نفى تنظيم جبهة النصرة المعلومات التي أوردتها وكالة "رويترز" عن التقاء زعيم التنظيم أبو محمد الجولاني عدة مرات بمسؤولين استخباراتيين في قطر ودول خليجية أخرى بهدف أخذ الدعم منهم بعد الانفصال عن تنظيم القاعدة. وأوضحت "النصرة" خلال بيان نشرته شبكة "المنارة البيضاء" الإعلامية أن تقرير "رويترز" احتوى على العديد من الأكاذيب والتناقضات، وأضاف البيان: "فوجئت جبهة النصرة قيادةً وأفراداً بكم الأكاذيب والتلفيقات التي احتواها الخبر، والتي لا أساس لها من الصحة بتاتاً". وعللت جبهة النصرة اتهامها لرويترز بالتناقض بالقول: "تارة يصفون النصرة بالضعف والتشرذم وفرار القادة والمقاتلين، وتارة يصفونها بالنفوذ والسيطرة والقدرة على حل الجماعات الأخرى". وبلهجة مستاءة من الوكالة العالمية قالت "النصرة": "اكتفى محررو الخبر بقولهم: قالت مصادر، ولا غرابة في ذلك حيث تم تحرير الخبر في لبنان والدوحة بمنأى عن الساحة الشامية ومراسلي الميدان، بينما لم تكلف رويترز نفسها أن تستفسر عما أوردت من أخبار من مصادر جبهة النصرة المعروفة على الأرض اسماً ورسماً، التي يعلمها جميع المراسلين الميدانيين ويستقون منها أخبارهم". وعاد البيان لتكرار النفي عن عقد لقاءات مع مسؤولين خليجيين، أو طلب التمويل منهم، مشيراً إلى أن ذلك يتنافى مع المبادئ التي قامت عليها جبهة النصرة. ورغم نفي البيان لعقد أي لقاء مع جهات خليجية، إلا أنه لم يتطرق لحديث "رويترز" عن قرب فك الارتباط بين جبهة النصرة وتنظيم القاعدة، مما يعزز التساؤلات بشأن صحة تلك الأنباء. بدوره نفى الحساب الجهادي الشهير "مزمجر الشام" الذي أجرت مُعدّة صحفية في "رويترز" حواراً معه، الأنباء التي وردت في التقرير قائلاً: "تقرير رويترز جاء على خلاف ما ذكرناه لمراسلة الوكالة فيما يخص الدور القطري، فأثبت التقرير أن هدفه خدمة مشروع سياسي وليس تحري المهنية والصدق". وأضاف مزمجر: "الأنباء التي تشاع عن سفر الجولاني أمير جبهة النصرة لقطر، أو عن اجتماعات تتم بينه وبين مسؤولين قطريين تثير السخرية، وتقف خلفها أطراف حاقدة". وكانت وكالة "رويترز" نشرت قبل أربعة أيام تقريراً حول احتمال فك "النصرة" ارتباطها مع "القاعدة"، جاء فيه أن قطر تريد صناعة قوة ضاربة من جبهة النصرة بما يتوافق مع مصالحها، وهي إسقاط نظام الأسد، والقضاء على تنظيم الدولة، وفقاً للوكالة.