قال الباحث والكاتب المغربي مصطفى بو هندي إن القرآن لا يزال غضاً طرياً وأنه شفاء للمشاكل الثقافية الموروثة، وأن الإنسان هو المقدس في الإسلام، مضيفا أنه يطالب المذاهب بأن تقوم بمراجعة نقدية شاملة على أساس تدبر القرآن كما أنزل، للخروج بالأمة من نفق الاختلاف. كما رأى بوهندي أن الفكر الإسلامي يحتاج إلى زلزال، موضحاً أن الزلزال يجب أن يشمل المسلّمات التي لا تقوم على مستند حقيقي. جاء ذلك أثناء استضافة الزميل تركي الدخيل له ضمن برنامج "إضاءات" على قناة "العربية" والذي سيبث يوم الجمعة 30-10-2009 في الساعة الثانية مساءً بتوقيت السعودية ويعاد بثه منتصف ليل السبت. والدكتور مصطفى بو هندي هو رئيس وحدة البحث والتكوين في مستقبل الأديان والمذاهب الدينية بحوض البحر الأبيض المتوسط بجامعة الحسن الثاني بالدار البيضاء. وقال بو هندي "إن المفسر ابن بيئته الثقافية ونتاج ظروفه وحاجاته، وإن كلام المفسرين ليس كلاماً مطلقاً ولا معصوماً". كما رأى بو هندي أن المثقف يمرر عبر التفسير ثقافته الخاصة ورؤيته الذاتية، وأن تفسير القرآن بالقرآن أقرب عملية ناجحة للتفسير، مؤكداً على بشرية المفسر في حال فسّر القرآن برأيه. كما أعلن في البرنامج مطالبته بأن يتم فهم النوازع البشرية وأثرها على الإنتاج الثقافي جيداً، قائلاً: "المفسرون لم يقولوا إن تفاسيرهم هي مراد الله"، بو هندي قال إن النص القرآني هو كلام الله العالم وهو أنزله بعلمه. ولدى سؤاله عن نفيه وجود إعجاز في القرآن أرجع بو هندي ذلك إلى أنه لم تكن هناك أي مسابقة بين القرآن وبين العرب من الأساس، وأن موضوع الإعجاز موضوع تاريخي، وأن القرآن كان يعالج بشكل أولوي قضايا إنسانية تمس البشرية. ولدى حديثه عن عبارته التي أثارت جدلاً واسعاً حينما قال: "إن عصر الإمام مالك انتهى" قال بو هندي إننا نحتاج إلى أئمة آخرين يعيشون عصرهم وزمانهم، ولا يعيشون فقط تاريخهم، وإن أولئك الفقهاء كانوا يعيشون عصورهم وزمانهم. ولدى سؤال الدخيل له عن كتابه "التأثير المسيحي في تفسير القرآن" قال بو هندي إن القرآن يؤكد الحقائق التي جاءت في الكتب المقدسة الأخرى.