عدت لجنة المدارس الأهلية بالغرفة التجارية الصناعية بجدة، نقص المعلمين السعوديين الأكفاء في التخصصات الدينية، عائقا لإنجاح قرار فتح فصول لتحفيظ القرآن الكريم بالتعليم العام الذي أعلنه وزير التعليم الدكتور عزام الدخيل قبل نحو أسبوعين عبر حسابه الشخصي بتويتر. ووصف عضو لجنة المدارس الأهلية بغرفة جدة عبدالقادر البكري قضية تطبيق قرار دمج مناهج تحفيظ القرآن الكريم بالتعليم العام ب"الحساسة"، على خلفية ما عدّه معاناة المدارس الأهلية في ظل عدم توفر المعلم السعودي القادر على توصيل الرسالة السامية من القرآن الكريم. وقال ل"مكة": ثمة نقص في المعلم المؤهل الكفء بالتعليم العام، لا سيما أن بعض المدارس تسند تدريس المواد الدينية إلى معلمي التخصصات الأخرى، نتيجة عدم توفر معلمين لديها. التأهيل التربوي ------------------- ولفت إلى أن ليس كل حافظ للقرآن الكريم بإمكانه امتهان التدريس، حيث إن المعلم لا بد أن يكون مؤهلا من الناحية التربوية وفق طرق التدريس الحديثة، حتى لا يتسبب في نفور الطلاب من حفظ القرآن الكريم. المعلمون المقيمون ------------------------ وطالب وزارة التعليم بضرورة تأهيل المعلمين لامتلاك قدرات تربوية في تحفيظ القرآن الكريم وعدم الاعتماد على الحافظ فقط، وأضاف: من المفترض فتح المجال أمام المدارس للاستعانة بمعلمين من حفظة القرآن الكريم المقيمين بالسعودية، ممن هم على درجة عالية من الحفظ والإتقان لحين توفر المعلمين السعوديين الأكفّاء». برامج اختيارية ----------------- وشدد على ضرورة التنسيق بين تحفيظ القرآن والمنهج العام، وتخصيص برامج اختيارية للحفظ والتحفيظ، فضلا عن ضرورة معرفة مدى قدرة المدارس على الاحتفاظ بالطالب في تلك البرامج منذ المرحلة الابتدائية وحتى الثانوية، وإيجاد لوائح تفصيلية تغطي كامل النقاط المتعلقة بإنجاح تنفيذ القرار. التعليم الأهلي ------------------ وفي سؤال عن مدى استعداد المدارس الأهلية لتنفيذ قرار فتح فصول لتحفيظ القرآن الكريم، قال البكري: يتميز التعليم الأهلي بالمرونة حيال إمكان زيادة الحصص الدراسية، وإمكانات المدارس والوسائل التعليمية بها، مقترحا بدء تنفيذ القرار في المدارس الأهلية، ومن ثم اختيار عدد من المدارس الحكومية القادرة على إنجاح القرار، مع إعطاء مهلة للمدارس الأخرى بشأن تأمين الفصول والمعلمين. مسؤولية عظمى -------------------- أمام ذلك، يؤكد الكاتب والباحث في شؤون الحركات الإسلامية محمد العمر، أهمية التفات الوزارة إلى مدارس تحفيظ القرآن الكريم، حيث إن وضع المناهج وتعيين المعلمين ليست أمورا كافية في ظل وجود مسؤولية عظمى تقع على عواتق المعنيين باختيار الكوادر التعليمية. ويقول ل"مكة": «الأمر أشبه بتهييج الجروح عبر منشطات محظورة، إذ لا بد من اختيار معلمين أكفّاء مهمتهم تقف عند توصيل المعلومة المنصوص عليها في المنهج السليم، وتفادي اختيار أصحاب التوجهات المؤدلجة تجاه الانحراف الفكري المتطرف». مظهر المعلم ---------------- وأبان بضرورة الابتعاد عن فرض نمط معين يتعلق بمظهر معلمي تحفيظ القرآن الكريم، والتركيز على أصحاب الخبرة والعلم والثقة، وأضاف: قد تواجه المدارس الأهلية أحيانا شروطا صارمة ومعقدة من الوزارة فيما يتعلق باختيار معلمي مناهج الدين، وهو ما يدفعها إلى الاختيار العشوائي أو ممن تتوفر فيه شروط الوزارة الجوهرية». الفكر الضال ------------- وحذّر العمر من العشوائية في اختيار معلمي المناهج الدينية التي قد تعرّض العملية التعليمية لوجود أصحاب فكر ضال متسترين بالاعتدال، وأضاف «ينبغي تمحيص جميع المعلمين في التخصصات كافة، حتى لا نجد نماذج لمعلمين يحملون الفكر المتشدد والمتعصب وأحيانا الضال، ومن ثم يصطدم الأهالي بمعلومات مخيفة يتلقاها أبناؤهم».