قال الكاتب الصحفي المصري محمد حسنين هيكل، إن الاتفاق النووي بين الدول الكبرى وإيران هو ما عجل بعملية عاصفة الحزم وكان بمثابة الصدمة للكثيرين. وقال هيكل في مقابلة مع الإعلامية لميس الحديدي على قناة "سي بي سي"، إن قيادات الخليج التي دخلت في "مود" أن العدو إيران ومن خلفهم الشيعة، يخوضون المعركة وهم مطمئنون بسبب العقوبات التي تفرضها أمريكا على إيران، وهم بشكل ما يعتبرون ذلك سندا يمكن الاطمئنان إليه في هذه اللحظة، لكن أوباما رفع هذا السند بالتحدث مع إيران ومحاولة تسوية الخلاف معها، وذلك كان بمثابة الصدمة لكثيرين. وأضاف أن هناك أطرافا قررت التصرف بالقوة المسلحة، ووجدت أن حبال الصبر ضاقت، وأن الوضع لم يعد مقبولا، وقررت أن تتصرف منفردة. وعلى صعيد القوة العربية المشتركة قال هيكل في الماضي، إنه "كانت لديك جبهة واحدة هي جبهة الصراع العربي-الإسرائيلي، وكان هناك هدف مشترك لكل الدول العربية، ولديك أسلحة متفق عليها من الجميع، سواء أكنا نتحدث عن قوات برية وسلاح مدرعات أم طيران وحرب من نوع مختلف تنتمي للقرن الماضي.. لكن اليوم أنت أمام عصر تضاريسه مختلفة، مناخاته مختلفة، وأسلحته يجب أن تختلف، وفي اعتقادي أن "عاصفة الحزم" قد لا تفي بالغرض". وأشار إلى أن أفضل شيء فعلته هذه الدول حتى الآن، أنها لم تشتبك بريا، و"قلت سابقا إن السلاح يلعب دورا، لكنه لا يحل كل المشكلة. السلاح يلعب دورا في القوة بمعناها الشامل وفي أداء القوة بالقدر الذي تمكنه وسائله منه، لكن إلى الآن ليست هناك قيادة عربية مشتركة. كل ما نراه هو ضرب بالطائرات". ولفت إلى أن "القوة العربية القديمة كانت أمامها حرب بوسائل تقليدية وبأهداف معروفة وجبهة محددة، ولدينا خرائط. هذا كان موجودا، هذا هو الصراع العربي-الإسرائيلي، لكن أين الجبهة الآن؟ صعدة مثلا هي عاصمة الحوثيين والحوثي، هناك ادخلي واحتلي صعدة". وأوضح أن القوة العربية المشتركة "لا يمكن أن تواجه داعش، فأين ستذهب؟ إلى سوريا أم العراق الذى تحكمة قيادة شيعية؟ أرجوكم فهموني ماذا تريدون أن تقولوا؟ لابد أن تتضح ميادين القتال في عقولنا أولا؟ فأين سنحارب بالضبط؟ نتحدث عن ماذا في هذه اللحظة؟ نتحدث عن اليمن، وموضوع داعش والشام والعراق قضية لها مواصفات أخرى..". السؤال يكون: "ما الذي أواجهه؟ وكيف أفعل؟ وما هي مقاصدي في النهاية وما هي أسلحتي؟ في الاستراتيجيات ونحن نتحدث عنها، ينبغي أن نقول: متى أستطيع أن أحدد أهدافي؟". وعلى صعيد الحالة المصرية قال هيكل إن "الحقائق على الأرض تؤكد أن هناك وضعا اقتصاديا واجتماعيا مختلا يحتاج إلى إصلاح وقوى شبابية كثيرة، تحتاج لأن تدخل وتشارك.. وأزمة الخليج جعلت هناك مشكلتين، أولها أنك لا ترين أن ما يجري على أرضك جزء من شيء متغير في العالم وخطوط المواجهة، والأمر الثاني هو الفريق، وأعتقد أن الرئاسة لم تعبئ طاقة القدرة في هذا المجتمع ولم تستعملها"، على حد وصفه. وشدد هيكل على أن أمن الخليج جزء لا يتجزأ من أمن مصر، و"الخليج بالنسبة لنا قضية في منتهى الأهمية، ليس لأنها تعطي أموالا، لكن من جهة الموقع الاستراتيجي القريب والقريب من نقاط الارتكاز". وقال: "ليس لدينا مشكلة في التواجد في حماية حدود السعودية وهناك جزء مهم جدا وهو الطمأنينة، ولا أريد حربا في اليمن بالتأكيد. وأنا أعرف طبيعة اليمن بالتحديد، لكن أريد أن أقول: إذا تواجدت لك قوات فالمطلوب هو بعث رسالة طمأنينة تزيد قليلا على رسائل الود". وأضاف: "ليس لدى مانع في ذلك، لكن هناك شرطا أن تكون قواعد الاشتباك محددة. ورأيي الشخصي: لا أعارض القوات البرية لكني لا أريد للسياسة المصرية أن تخطو بأسرع مما هي مستعدة له. لابد أن تسارع بنفسها في الاستعداد لأن الكلام والمراوحة في الكلام قد يثير..". https://youtu.be/_wI1P6iP4Uw