قال مسؤول حوثي يوم الأربعاء إن السعودية تحاول الايقاع بين خصومها الحوثيين وبين حليفها الرئيسي علي عبد الله صالح رئيس اليمن السابق في إطار حملتها العسكرية ضد الجماعة الشيعية التي تسيطر على معظم اليمن. وصمدت جماعة الحوثيين المسلحة المتحالفة مع ايران امام سبعة ايام من الغارات الجوية التي تقودها السعودية وواصلت التقدم على عدة جبهات مع دعم مهم من وحدات للجيش مؤيدة لصالح. وقال محمد البخيتي عضو المكتب السياسي لحركة الحوثيين إن السعودية تسعى في نهاية الأمر إلى فض تحالفهم وتحريض صالح على الانقلاب على الحوثيين محذرا من أن الحاكم المستبد السابق المخضرم "سينتهي" اذا حاول عمل ذلك. وقال البخيتي لرويترز عبر الهاتف من صنعاء "السعودية هم الذين دعموا صالح 35 سنة. الآن رفض يقاتلنا." واضاف أن صالح "لا يقاتلنا حبا فينا لكن خوفا." واستولى صالح على السلطة في انقلاب عام 1978 واستمر في الحكم ثلاثة عقود من خلال استخدام مزيج من القوة والدهاء في التعامل مع طيف من الجماعات المسلحة القبلية والانفصالية والمتشددة في اليمن. وحارب الحوثيين من 2002 حتى 2009 قبل أن يترك المنصب بسبب احتجاجات شوارع على حكمه ضمن الربيع العربي. ويقول محللون إنه ساند الحوثيين على مدى شهور فساعد على منع اي مقاومة جادة من الجيش حين سيطروا على العاصمة صنعاء في سبتمبر ايلول واستخدم الهيمنة المستمرة لحزبه في البرلمان ليضعف خلفه عبد ربه منصور هادي. ويعتقدون أن هدفه النهائي هو مساعدة الحوثيين على هزيمة اعدائهم المشتركين ثم يستخدم قاعدته السياسية الكبيرة لبناء دور كصاحب نفوذ قبل أن ينقلب على الجماعة المتمردة وينصب ابنه أحمد علي صالح رئيسا. ودعا صالح إلى انهاء القصف السعودي وتعهد مقابل ذلك بألا يسعى هو أو اي فرد من عائلته للفوز بالرئاسة. لكن الرياض صمت آذانها عن مناشداته في العلن على الأقل. وقال البخيتي "الآن صالح في موقف محرج." وتابع "هم يطلبون منه أن يقاتلنا وأن يشتغل ضدنا لكن اذا قام بأي حركة ضدنا.. ينتهي." وقاتل الحوثيون بالفعل شخصيات قبلية وعسكرية كبيرة واضطروها للفرار الى المنفى. ولم يقل البخيتي كيف حاولت السعودية قلب صالح ضد الحوثيين. ويقيم هادي حاليا في العاصمة السعودية الرياض في حين يحاول مؤيدوه وهم مزيج من القبائل السنية والانفصاليين المسلحين من معقله في جنوب اليمن مقاتلة الحوثيين. ولم توقف الحملة الجوية التي تقودها السعودية وتدعمها تسع دول أخرى تقدم الحوثيين مما دفعهم للاعتقاد بأن التدخل البري وشيك. وقال البخيتي "نتوقع ان يكون هناك غزو بري لليمن خصوصا بعد أن سقط عملاء التحالف... من مواقعهم.. فلا يمكن تثبيت شرعية هادي إلا بوضع القدم." وافاد البخيتي أن المحادثات التي تدعمها الأممالمتحدة بين الفصائل اليمنية بشأن الانتقال السياسي في البلاد توقفت منذ بدء القصف ولم تطرح مبادرة جديدة لاستئنافها. وذكر ان الحوثيين منفتحون على استئناف المحادثات طالما لا يشارك هادي او يعود كرئيس وهو شرط يتناقض مع هدف الرياض المعلن للحرب. وقال البخيتي "لو صدقت النوايا لدى كل القوى السياسية فسيتم التوصل لاتفاق لتنصيب رئيس توافقي وكذلك حكومة الشراكة." واضاف "وجود هادي كطرف في الحوار مرفوض لأنه هو اصبح بندا على طاولة المفاوضات وليس طرفا. هناك بعض الاطراف تراهن على عودته لكن نحن نرفض."