حظيت القرارات الملكية التي أصدرها الملك سلمان بن عبدالعزيز أمس، بمواكبة واسعة النطاق وأصداء كبيرة من وسائل الإعلام العالمية المختلفة، حيث تابعت هذه الوسائل عبر مواقعها الإلكترونية ونسخها الورقية والفضائيات والإذاعات هذا الحدث السياسي والاقتصادي المهم لدولة تعد من أكبر الدول المنتجة للنفط في العالم، إضافة إلى مكانتها السياسية والاقتصادية وموقعها الإسلامي بين جميع الدول الإسلامية، هكذا بدأ عدد من الصحف حديثه عن السعودية بهذا الشكل كمدخل للحديث عن التغييرات الكبيرة التي شهدها المشهد السياسي والوزاري في الرياض. «ناشيونال بوست» تتحدث عن دوري الأميرين محمد بن نايف ومحمد بن سلمان مستقبلا. قصاصة من «الإيكونوميست تايمز البريطانية» التي تحدثت عن الأمير سعود الفيصل في قيادته للدبلوماسية السعودية. كما تناول عديد من المحللين وكتاب الرأي مستقبل هذه التغييرات وأثرها السياسي والاقتصادي والاجتماعي في بلد مثل السعودية. «الاقتصادية» في استعراضها معظم صحف العالم في مختلف البلدان من أوروبا والأمريكتين الشمالية والجنوبية إلى أقصى آسيا استعرضت ماهية هذه التغييرات كما تحدثت هذه الصحف كثيرا عن الشخصيات التي اختارها الملك سلمان للمرحلة المستقبلية المقبلة، مشيرة إلى أن المرحلة المقبلة تتطلب هذه التغييرات على المستويات كافة وستشكل ركيزة كبيرة للمؤشرات الاقتصادية والسياسية لبلد مثل السعودية بحجم إمكاناتها المختلفة، كما أثنت على هذه الاختيارات في تخصصها وعمرها ومدى قوة مسؤوليتها. قصاصة من صحيفة بيزنيس أنسدر الأمريكية في حديث عن الوزير عادل الجبير . كما أشادت معظم الصحف بتجربة الأمير سعود الفيصل السعودية في قيادة الدبلوماسية السعودية من خلال وزارة الخارجية خلال فترة تجاوزت نحو أربعة عقود من الزمان. قصاصة من صحيفة «الديلي نيوز» المصرية التي كتبت تقريرا عن أهمية الأمير محمد بن نايف في قيادته للأمن السعودي. جاء في مدخل حديث صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية في خضم حديثها عن التغييرات والقرارات الملكية في السعودية بقولها، رغم أن اهتمام العالم يركز على التغييرات الأخيرة في السياسة الخارجية السعودية، إلا أن التطورات في الداخل لا تقل عنها من حيث الأهمية. مع اقتران هذه التغييرات بتطور الأحداث في اليمن، فإنها عملت أيضا على تعزيز شعبية الملك سلمان ومكانته بين مواطنيه. قصاصة من صحيفة «الإندبندنت البريطانية» التي كتبت تقريرا» عن القرارات السعودية. رغم أن الأمير محمد بن سلمان أصبح وليا لولي العهد، إلا أنه احتفظ بمنصبه وزيرا للدفاع، ورئيسا للجنة المسؤولة عن الشؤون الاقتصادية والتنمية. كذلك يرأس الأمير محمد بن نايف، ولي العهد الجديد، لجنة مستقلة مسؤولة عن الشؤون السياسية والأمنية. كما وصفت الصحيفة الأمريكية واسعة الانتشار التي لها وضع مهم كبير من خلال صانعي الرأي العام الأمريكي اللجنة الاقتصادية الجديدة، بأنها أحدثت تغييرات لا يستهان بها في الطريقة التي يدار بها الاقتصاد السعودي، حيث إن الوزراء، الذين كان كل منهم في السابق يعمل فيما يشبه الإدارة المستقلة، أصبحوا الآن يعملون تحت رقابة اللجنة الاقتصادية، وتتم محاسبة ومناقشة كل من يقصر في عمله والمهام والمشاريع الكبيرة لوزارته، خاصة المتعلقة بخدمات المواطنين. قصاصة من صحيفة «ذي جارديان البريطانية» تتحدث عن التغييرات التي قادها الملك سلمان. قال خالد السويلم، الرئيس السابق لقسم الاستثمار في مؤسسة النقد العربي السعودي، وهو الآن زميل في مركز بيلفر للعلوم والشؤون الدولية في جامعة هارفارد في استطلاع للصحيفة عن القرارات الملكية: "يعلم كل وزير أن أداءه خاضع للمراقبة أكثر من السابق." وقال إن الأمير محمد بن سلمان "منخرط إلى حد كبير في الأمر، وهو يبحث عما هو جيد لبلاده، وليس ما هو جيد لوزارة بعينها". أما صحيفة "فاينانشيال تايمز" البريطانية المتخصصة اقتصاديا وماليا فتنقل حديثا مع حسن عسكري رضوي، أحد المعلقين الباكستانيين في الشؤون الأمنية عن قرارات الملك سلمان فيقول: "إن هذه القرارات، ولا سيما المتعلقة بولي العهد، تبدو أنها لم يسبق لها مثيل". "ونظرا لأنها جاءت في وقت لا تزال فيه الحملة على اليمن قائمة، فمن الممكن أن تكون لها علاقة حول أفضل السبل للتعامل مع القضية اليمنية ولكن في الوقت نفسه تخدم مصلحة السعودية اقتصاديا وسياسيا". قصاصة من «ذي تايمز أوف إنديا» التي تتحدث عن شخصية محمد بن سلمان . كما أن هذه القرارات جملة وتفصيلا تخدم السعودية في مواجهة التوترات الإقليمية المتعلقة بصراعات منفصلة محتدمة في كل من اليمن وسورية والعراق، وكذلك تساعد الرياض على زيادة تطويق نطاقها لمواجهة الإرهاب المستوحى من الجماعة المتشددة، وهي تنظيم داعش حيث نجحت أخيرا في إحباط مؤامرة من هذا التنظيم يريد أن ينشر بها الفوضى في عدد من المناطق السعودية. كما تحدثت الصحيفة عن التعيينات الأخرى، وتحدثت عن انتقال عادل فقيه، الذي كان وزيرا للعمل، حيث كان له الفضل في إدخال إصلاحات مهمة هدفت إلى تعزيز فرص العمل للمواطنين، وتوليه في هذه القرارات منصب وزير التخطيط والاقتصاد. قصاصة من صحيفة «ذي إيكونوميست تايمز» تتحدث عن التوجهات السعودية بقيادة الملك سلمان. أما قناة الجزيرة فقد بثت في تقرير مطول لها عن القرارات السعودية أن ولي ولي العهد الجديد لعب دورا رئيسا في حملة التحالف الجوية الذي تقوده السعودية في اليمن لمحاولة وقف تقدم المقاتلين الحوثيين، الذين تدعمهم إيران. وقال خليل جهشان، المدير التنفيذي للمركز العربي في واشنطن من فيرفاكس، ولاية فيرجينيا، إن هذا التعديل يشكل "تغييرا سياسيا على أكبر نطاق ممكن". وأضاف جهشان لقناة الجزيرة: "لم تعد المملكة العربية السعودية هي التي كنا نعرفها قبل بضع ساعات"، مضيفا: "إن هذه تغييرات متميزة ستكون لها انعكاسات ليس فقط على الصعيد المحلي، وإنما أيضا على الصعيد الدولي". قصاصة من صحيفة «ذي وول ستريت جورنال» الأمريكية وهي تتحدث عن تعيين خالد الفالح وزيرا للصحة. وتابع: "إن هذا يعد إجابة حاسمة جدا من الملك سلمان تعكس القرارات القوية منذ تسلمه زمام السلطة ومواقفه الحاسمة وسيطرته على الأمور السياسية في المملكة، واصفا هذه القرارات بأنها هي جوابه الذي لا لبس فيه". كما تناولت قناة سي إن بي سي قرارات الملك سلمان من فائدتها الاقتصادية، حيث أشارت إلى المرسوم الملكي، الذي تم بموجبه تعيين الرئيس التنفيذي لشركة أرامكو السعودية، خالد الفالح، وزيرا للصحة ورئيسا لمجلس إدارة أرامكو، وجعل وزير العمل عادل فقيه وزيرا للتخطيط والاقتصاد، ليحل محله مفرج الحقباني. وأشارت القناة إلى أن التعديلات الداخلية في المملكة تعمل عادة على تغيير أسعار النفط، لأن الاستقرار في السعودية، التي هي أكبر الدول المصدرة للنفط في العالم، يعتبر أمرا مهما للإمدادات العالمية. وذكرت أنه كان لتعيين الفالح أهمية خاصة لأسواق النفط، حيث إن منصبه الجديد كرئيس لمجلس الإدارة يعتبر منصبا كان يشغله وزير النفط المخضرم علي النعيمي، الذي بقي في منصبه. من جهتهم، قال المتداولون والتجار إنهم كانوا يراقبون من كثب من الذي قد يصبح الرئيس التنفيذي الجديد لشركة أرامكو. كما وصفت قناة فوكس نيوز هذه القرارات بأنها تأتي في الوقت الذي تواجه فيه السعودية المتحالفة مع الولاياتالمتحدة عددا من التحديات، تشمل إيجاد الملايين من فرص العمل لسكانها الذين معظمهم من الشباب، وأسعار النفط المتدنية التي جعلت الدولة تأخذ من الاحتياطيات المالية الضخمة، والتهديدات الأمنية سواء داخليا من قبل الجماعات الإرهابية أو خارجيا على طول حدودها مع العراق واليمن. ومنذ تولي الملك سلمان العرش بعد وفاة أخيه الملك عبدالله في كانون الثاني (يناير) الماضي، ترأس العاهل الجديد سياسات خارجية أكثر نشاطا، بما في ذلك الضربات الجوية بقيادة السعودية التي بدأت في آذار (مارس) ضد المتمردين الشيعة في اليمن، المعروفين بالحوثيين والخارجين عن السلطة الشرعية، الذين تدعمهم إيران. انضمت الرياض، في ظل الملك عبدالله، للتحالف الذي تقوده الولاياتالمتحدة لتنفيذ ضربات جوية على متطرفي تنظيم داعش في سورية ومساعدة المتمردين المسلحين الذين يسعون إلى الإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد، وهو حليف آخر لإيران. كما وصفت القناة أن الأمير محمد بن سلمان، الذي يشرف على ضربات السعودية الجوية في اليمن، سيبقى وزيرا للدفاع، بينما تم تعيينه أيضا في منصب ولي ولي العهد، ويترأس هو أيضا مجلسا ضخما ونشيطا يشرف على جميع القضايا الاقتصادية والتنمية.