على الرغم من تراجع أسعار الغذاء عالميا إلى أدنى مستوى لها منذ 2009م، حسب ما أشارت منظمة الأغذية والزراعة (فاو) التابعة للأمم المتحدة في مؤشراتها لشهر مايو الماضي، إلا أن المستهلك لدينا لم يلمس ذلك التراجع في السوق السعودي. عضو جمعية حماية المستهلك والمتحدث باسمها الدكتور عبيد العبدلي، أرجع أسباب ارتفاع أسعار المواد الغذائية في السوق المحلية، مقارنة بانخفاضها عالميا، إلى ثقافة المستهلك، التي تتقبل الارتفاع في سعر السلعة دون البحث عن بديل لها، إلى جانب عدم التفاعل مع اللجان والهيئات الرقابية على السوق المحلية. وقال ل(عكاظ) إن ما يتحكم في السعر هو العرض والطلب. والتاجر أو الموزع لو لم يجد مشتريا للسلعة بالسعر الذي يفرضه، لما استمرأ في تحديد الأسعار التي تناسبه ولا تتناسب مع السعر الحقيقي للسلعة. وأضاف: أهم دور لجمعية حماية المستهلك هو توعية المستهلك والتأثير على سلوكه الاستهلاكي، وهو ما كان في سيرة الصحابي الجليل عمر بن الخطاب حين اشتكوا له ارتفاع سعر سلعة، فقال: «أرخصوها بالاستغناء عنها» أو كما قال عليه رضوان الله. وأكد العبدلي أن جمعية حماية المستهلك ووزارة التجارة هما أدوات للتوعية وللرقابة، إلا أن الدور الرئيس للحد من ارتفاع الأسعار يقع على كاهل المستهلك وثقافته الاستهلاكية، التي يجب تعزيزها بزيادة الوعي الثقافي. يأتي ذلك بعد أن قالت منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة (فاو)، أمس، إن أسعار الغذاء العالمية تراجعت في مايو الماضي إلى أدنى مستوى منذ سبتمبر 2009م، إذ تجاوز هبوط أسعار الحبوب ومنتجات الألبان واللحوم الزيادة الطفيفة في أسعار الزيوت والسكر. وبحسب ما أوردته «روتيرز» تراجع مؤشر الفاو للأسعار، الذي يقيس التغيرات الشهرية لسلة من الحبوب والبذور الزيتية والألبان واللحوم والسكر إلى 166.8 نقطة في مايو، لينخفض 2.4 نقطة أو 1.4 بالمئة مقارنة بأبريل و46 نقطة أو 22.4 بالمئة مقارنة بعام سابق. وساعد ارتفاع الإنتاج العالمي وتدني أسعار النفط الخام في كبح جماح أسعار الغذاء في العام المنصرم، والمؤشر يتراجع منذ أبريل 2014. وخالفت أسعار الزيوت والسكر الاتجاه. وقالت الفاو إن سعر زيت النخيل ارتفع بسبب مخاوف من الآثار المحتملة لظاهرة النينو المناخية في جنوب شرق آسيا، وأن سعر زيت الصويا زاد بفعل ارتفاع الطلب، ولا سيما في الصين. وأضافت الفاو أن السكر سجل أول انتعاش كبير منذ أكتوبر؛ نظرا للبداية البطيئة لموسم الحصاد في البرازيل. وتوقعت الفاو أن يصل إنتاج الحبوب العالمي إلى 2.524 مليار طن في 2015 2016، مقارنة بالمحصول القياسي في العام السابق. وفي أبريل توقعت الفاو أن يصل الإنتاج العالمي إلى 2.509 مليار طن. وترجع توقعات إنتاج الحبوب المرتفعة بشكل أساسي إلى محاصيل وفيرة أكثر من المتوقع في أفريقيا وأمريكا الشمالية. لكن إنتاج 2015 2016 لا يزال متوقعا أن يكون أقل بنسبة واحد بالمئة عن العام السابق. ومن المتوقع أن تبلغ مخزونات الحبوب في نهاية موسم 2015 2016 م 634.3 مليون طن انخفاضا من 646.5 مليون طن في 2014 2015. ومن المنتظر أن يصل الإنتاج العالمي من القمح إلى 723.4 مليون طن، وهو ما يتجاوز توقعات أبريل البالغة 719.1 مليون طن.