قال اللواء منصور التركي المتحدث الأمني لوزارة الداخلية، إن تنظيم داعش الإرهابي يحاول إثارة الفوضى في السعودية، وإن استراتيجيته تقوم على استهداف رجال الأمن، ونشر الفتنة الطائفية، مؤكداً أن الجريمة التي حصلت في "القديح" أكدت قوة المجتمع وتماسكه. وأضاف التركي أن الجريمة الإرهابية البشعة دليل جازم على ما يحاك من شرور ضد الوطن، وذلك بهدف إثارة الفوضى، واستخدامها جسراً للنيل من أمنه ووحدته، وأن القطاعات الأمنية تعمل بشكلٍ تكاملي لتحليل الوقائع والأحداث الإرهابية بتفصيل دقيق، للحصول على معلومات من شأنها تجفيف منابعه ودحره، وتطهير الوطن منه. وأشار متحدث الداخلية خلال المؤتمر الصحافي في نادي ضباط قوى الأمن الداخلي في الرياض أمس، إلى أن التحقيق في أي عمل إرهابي لا يقتصر على كشف المتسبب فيه ومعاونيه، بل يتعدى لجمع معلومات كفيلة بالتصدي للظاهرة بشكلٍ عام ومحاربتها، وإحباط أي مخططات أو أساليب أو أدوات إرهابية تستهدف أمن الوطن. وأكد اللواء التركي أن تنظيم داعش يحاول تجييش صغار السن وتحريضهم لتنفيذ عمليات إرهابية داخل السعودية، مبيناً أن التنظيم يستغل جهل هولاء الشباب وعاطفتهم في تحريضهم، للقيام بمخططاتهم الإجرامية، ومن ثم يتخلون عنهم، ولا يقفون معهم، والأحداث الأخيرة دليل ذلك. وشدد على أهمية رفع مستوى الوعي والثقافة العامة لدى المجتمع، وتحصينه عبر تعاون الجهات الرسمية والأهلية ذات العلاقة بالجهود الإرشادية والتوعوية، والاستفادة من جميع القنوات التي يمكن من خلالها الوصول لجميع شرائح مجتمعنا الكريم، لمواجهة الفكر الإرهابي المنحرف ومحاربته. وحول آخر المستجدات التي شهدتها التحقيقات الجارية في الجريمة الإرهابية في بلدة القديح، أبان اللواء التركي أن العمل على ذلك ما زال جارياً، بهدف كشف جميع ملابساتها، بما في ذلك التفاصيل الصغيرة ذات العلاقة بالفكر الإرهابي وأساليب نشره بين الناشئة، ومن يقف خلف ذلك، مؤكداً وصولهم لحقائق ستكشف تباعاً في الوقت المناسب. وعن مدى اهتمام الأسر بالإبلاغ عن أبنائهم المتغيبين، قال: "شهادتنا كرجال أمن في المجتمع السعودي مجروحة، وهناك كثير من البلاغات من الأسر تصل على الهاتف 990 في عدم ارتياحهم لأبنائهم من بعض التصرفات، ولكن بعض البلاغات تأتي متأخرة، ونقوم بوضع حظر على الأشخاص، ومنهم من نصل إليه، ومنهم من يسهم تأخر البلاغ في خروجهم للمناطق المضطربة". وأضاف: "تنظيم داعش استطاع أن يتنقل بين شبكات التواصل الاجتماعي، واستطاع تجنيد الشباب المسلم من داخل المملكة وخارجها، والمملكة حاربت هذا الفكر، وكلنا نتذكر كلمات الراحل الملك عبدالله عندما قال: سنعمل على اجتثاث الفكر الضال حتى لو كلفنا 30 عاماً، واليوم الملك سلمان يعمل على محاربة الإرهاب ومعاقبة أصحابه والمتعاطفين معه، وهذا الفكر عرف كيف يستغل الحماسة، وإذا تحدثنا عن الجرائم الإرهابية الأربعة الأخيرة نجد أن المتورطين لا يتجاوزون عدد أصابع اليد، والإرهاب يطلق صنارته وينتظر السمكة تأتي، فهم يستميلون حملة الفكر الضال من داخل وسائل التواصل الاجتماعي". وأبان أن قتلة الجندي ماجد عائض الغامدي قبض عليهم في أقل من 48 ساعة، منوهاً بدور المواطن والمقيم في حفظ الأمن والاستقرار، كاشفاً أن الجماعات الإرهابية تسعى دائمًا لاتباع أساليب جديدة في تنفيذ عملياتها, بعد أن لمست إخفاقاتها المتكررة في النيل من أمن واستقرار السعودية, حيث يتمكن رجال الأمن في كل مرة وبدعم ومساندة من المواطنين والمقيمين من إحباط كل هذه الجرائم, والقبض في كثير من الحالات على المتورطين في تنفيذها قبل شروعها في تنفيذ جرائمهم, وذلك ما دعاهم إلى تغيير أساليبهم.