رصدت عدة أجهزة استخباراتية في المنطقة "اجتماعاً سرياً رفيع المستوى"، عُقد داخل الأراضي اليمنية، بين مسؤول الحرس الثوري الإيراني، وقياديين من حزب الله اللبناني، مع المتمردين الحوثيين في اليمن، بهدف تنسيق العمليات المشتركة، ووضع خطة لتصعيد الموقف العسكري على الحدود اليمنية السعودية. وكشف مصادر مصرية وعربية، طلبت عدم تعريفها نظراً لحساسية موقعها، وكون هذه المعلومات مستقاة من مصادر استخباراتية موثوق بها، أن الاجتماع الذي عقد الشهر الماضي، بالفعل، يعتبر أبرز دليل على تورط إيران المباشر في دعم الحوثيين ماديا وعسكريا ولوجستيا، بحسب ما نقلت صحيفة "الشرق الأوسط" اللندنية، الأحد 13-12-2009. ولفتت المصادر إلى أن تلقي الحكومة اليمنية معلومات عن التئام هذا الاجتماع دفعها لرفض استقبال وزير الخارجية الإيراني منوشهر متكي، للمرة الثانية، بعدما سبق أن اعترف ضمناً، بعلاقات إيران مع المتمردين الحوثيين. وكانت السلطات اليمنية أحبطت أخيراً، عدة محاولات قامت بها سفن إيرانية لا تحمل أي شارة رسمية لتهريب أسلحة وعتاد عسكري للمتمردين الحوثيين عبر السواحل اليمنية. واستغربت المصادر إعلان مسؤول أميركي بارز عدم حصول بلاده على أي دليل على تورط إيران في دعم التمرد الحوثي في اليمن أو تدخلها في الشؤون الداخلية اليمنية. مشيرة إلى أن وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي.آي.إيه) على علم بتفاصيل هذا الاجتماع عبر علاقاتها مع عدة أجهزة أخرى معنية بالمنطقة. وكانت المصادر تعلق ل"الشرق الأوسط" على تصريحات منسوبة لجيفري فيلتمان مساعد وزيرة الخارجية الأميركية لشؤون الشرق الأدنى مفادها أنه ليس لديه أي دليل على أن إيران تدعم المتمردين. وقال فيلتمان في مؤتمر أمني إقليمي في البحرين "تحدث العديد من أصدقائنا وشركائنا إلينا عن احتمال وجود دعم خارجي للمتمردين الحوثيين وسمعنا الافتراضات عن الدعم الإيراني للحوثيين". وأضاف: "لكي أكون صريحا ليست لدينا أي معلومات مستقلة عن هذا الأمر". في الوقت ذاته، قال رئيس مجلس الأمن القومي اليمني (الاستخبارات) علي محمد الأنسي، ومدير مكتب الرئيس اليمني، على هامش حوار المنامة، إن "هناك أدلة على تدخلات إيرانية في الحرب مع الحوثيين، لكن لا نستطيع إعطاء تفاصيل الأدلة للإعلام". وقال الأنسي: "إن سفينة الأسلحة التي ضبطها اليمن في أكتوبر (تشرين الأول) ذاهبة إلى الحوثيين كانت إيرانية، وهناك دلائل على أنها كانت قادمة من إريتريا". واتهم الأنسي أيضا تنظيم القاعدة بدعم المتمردين الحوثيين.