سحبت هئية الغذاء والدواء التي تعمل تحت مظلة وزارة التجارة من الأسواق السعودية 3 أنواع من منتجات مياه الشرب المعبأة مصنعة محليا تجاوزت الحد المسموح فيه من مادة البرومات التي تسبب السرطان إذا ما تم التحكم في كميتها. وحذرت الهئية اليوم المستهلكين من شراء هذه المنتجات والتخلص منها ممن لديهم هذه النوعية من المنتجات، وهي 3 منتجات من مياه الشرب المعبأة بعد سحب عدد من العينات لتقييم مدى مطابقتها للمواصفات القياسية السعودية، وثبت للهيئة تجاوز الحد الأعلى من مادة البرومات. والمنتجات التي يعود تصنيعها لشركتين سعوديتين هي "مياه الشرقية المنتجة من قبل شركة المياه العذبة المحدودة في الدمام "شرق السعودية" ومياه قباء ومياه ندى المنتجة من شركة المدينة للمياه والعصائر المحدودة. وذكر الدكتور رضوان الرشيد متخصص كيمائي أن لكل مادة مطهرة مزايا وعيوب، و التعقيم بالاوزون يمكن أن يؤدي الى تكون مركبات جديد قد تكون ذات أثر صحي غير جيد، مثل تكوين مركبات عضوية كيتونية واخرى يدخل في تركيبها البروم ومركبات أخرى غير عضوية وذلك نتيجة لتفاعل الاوزون في وجود ايون البروميد تحت ظروف معينة ومنها البرومات. وتعد البرومات ( -BrO3)من اهم هذه النواتج الجانبية نظرا لتاثيرها الصحي السيء حتى في التراكيز المتدنية جدا (إحتمالية نشوء سرطان لدى حيونات التجارب في حال إستهلاك مياه تحتوي على البرومات بتراكيز عالية لمدة طويلة). حيث وضعت منظمات عالمية مثل منظمة الصحة العالمية، وحماية البيئة الامريكية، ودول المجموعة الاوربية حدودا عليا يجب عدم تجاوزها وهي 10 ميكروجرام/لتر وحيث أن مادة البرومات Bromate لا توجد في المياه بصورة طبيعة بل تعد دخيلة عليها نتيجة لتكونها اثناء التفاعل لذا يجب التحكم في ظروف تكونها للوصول إلى المستويات المقبولة محليًا وعالمياً. وقال أنه يجب إتخاذ تدابير معينة لهدف تعقيم المياه للقضاء على البكتيريا وأكسدة المواد العضوية مع عدم تكوين تراكيز عالية من مادة البرومات الضارة صحيًا. ويتجاوز عدد مصانع المياه المنتجة لمياه الشرب المعبأة في السعودية 56 مصنعاً منتجاً ويعمل بها 3624 عاملا، وتستثمر 1057.81 مليون ريالاً، ومرخص لها في الطاقة الانتاجية السنوية 3.09 مليون طنا. وقد توطنت تلك المصانع في 28 مدينة، بنمط الانتشار لغالبيتها ونمط التجمع لثلثها في ثلاثة مدن هي الرياضوجدةوالدماموالمدينةالمنورة . وتعد غالبية مصانع تعبئة المياه في المملكة متوسطة الحجم سواء في رؤوس الأموال المستثمرة أو في أعداد الأيدي العاملة، في حين أن أقلية منها (12%) تعتبر كبيرة الحجم لنفس المعيارين. ويتوقع ان تنمو وتتطور هذه الصناعة لتصل إلى 75 مصنعا في عام 1441 ه ( 2021م). لهذا تنصح الدراسة أن تتوطن وتتوزع تلك المصانع المستقبلية في المدن بالمناطق الشمالية والجنوبية للسعودية مع تطوير الصناعة القائمة.