بعد 30 عاما من العمل وسط حقول الزيت والغاز، سيغادر المهندس خالد عبدالعزيز الفالح بيته في أرامكو السعودية متوجها إلى وزارة الصحة التي تعتبر من أصعب الوزارات، حيث لفظت خلال سنة تقريبا نحو 5 وزراء. وأصدر خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز أمرا ملكيا فجر أمس بتعيين الفالح وزيرا للصحة. وكان الفالح حتى أمس يشغل منصب الرئيس التنفيذي لشركة أرامكو السعودية. ولم ترد أي تفاصيل في الأمر الملكي حول بقائه في منصبه الحالي في أرامكو السعودية من عدمه. وقدم الفالح شكره للقيادة وعلى رأسها خادم الحرمين الشريفين، وقال في تصريح صحفي بمناسبة تعيينه «أسأل الله عز وجل أن أكون عند حسن الظن، وأن يوفقني لحمل هذه الأمانة وأدائها بما يحقق تطلعات القيادة وما فيه خدمة الوطن والمواطن على أرض مملكتنا الغالية». العثمان والسعدان أبرز المرشحين ----------------------------------------- ترددت أنباء عدة عن أن الفالح سيستمر في منصبه كرئيس تنفيذي للشركة، وهو الأمر الذي عدته مصادر في الشركة تحدثت إلى «مكة» أمرا صعبا، نظرا لأنه من الصعب أن يجمع الوزير بين عمله كرئيس تنفيذي يتابع الأعمال اليومية للشركة، وبين مسؤولياته في وزارة مليئة بالتحديات. ومن المرجح بقوة أن يكون الفالح قد ترك منصبه في أرامكو السعودية إلا أن الشركة لم تعلن أي شيء بخصوص هذا الأمر. وقالت المصادر إن هناك مرشحين بقوة لمنصب رئيس الشركة خلفا للفالح، من أهمهم المهندس عبداللطيف العثمان الذي يشغل حاليا منصب محافظ الهيئة العامة للاستثمار، والذي كان يشغل منصب نائب رئيس أرامكو للمالية. وينافس العثمان على المنصب عبدالله السعدان الرئيس الحالي في أرامكو للمالية وللتخطيط، إذ إنه من القيادات الشابة في الشركة. وقالت المصادر إن هناك احتمالية بسيطة في أن يعود خالد البوعينين نائب الرئيس السابق للخدمات الهندسية إلى الشركة بعد تقاعده قبل شهرين تقريبا. 3 عقود من العمل المتواصل --------------------------------- عمِل الفالح في الشركة على مدى ثلاثة عقود، تمثل مجمل مسيرته المهنية، وشغل مناصب قيادية بارزة في مختلف دوائرها وإداراتها، وأسهم من خلالها في دفع عجلة التوسع المتواصل في أعمالها ودخولها في مجالات عمل جديدة. وبصفته نائب الرئيس التنفيذي للأعمال خلال الفترة من عام 2007 حتى عام 2008 ، أشرف الفالح على جميع الأعمال الأساسية للشركة، بما فيها قطاعات التنقيب والإنتاج والتكرير والتسويق والأعمال الدولية، وخدمات الأعمال، والهندسة وإدارة المشاريع. كما سبق له شغل منصبي النائب الأعلى للرئيس لأعمال الغاز، والنائب الأعلى للرئيس للعلاقات الصناعية، ومنصب رئيس شركة بترون كوربوريشن، التي كانت مشروعا مشتركا بين أرامكو السعودية وشركة النفط الوطنية الفلبينية. وعندما كان رئيسا لفريق التخطيط العام في أرامكو السعودية، أشرف الفالح على إعداد استراتيجية للمملكة في مجال الغاز الطبيعي. وشغل الفالح منصب أول نائب رئيس لدائرة تطوير الأعمال الجديدة عندما أسستها الشركة في عام 2003، حيث أشرف في هذا المنصب على تطوير مشاريع عملاقة مثل بترورابغ وصدارة وساتورب وياسرف لتحقيق التكامل بين مرافق التكرير والبتروكيميائيات، والتي جذبت استثمارات ضخمة من قبل كبريات شركات الزيت والغاز والكيميائيات في العالم. كما عُيِّن عضوا في مجلس إدارة أرامكو السعودية في عام 2004. وحصل الفالح على درجة البكالوريوس في الهندسة الميكانيكية من جامعة تكساس إيه آند إم في عام 1982، ثم حصل على درجة الماجستير في إدارة الأعمال من جامعة الملك فهد للبترول والمعادن في الظهران في المملكة العربية السعودية في عام 1991. ومن الجمعيات المهنية التي يشغل الفالح عضويتها الجمعية الأمريكية للمهندسين الميكانيكيين، والرابطة الدولية لاقتصادات الطاقة، ومنتدى سياسات الطاقة في جامعة أوكسفورد. وعُرف عن الفالح دعمه للتعليم العالي في المملكة، إذ عمِل منذ عام 2008 كعضو مؤسس في مجلس أمناء جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية، إضافة إلى قيادته فريق أرامكو السعودية التي قامت بالدور الرئيس في إنشاء مرافق الجامعة وتطوير الجوانب التنظيمية الخاصة بها. وما زال الفالح يشغل أيضا عضوية المجلس الاستشاري الدولي لجامعة الملك فهد للبترول والمعادن، ومجلس أمناء جامعة الأمير محمد بن فهد. التحول إلى رئيس لمجلس إدارة أرامكو ----------------------------------------------- ظهر سيناريو آخر يتمثل في تحول الفالح إلى رئيس لمجلس إدارة أرامكو مع بقائه في منصبه. وأوضحت المصادر ذاتها أنه لا يوجد أي تأكيد حول هذا الأمر، وحتى الأسبوع الماضي ما زال وزير البترول المهندس علي النعيمي هو رئيس مجلس إدارة الشركة. وكان مجلس الإدارة قد اجتمع الأسبوع الماضي في كوريا الجنوبية بحضور النعيمي والفالح، إضافة إلى الأعضاء الباقين في المجلس. وأصدرت أرامكو أمس بيانا ذكرت فيه نتائج الاجتماع، إضافة إلى موافقة المجلس على تعيين ستة أشخاص في منصب نواب الرئيس، وهم الدكتور محمد السقاف، وإبراهيم السعدان، وناصر النفيسي، وعبدالعزيز عبدالكريم، ونبيل المنصور. وتولى الفالح منصب رئيس وكبير الإداريين التنفيذيين لشركة الزيت العربية السعودية (أرامكو السعودية) في الأول من يناير 2009. وأرامكو السعودية هي شركة بترول عالمية متكاملة يعمل فيها 62 ألف موظف، وتعد أكبر شركة بترول في العالم. وتتولى الشركة إدارة أكبر احتياطيات نفطية تقليدية ثابتة في العالم، وتُعدّ أكبر منتج ومصدر للنفط الخام في العالم ومن كبار منتجي الغاز الطبيعي، بالإضافة إلى المكانة البارزة التي تحتلها في قطاع التكرير والبتروكيميائيات.