أوقفت صحيفة "مكة" الكاتب الصحافي محمد الحمزة عن الكتابة على صفحاتها، بعد تأكدها من "صدور تغريدات وصفت بالعنصرية من حسابه الشخصي على موقع تويتر"، وقدمت اعتذارها عن عدم استمرار التعامل معه. وكانت تغريدات قد صدرت من حساب الكاتب الشخصي وصفت بالعنصرية، وأنّ فيها "تقليلا من شأن بعض المناطق". وأثارت التغريدات استياء الكثيرين في مواقع التواصل الاجتماعي، بعد تصنيفه سكان المناطق في السعودية، والحديث عنهم بطريقة اعتُبرت غير لائقة، عندما كتب: "أهل الحجاز، أفضالهم على السعودية وأهلها لا تعد ولا تحصى، يكفي أنهم جبلوا العلم والثقافة والمال، وكانوا ومازالوا أهل المناصب القيادية". وأضاف في تغريدة أخرى: "قبل 50 سنة في السعودية، أهل نجد والجنوب والشمال كانوا يتسابقون للعمل (صبيان) عند أهل الحجاز، والآن بعد ما شبعوا يقولون عنهم طرش بحر، ومخلفات حجاج". ونشط يوم أمس وسم "#إيقاف_محمد_الحمزة_عن_الكتابة" على "تويتر"، ظهرت فيه نحو 30 ألف تغريدة، إذ شن المغردون هجومًا لاذعًا على الكاتب، فطالبوا بمحاسبته ومحاكمته بتهمة العنصرية وإثارة الكراهية بين أبناء الوطن، ما دفع الكاتب لتقديم اعتذار، إلا أنّه أصرّ على تغريدته الأولى معتبرًا أنها "لم تحتو على خطأ"، وقال: "التغريدة لم أقصد بها الإهانة لأحد، فأهل نجد والجنوب والشمال لهم الكرامة والحشيمة، ومعاذ الله أن أنتقص منهم أو من أي إنسان مهما كان". وأضاف في تغريدة لاحقة: "يبدو أن هذه التغريدة أوجعت الكثير فإما هم يحاولون التعامي عن التاريخ أو لا يعلمون حقيقة التاريخ والعمل ليس عيبًا في حق أحد"، مضيفاً "التغريدة واضحة وليس فيها انتقاص من أحد ولست مسؤولًا عن الفهم السيئ لها لكن اللي بطنه ريح ما يستريح.. وكل مناطق المملكة لهم الحشمة والكرامة".واختتم الحمزة اعتذاره قائلاً "العمل كصبي لم يكن عيبًا وهي مهنة شريفة يسترزق منها الشخص، فكثير من الآباء اشتغلوا بها في المنازل والمزارع والمقاهي وهم صغار حتى كبروا".هذا الاعتذار لم يكن كافيا لدى كثيرين، فنشروا وسم "#محمد_الحمزة_يؤجج_العنصرية"، الذي ظهر في أكثر من 80 ألف تغريدة أمس. وكتب فهد السديس: "سامحك الله.. أهل الحجاز ونجد والجنوب والشمال والشرقية أكبر بكثير مما وصفتهم، كفانا تحقيرا لبعضنا وكفانا مقتا". وعلى نفس النهج قال فواز عزيز منتقدا اعتذار الحمزة: "ليست المصيبة أن يخطئ المثقف، بل المصيبة أنه يكابر عن الاعتراف والاعتذار، وإذا اعتذر، اعتذر عن فهمك الخاطئ". في المقابل، رفض كثيرون مبدأ إيقافه عن الكتابة، على الرغم من رفضهم لطريقة حديث الحمزة، ومنهم همسه السنوسي التي اعتبرت ما قاله الكاتب معلومة لا تحمل أية عنصرية، وقالت "طرح "معلومة تاريخية" لا يعتبر عنصرية إلا عند من يعاني من عقدة النقص، وروحوا اسألوا أجدادكم". أما الأكاديمية والناشطة الحقوقية الدكتورة هتون أجواد فأكدت أن إيقاف محمد الحمزة عن الكتابة أو غيره من الكتاب عند أي زلة قلم، ليست الوسيلة للإصلاح وكأن الخطأ يجبّ كل محاولات الإصلاح السابقة، مضيفةً "رفضي لإيقاف محمد الحمزة عن الكتابة لا يعني موافقتي على تغريدته التي تحمل معاني عنصرية حتى وإن كان يوجهها نحو قبيلته نفسها، فالكلمة مسؤولية". كذلك، قالت مها الشهري: "بعيدا عن نقاش موضوع التغريدة، الإيقاف مبالغ فيه والصحف لا تلزم منسوبيها بحضور خاص يمثلها على مواقع التواصل". وطالب طارق الشامخ بمناقشة الكاتب وليس تكميمه، وقال "الفكر يحارب بالفكر والحجة وليس بالإيقاف".