رغم مرور عام على انخفاض سعر برميل النفط وبنسبة وصلت إلى 60 %، وتأكيد منظمة الأغذية العالمية تراجع الأسعار عالميا إلى أدنى مستوى في 6 أعوام، إلا أن هناك عددا كثيرا من السلع التي ما زالت تسجل ارتفاعا في السوق المحلية مقارنه بأسعارها العام الماضي، خصوصا مع اقتراب المواسم مثل شهر رمضان. ففي جولة ل"مكة" على مركزين تجاريين مشهورين لبيع المواد الغذائية بجدة ولديهما فروع على مستوى المملكة، تم رصد 7 سلع رمضانية سجلت ارتفاعا في أسعارها رغم العروض التي يقدمها المركزان مقارنة بذات الفترة من العام الماضي، مما يثير الشك حول واقعية تلك العروض ومدى صحتها. وتأتي أنواع المشروبات الرمضانية في مقدمة السلع التي سجلت فروقات كبيرة فمثلا «تونو 710 مل» يباع حاليا بنحو 6.95 ريالات فيما كان معروضا بذات السوق العام الماضي ب 4.50 ريالات، وهو ما يعني زيادة 54 %. كذلك «تانج 2.5 كجم» إذ يبلغ سعره الحالي 41.95 ريالا فيما كان قبل عام في ذات التاريخ ب 27.95 ريالا، وهو ما يمثل زيادة 50 %. في المرتبة الثانية يأتي الجيلي الذي يعد من السلع الأكثر حضورا على موائد السعوديين في رمضان، حيث تبلغ حاليا قيمة العبوة «12* 85 جراما» 28.95 ريالا في حين كانت لا تتجاوز 20.95 ريالا وهو ما يمثل زيادة 38 %، في المقابل كان المنتج المشابه له «كريم كارميل 12* 70 جراما» الأدنى ارتفاعا فلم تتجاوز النسبة 3.8 % حيث يباع ب 58.95 ريالا، فيما كان في حدود 49.95 ريالا. أيضا من السلع الأخرى التي سجلت ارتفاعات كبيرة «طحينية حلواني 500 جرام» والتي تباع حاليا ب 16.50 ريالا فيما كانت ب 11.25 ريالا أي بزيادة 46 %. كذلك أنواع الأرز المختلفة، ومنها على سبيل المثال «أبوكاس 5 كجم» إذ يبلغ سعره الحالي 34.50 ريالا فيما كان في حدود 26.50 ريالا بزيادة تصل إلى 30 %، أيضا أنواع الحليب المجفف ومن بينها «نيدو 1800 جرام» حيث يباع ب 58.95 ريالا بزيادة 18 % مقارنة مع 49.95 ريالا. الصمود لن يطول -------------------- أمام ذلك أوضح المحلل الاقتصادي تركي العتيبي أن سعر البترول عامل مهم في الموازنة السعرية للسلع سواء المواد الغذائية أو غيرها من المنتجات في كل القطاعات الصناعية ولاعب محوري في التأثيرات الاقتصادية على مستوى العالم وفي المملكة على وجه الخصوص لاعتماد إيراداتها على النفط بنسبة 90 %. ولفت إلى أن استمرار تراجع أسعار النفط على مدار عام يفترض أن يكون له تأثير واضح على أسعار السلع، وهو ما يظهر جليا في تقارير المنظمات الدولية مثل «الفاو» إلا أن الواقع يشير إلى أن التجار ما زالوا مستمرين بنفس وتيرة الأسعار إلى حين إعادة أوراقهم مرة أخرى من خلال موازنة المشتريات بالأسعار الحديثة. ويرى العتيبي أن الصمود لن يطول كثيرا في أسعار المواد الغذائية خاصة مع تدخل وزارة التجارة التي تلعب دورا مهما في مراقبة فواتير الواردات من السلع ومقارنتها بالفواتير الاستهلاكية لمحاربة استغلال بعض التجار بالاستمرار على نفس الأرقام القديمة رغم انخفاض التكلفة. ضرورة تدخل التجارة ----------------------- بدوره يقول أستاذ الاقتصاد في جامعة الملك عبدالعزيز، الدكتور حبيب الله محمد التركستاني: إن النفط سلعة تدخل في كثير من المنتجات فهو الذي يشغل المصانع والآلات المنتجة للمواد الأولية المصنعة للسلع الغذائية، مما يؤكد ضرورة تدخل وزارة التجارة في الحد على أقل تقدير من رفع الأسعار دون مبررات بالضغط على المستثمرين خاصة الموزعين منهم والتعامل بعدالة مع تسعير المنتجات. ولفت إلى أن المتابع للسوق المحلية يلاحظ بقاء الأسعار مرتفعة ولو انخفضت عالميا، بعكس حالة الارتفاع في النفط، حيث يسارع التجار لرفع أسعار مخزونهم مع الارتفاعات العالمية، وإن كانوا اشتروا بضاعتهم في زمن الانخفاض. إلا أن التركستاني نبه إلى أنه قد يكون هناك عوامل قد تجعل هناك مقاومة وثباتا في الأسعار من خلال المصاريف التي تتصاعد على المستثمرين من حيث الإيجارات وأجور العمالة والتأمينات التي ربما تزامنت في هذه الفترة وهي مبررات قد تكون صحيحة ولا بد أن تؤخذ بعين الاعتبار. .. وأسعار الغذاء العالمية الأدنى منذ سبتمبر 2009 --------------------------------------------------------- واصلت أسعار السلع الغذائية العالمية تراجعها مجددا في مايو، لتلامس أدنى مستوياتها في 6 سنوات، وبالتحديد منذ سبتمبر 2009، مع الانخفاض الكبير في أسعار الحبوب ووسط توقعات مواتية للإنتاج هذا العام. وسجل مؤشر منظمة الأممالمتحدة للأغذية والزراعة (فاو) لأسعار الغذاء 166.8 نقطة في مايو، بانخفاض شهري 1.4 % عن مستواه في أبريل وما يقدر بنحو 20.7 % قياسا بذات الشهر العام الماضي. وحدثت «فاو» في تقريرها الشهر الذي صدر أمس تنبؤاتها لمايو 2015، حول الإنتاج العالمي من القمح والحبوب الخشنة والأرز، بتوقعات لإنتاج أكبر في الصين والمكسيك من الذرة وكذلك لمحصول قمح أعلى وفرة في أفريقيا وأمريكا الشمالية. وتنبأ التقرير أن ينمو إنتاج الأرز العالمي بنسبة 1.3 % عن العام الماضي، بفضل زيادات الإنتاج في جميع أنحاء آسيا. ويمثل مؤشر «فاو» لأسعار الغذاء دليلا يستند إلى حركة التعاملات التجارية، لقياس أسعار خمس سلع غذائية رئيسية في الأسواق الدولية، شاملا مؤشرات فرعية لأسعار الحبوب واللحوم والألبان والزيوت النباتية والسكر. الحبوب تهبط 22.4 % ------------------------- سجل متوسط مؤشر أسعار الحبوب في مايو، انخفاضا بنسبة 3.8 % عن مستوياته في أبريل، ومتراجعا 22.4 % عن ذات الشهر في 2014، فيما لا تزال الضغوط تدفع بالأسعار الدولية نحو الهبوط بسبب وفرة المخزونات واقتران ذلك بتوقعات المحاصيل المواتية لهذا العام. وأسهم أيضا في الانخفاض العام في الأسعار تراجع توقعات التجارة في ظل قيام الكثير من البلدان المستوردة بإرجاء مشترياتها إلى وقت متأخر من هذه السنة. ويعد المتوسط الذي سجله المؤشر في مايو الأدنى منذ يوليو 2010. 21 % تراجع الزيوت ------------------------ بلغ معدل تراجع مؤشر أسعار الزيت النباتي 2.6 % عن مستوياته في أبريل، ودون مستوياته في نفس الشهر من السنة الماضية بنسبة 21 %، وذلك بسبب ارتفاع عروض أسعار زيت النخيل وزيت الصويا. وتحسنت أسعار زيت النخيل بسبب زيادة المخاوف من التطورات المحتملة لظاهرة النينو التي يمكن أن تؤثر على الإنتاج في جنوب شرق آسيا، بينما استقرت أسعار زيت الصويا في الأساس بسبب استئناف الطلب على الواردات من جانب الصين على وجه الخصوص. واتجهت عروض أسعار زيت عباد الشمس نحو الارتفاع، وهو ما يعبر عن انخفاض الإنتاج العالمي والمعروض من إمدادات التصدير عن المتوقع. الأكثر تراجعا --------------- حقق متوسط مؤشر أسعار منتجات الألبان انخفاضا قدره 2.9 % عن مستوياته في أبريل، وكان مسحوق الحليب والزبد أكثر السلع الرئيسية تأثرا، بينما ظلت أسعار الجبن مستقرة. ويعبر انخفاض الأسعار الذي يسود الأسواق العالمية منذ فترة طويلة عن المخزونات الكبيرة غير المباعة في نيوزيلندا وتراكم إمدادات التصدير في أوروبا في الوقت الذي وصل فيه الإنتاج في نصف الكرة الشمالي إلى ذروته الموسمية، ولا يزال عدم التيقن بشأن مستوى مشتريات الصين من مسحوق الحليب في 2015 يؤثر على الأسواق بالرغم من أن انخفاض الأسعار حفز اهتمام المشترين في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. اللحوم تواصل الهبوط ------------------------- انخفض متوسط مؤشر أسعار اللحوم 1 % عن مستوياته المعدلة في أبريل، ولا يزال الانخفاض العام في أسعار صادرات اللحوم من الولاياتالمتحدة يؤثر على المؤشر. واتجهت إجمالا الأسعار الدولية للحوم الأبقار والأغنام نحو الهبوط، بينما لم تسجل أسعار لحوم الدواجن سوى تغييرات طفيفة. وتأثرت أسعار لحوم الدواجن أيضا بالقيود التي فرضتها بعض البلدان على الاستيراد بسبب تفشي مرض إنفلونزا الطيور الشديد العدوى في بعض الولاياتالأمريكية. تأثر السكر ------------- سجل متوسط مؤشر أسعار السكر ارتفاع قدره 2 % عن مستوياته في أبريل وتعد الزيادة التي سجلها في مايو أول انتعاش ملموس منذ أكتوبر الماضي فيما تراجع إلى البداية البطيئة لموسم العصر في وسط وجنوبالبرازيل، حيث لا تزال أسعار السكر الخام متأثرة بوفرة الإمدادات وازدياد الفوائض في الموسم 2014/ 2015.