قال سكان إن المقاتلين اليمنيين المدعومين من السعودية استكملوا يوم الجمعة عملياتهم العسكرية لاستعادة مدينة عدن الساحلية الجنوبية من جماعة الحوثي مع انحسار القتال في إحدى المناطق الرئيسية. ويعد انتصارهم في المدينة الساحلية نقطة تحوٌّل في حملة قصف جوي وحرب أهلية مستمرة منذ نحو أربعة أشهر أدت إلى مقتل زهاء 3500 شخص وتشريد مليون آخرين. وكانت عدن محورا للقتال منذ أن حاصرها الحوثيون المتحالفون مع إيران أول مرة في مارس آذار عندما كانت معقل حكومة الرئيس عبد ربه منصور هادي التي انتقلت بعد ذلك إلى السعودية. وعاد بعض النازحين من منطقة التواهي بغرب المدينة -وهي آخر معقل لجماعة الحوثيين- إلى منازلهم التي تركوها أثناء المعارك وقالوا لرويترز إنه على الرغم من إطلاق النار المتقطع في الشوارع غير أن المسلحين المناهضين للحوثيين هم من يسيطرون على الأرض. وأعلن نائب الرئيس اليمني خالد بحاح يوم الجمعة أن مدينة عدن الساحلية الجنوبية أصبحت الآن تحت سيطرة المقاتلين المدعومين من السعودية بعد أيام من اشتباكات مع الحوثيين الذين يسيطرون على البلاد. وقال سكان ومقاتلون محليون إن اشتباكات محدودة مستمرة في حي التواهي في غرب المدينة لطرد الحوثيين من واحد من آخر حصونهم. وقال بحاح على صفحته الرسمية بموقع فيسبوك "نهنئ أبناء عدن خاصة والجمهورية اليمنية أجمع بما تحقق خلال اليومين الماضيين من إنتصار وتمكين لأبناء عدن وكل القوى الوطنية المساندة لها." وأضاف "الحكومة تعلن تحرير محافظة عدن في الأول من شوال أول أيام عيد الفطر المبارك." ووصل عدة وزراء وبعض كبار مسؤولي المخابرات إلى المدينة لإعدادها كقاعدة لإحياء سلطة الدولة اليمنية. وأشاد الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي بالمقاتلين المحليين وبالتحالف العربي متعهدا بأن تكون الانتصارات في عدن بداية لاستعادة السيطرة على البلاد. وقال هادي في كلمة بثها التلفزيون "إننا على موعد قريب مع النصر المحقق والمبين لكامل وطننا الحبيب.. فمن عدن سنستعيد اليمن وماتحقق فيها من انتصار انما هو فاتحة انتصارات مجيدة ومتوالية حتى يستعيد اليمنيون بلادهم." "الحمد لله" ------------- وأفاد شهود من رويترز بأنهم رأوا الشوارع وقد امتلأت بالسيارات والمارة وأن السكان الذين ألزمهم القصف ليلا ونهارا منازلهم خرجوا آمنين. وقال وسيم الحسوة -وهو بائع سمك عمره 35 عاما- "الحمد لله." وأضاف قوله "سعدنا كثيرا أنه يمكننا العودة إلى حياتنا الطبيعية بعد كل هذه المعاناة قرابة أربعة أشهر ولكن لا تزال توجد مشكلات هائلة -- إمدادات المياه والكهرباء مقطوعة في أغلب الأحيان ولذلك ما زلنا نعاني كثيرا." وقال علي الأحمدي المتحدث باسم المقاتلين المحليين في عدن لرويترز إن عشرات من الحوثيين سلموا أنفسهم للجماعات المحلية المسلحة بعد هزيمتهم. وبدأ تقدم المقاتلين المحليين يوم الثلاثاء حينما سيطروا على المطار الدولي ثم الميناء الرئيسي في اليوم التالي لتسقط أحياء المدينة في قبضتهم الواحد تلو الآخر. وذكر المقاتلون المحليون وشهود عيان أن التحالف العربي مد المقاتلين بأسلحة ثقيلة ساهمت في نجاح عملية عدن بينها نحو 100 مدرعة من الامارات العربية المتحدة. وقال مسعفون إن العشرات قتلوا من الجانبين في الاشتباكات منذ بداية الأسبوع. وفي بيان على حسابه الرسمي على تويتر قال الرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح إنه سيستمر في مقاومة الحملة التي تدعمها السعودية. وأكد أنه سيتم احباط واحدة من أخطر المؤامرات التي حيكت حتى الآن على الشعب اليمني مضيفا أنه مهما "استمر العدوان ومهما ذهب المعتدون" بعيدا في الحرب التي يشنونها ومهما استمرت ستنتهي بالفشل. وذكر المقاتلون المحليون أنهم يتقدمون صوب قاعدة العند الجوية على بعد 60 كيلومترا شمالي عدن بدعم من ضربات جوية. وقال سكان إنه رغم حلول عيد الفطر تمنع نقاط تفتيش أقامها الحوثيون على مشارف عدن دخول الغذاء والإمدادات الرئيسية.