قال سفير السعودية لدى لبنان علي بن عواض عسيري إنه تلقى اتصالًا هاتفيًا اليوم من وزير الإعلام اللبناني رمزي جريج أعرب فيه عن اعتذاره لما تخللته المقابلة التي نقلها تلفزيون لبنان الرسمي أمس مع الأمين العام لحزب الله من "إساءة إلى المملكة ومواقف لا تعبر عن الإعلام اللبناني الرسمي الذي يمثله تلفزيون لبنان". وأكد الوزير اللبناني للسفير السعودي- بحسب وكالة الأنباء السعودية الرسمية- "حرص المؤسسات الإعلامية اللبنانية الرسمية على تقدير السعودية واحترام قيادتها ومسؤوليها ووعد بإجراء تحقيق داخلي لمحاسبة المسؤولين ومنع تكرار مثل هذه الأمور". كما تلقى عسيري – بحسب المصدر ذاته- عددًا من الاتصالات المماثلة من وزراء في الحكومة اللبنانية ومسؤولين سياسيين وإعلاميين (لم تسميهم) استنكروا خلالها خطوة تلفزيون لبنان الرسمي. وأكد المسئولون أن الإعلام والإعلاميين اللبنانيين يقدرون عاليًا المواقف النبيلة التي اتخذتها المملكة تجاه لبنان وشعبه ولا تزال ويرفضون أي إساءة توجه لها من أي جهة. يذكر أن التلفزيون اللبناني الرسمي قام ببث المقابلة التي اجرتها قناة الإخبارية السورية التابعة لنظام بشار الأسد، مع الأمين العام لحزب الله اللبناني، حسن نصر الله، مساء أمس، فيما تعد المرة الأولى التي ينقل فيها التلفزيون الرسمي حوار من قناة أخرى مع الأمين العام لحزب الله. وفي مقابلة مطولة مع قناة الإخبارية السورية، قال نصر الله، إن "الهزيمة السعودية والانتصار اليمني في غاية الوضوح، وهذا سيكون باب فرج لكثير من حكومات المنطقة وستكون (الهزيمة) كبيرة جداً وستترك انعكاسا على أوضاعها الداخلية وعلى العائلة المالكة (في السعودية) وكل المنطقة"، حسب تعبيره. وقال نصر الله إن "السعودية تريد السيطرة على اليمن بعد فقدانه، والحديث عن هيمنة إيرانية على اليمن حكي فاضي (كلام) ليس له أساس من الصحة". ويشهد اليمن فوضى أمنية وسياسية، بعد سيطرة الحوثيين على المحافظات الشمالية منه وفرض سلطة الأمر الواقع، مجبرة السلطات المعترف بها دوليا على الفرار لعدن، جنوبي البلاد، وممارسة السلطة لفترة وجيزة من هناك، قبل أن يزحف مقاتلو الجماعة، المحسوبون على المذهب الشيعي، باتجاه مدينة عدن (جنوب) وينجحون في السيطرة على أجزاء فيها من ضمنها القصر الرئاسي. ومنذ 26 مارس/ آذار الماضي، تواصل طائرات تحالف تقوده السعودية، قصف مواقع عسكرية لمسلحي جماعة "الحوثي" ضمن عملية "عاصفة الحزم"، التي تقول الرياض إنها تأتي استجابة لطلب الرئيس عبد ربه منصور هادي بالتدخل عسكرياً ل"حماية اليمن وشعبه من عدوان الميليشيات الحوثية.