ويهمه أمنها واستقرارها لابد أن يحارب مثل هذا الأمر. ** طالبت برفع مكافأة الطلاب.. هل وجدت صدى لمناشدتك للوزارة؟ * طالبت بذلك في مقالٍ لي بعنوان: (مكافأة الطلاب.. لا تسد رمقهم!!!).. إيماناً مني بأن ما يصرف لهم لا يسد رمقهم.. وقد عملت ما تمليه علي أمانة حمل القلم بأن أكون "صوت الشعب" ولسان حاله.. ولكن الطلاب قصروا في دعم قضيتهم من نشر لهذا المقال، أو التعليق عليه، أو إيصاله لقراءات تجعل له صدى يجبر المسؤول على الالتفات لهذه القضية.. وإلى هذه اللحظة لم أجد صدى لتلك المناشدة!!!! ** تحدثت كثيراً عن وقائع مأساوية بالمستشفيات السعودية.. ترى ما السبب؟ * السبب أن هناك فعلاً بعض الوقائع التي حدثت وتحدث في المستشفيات لا يمكن أن نسميها إلا مآسي..!! ولكن هذا لا يعني أننا ننكر وجود مستشفيات سعودية جيدة وأطباء سعوديين نفاخر العالم أجمع بهم، وبإتقانهم وتفوقهم على مستوى العالم، والأمثلة على ذلك كثيرة، ونحن حين ننتقد فإننا كالجراح الذي يضع يده على الجرح المندمل ليفتحه ويداويه بطريقة علمية صحيحة. ** وما الوسائل التي يمكن بها إصلاح المنظومة الصحية بالمملكة؟ * أهم الوسائل: وضع الرجل المناسب في المكان المناسب، وإعطائه الفرصة الكافية لينهض بهذه المؤسسة وفق خطط علمية مبنية على حقائق منبعها الميدان قابلة للتحقيق على أرض الواقع، ودعمه بكل الإمكانات المادية والمعنوية، لأن ما فسد بزمن، لا يصلح بيوم. ** كيف تقيم الأداء الحكومي في كثير من المؤسسات.. في ظل انتشار الفساد والواسطة والمحسوبية؟ - الأداء متذبذب بين النجاح والفشل، فبعض هذه المؤسسات بدأت تظهر نجاحاً وتقدماً ملحوظاً.. والبعض الآخر مازال مكانك راوح!!، أما الفساد والواسطة والمحسوبية فهي أمراض ابتليت بها معظم المؤسسات الحكومية في الوطن العربي منذ زمن بعيد، وللأسف الشديد أنها بدأت تظهر وتنتشر في بعض مؤسساتنا، وانتشارها بلا شك معول هدم لأي منظومة عمل تدخلها، فهي كالسوس يبقى ينخر بها حتى يقضي عليها إن لم يتم التصدي له ومحاربته ..!!لذا كان تصدينا لهذه التسريبات ومحاربتنا لها والكتابة عنها وتعريتها أمام الرأي العام، فهذا واجب الكاتب. ** كيف تقيم القرارات الملكية العاصفة والمتتالية التي طالت أكثر من وزير؟ * هذه القرارات تنم عن هم يحمله خادم الحرمين الشريفين، وحب كبير لهذا الشعب الوفي، فهو يبحث عن الأصلح الذي يستطيع أن ينهض بأعباء هذه الوزارة أو تلك، بما يحقق مصلحة المواطن، ويريد وضع الرجل المناسب في المكان المناسب. ولا يجد غضاضة في الرجوع عن أي قرار يجد أن غيره يحقق مصلحة أكبر لهذا المواطن. ولا ضير في تغيير أكثر من وزير حتى وإن كان في وزارة واحدة في سبيل البحث عن الأفضل والأجدر. ** طالبت مؤخراً باحترام إدارة "تويتر" للغة العربية لماذا؟ * طالبت بذلك عبر هذا "الهاشتاق" #احترم_اللغة_العربية_يا_تويتر. الذي أطلقه زميل الحرف الأستاذ ناصر المرشدي، وذلك لأن برمجة "تويتر" تتدخل لتغيير كلمات "الهاشتاق" نحوياً و إملائياً بعد انتشاره، لذلك تمت هذه المطالبة. ** ما الذي ينقصنا للحاق بركب التقدم والحضارة، ولماذا نحن في ذيل ركبها العالمي؟ * ينقصنا الكثير والكثير، للحاق بركب الحضارة، ينقصنا الاهتمام الحقيقي ببناء الإنسان، فأولى لبنات الحضارة هي بناء الإنسان؛ فمتى ركزنا اهتمامنا على بناء الإنسان، وأعطينا العلم حقه، ووجهنا اهتمامنا للعلم التجريبي، وأعطينا المعلم مكانته التي تليق به، وأولينا المخترع اهتماماً يهيئه للإبداع في اختراعاته ووفرنا له كل ما يحتاجه، ولم نتركه ثروة مهملة، كما أوضحت ذلك في مقالي الأخير: ("المخْتَرِعونَ" فِي الخَلِيجِ.. ثَرْوَاتٌ مُهْدَرَةٌ). وأصبحنا في ذيل ركب الحضارة لأننا تخلينا عن مصدر عزنا الذي أعزنا الله به، فعندما تمسكنا بإسلامنا الحنيف وطبقناه كما أنزله الله، وجعلناه منهاجاً لحياتنا كما أمرنا الله عز وجل، سدنا العالم، وكنا منارة الحضارة وقبلة العلم والتقدم، وعندما بعدنا عنه أصبحنا في ذيل الركب.