تسعى مصر بالتنسيق مع السعودية إلى تجفيف منابع الحوثيين في شمالي اليمن، من خلال منع انسياب الإمدادات الإيرانية العسكرية والمالية للمتمردين، وتقديم الدعم السياسي والمعنوي للحكومة اليمنية لدحر التمرد الذي يسعى إلى إعادة حكم الإمامة الذي أطيح به من اليمن في مطلع ستينات القرن الماضي. وبحسب المصريون فقد كان ملف الدعم العسكري الإيراني واستخدام بعض الموانئ الاريترية لإيصال الدعم العسكري للحوثيين على رأس الأجندة التي حملها أحمد أبو الغيط وزير الخارجية واللواء عمر سليمان رئيس المخابرات العامة المصرية خلال زيارتهما لإريتريا. وتبذل القاهرة والرياض محاولات لإقناع أسمرة بعدم التدخل في الشئون اليمنية أو تقديم أي دعم للمتمردين، عبر السماح لإيران بإيجاد موطئ قدم لها في ميناء مصوع، والعمل على إيصال مساعداتها للحوثيين. وكان قد تم الكشف مؤخرا عن قيام الملحق الثقافي الإيرانيبالقاهرة بتجنيد بعض طلاب اليمن الدارسين في مصر وإرسالهم إلى طهران، فيما اعتبرته السلطات اليمنية دليلا إضافيا على وجود دعم إيراني للحوثيين في صعدة. وستسعى مصر والسعودية خلال الفترة القادمة لتجفيف مصادر الدعم للمتمردين الحوثيين، بعد فشل المبادرات السابقة في إنهاء المواجهات التي اشتعلت مجددا منذ شهور، لاسيما وأن هذا السيناريو قابل للتكرار في عديد من الدول العربية، وهو ما يثير حفيظة القاهرة والرياض على حد سواء. من جانبه، اعتبر السفير مصطفى عبد العزيز مساعد وزير الخارجية السابق للشئون العربية أن استياء القاهرة والرياض من تمرد الحوثيين باليمن أمر طبيعي، وقال إن سعيهما لإنهاء هذا التمرد يأتي لإدراكهما بأنه يمثل أداة من أدوات إيران بالمنطقة. واعتبر إن الزيارة التي قام بها وزير الخارجية أحمد أبو الغيط واللواء عمر سليمان رئيس المخابرات العامة المصرية لأسمرة وصنعاء جاءت في سياق الدعم السياسي لليمن والعمل على دعم مساعيه لإنهاء التمرد في أقرب فرصة.