قالت مصادر دبلوماسية خليجية إن السعودية ستعمل على استثمار نجاحها في عاصفة الحزم باليمن لتحريك الجبهة السورية والضغط على بشار الأسد للقبول بحل سياسي على قاعدة جنيف 2. وكشف مصدر خليجي ل"العرب" أن الرياض تمارس ضغطا عسكريا على نظام الأسد عبر مجموعات معارضة مقربة منها، وأن ذلك سيتم على مراحل. وتخطط السعودية لاستثمار هذه الضغوط من أجل ترجمتها إلى رسائل سياسية يتلقاها النظام السوري بعد كل مرحلة تصعيدية لجس نبضه ومدى استعداده لتقديم تنازلات جوهرية والقبول بتطبيق بنود مؤتمر جنيف2، وأهمها إقامة هيئة حكم انتقالية توافقية ما بين المعارضة والنظام. ويتم تشكيل الهيئة على مبدأ أن يحوز الأعضاء رضا الطرفين، وأنه من حق كل طرف استخدام فيتو لإقصاء أحد أعضاء الطرف الآخر، حتى يتم التوافق في النهاية على هيئة حكم مشتركة، تمهد الطريق لرحيل الأسد. وكشف المصدر عن إجراء تحضيرات لعقد مؤتمر في الرياض من أجل تشكيل الوفد التفاوضي للمعارضة، وقال إن عدد أعضاء الوفد سيتراوح ما بين 30 و40 من الشخصيات السورية التي تحظى بقبول شعبي، وذات صلة مباشرة بالكتائب المقاتلة على الأرض. وتريد السعودية العودة إلى الملف السوري بقوة خاصة بعد أن فشلت إيران في رد الفعل في اليمن لدعم الميليشيا المرتبطة بها، وما يسود من انطباع أن جهودها أنهكت بسبب تورطها في ملفات مختلفة في آن واحد. وكشفت مصادر مقربة من المعارضة عن اجتماعات سرية تعقدها في اسطنبول قيادات عسكرية لبعض الفصائل المقاتلة في سوريا، وبعضها مقرب من السعودية وقطر وتركيا. ومن أبرز الشخصيات الحاضرة زهران علوش قائد ما يعرف ب"جيش الإسلام" الذي يسيطر على مساحات كبيرة من غوطة دمشق، بالإضافة إلى قيادات من جيش الفتح وأحرار الشام. وقالت المصادر إن تحضيرا يجري لتحرك عسكري أشمل لإرباك القوات الحكومية على أكثر من جبهة. وتعمل هذه الدول على إعطاء دفعة للائتلاف السوري المعارض بعد أن عملت روسيا على إضعافه وفتح قنوات تواصل مع مجموعات من معارضة الداخل في سعيها لخلق بديل عن جنيف 2. والتقى أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني في الدوحة أمس خالد خوجة، رئيس الائتلاف السوري المعارض والوفد المرافق له. واعتبر مراقبون أن من نتائج عاصفة الحزم في اليمن أن دولا مثل الولاياتالمتحدة أصبحت تحسب حسابا للموقف السعودي، وأنه من المنتظر أن يكون للأمر تأثير على الموقف في سوريا، وأن واشنطن ربما تعيد تقييم موقفها الباهت تجاه الثورة السورية.