بدأت شركة (Google) المالكة لموقع (يوتيوب) بمحاصرة نجوم وبرامج شركات الإعلام الجديد بالسعودية، بعد أن قامت بتغيير سياسة الإعلانات المدفوعة لمنتجات صانعي المحتوى، الذي بموجبه لن تستطيع برامج وقنوات اليوتيوب بالسعودية عرض أي رسائل إعلانية أو عروض رعاية أو معلنين في مقاطعها وبرامجها التي تعرض بشكل دوري على مواقع التواصل الاجتماعي. وعممت (Google) مطلع الأسبوع الجاري بياناً على شركات وبرامج الإعلام الجديد، أكدت فيه أنه يُمنع وبشكل قاطع على منشئي المحتوى عرض أي رسائل إعلانية أو عروض رعاية أو معلنين أو فواصل تسويقية في مقاطع الفيديو خاصتهم. وأشار البيان إلى أن شركة "يوتيوب" - في حال حدوث هذا الانتهاك - لها الحق في إزالة مقاطع الفيديو وفرض العقوبات اللازمة على حساب القناة القائمة بالتحميل. وتعتمد غالبية برامج "يوتيوب" بالسعودية على الرعاة والمعلنين في إنتاج برامجها وفقراتها المختلفة؛ إذ ساهم الرعاة في انتعاش ظاهرة الإعلام الجديد بالسعودية، عبر دعمهم القنوات المتنوعة، وذلك بعد وجدوا في برامج يوتيوب ضالتهم المنشودة للاستفادة منها بتوسيع قاعدة عملائهم، وزيادة الوعي بعلامتهم التجارية، في ظل تحقيق تلك البرامج ملايين المشاهدات في أوساط الشباب. وأوضح ياسر عبده، منسق المبيعات بشركة "يوتيرن" لإنتاج محتوى اليوتيوب، أن (Google) كانت تتلقى عائدها المالي من برامج اليوتيوب عبر الإعلانات الشفافة التي تظهر أسفل الفيديو، إضافة إلى الإعلانات القابلة للتخطي، فيما كان عائد إعلانات ما قبل تشغيل الفيديو التي تستغرق 5 ثوانٍ، وتتضمن العلامة التجارية للجهة الراعية، من حق صاحب المحتوى، إلا أنه بعد تغيير (Google) سياسة الإعلانات لن تتمكن برامج الإعلام الجديد من عرض أي رسائل إعلانية؛ وهذا ما سيدفع المعلنين للتواصل مباشرة مع (Google)؛ ما يعني عائداً مادياً أقل للمبدعين ونجوم وناشري المحتوى على اليوتيوب، وهو ما يهدد وجودها في الساحة. من جهته، قال عبد الرحمن الرامس، مؤسس وشريك بشركة "القبة" لإنتاج محتوى اليوتيوب، إن إجراء شركة (Google) كان متوقعاً، ولاسيما بعد أن ظهرت في السنوات الأربع الأخيرة برامج سعودية شبابية متعددة على موقع يوتيوب، فاقت مشاهداتها الملايين؛ وهو ما شكل حافزاً لاحتكار الإعلانات من قِبل يوتيوب. وأكد الرامس أن برامج اليوتيوب بالسعودية لن تتوانى في إيجاد بدائل مناسبة للتواصل مع جمهورها، ولاسيما أن الخيارات متجددة وغير منتهية. وشبّه الرامس برامج الإعلام الجديد بمركز تجاري يقع على شارع رئيسي يعجّ بالمتسوقين، وفي حالة إقفال هذا الشارع قطعاً سينتقل المركز إلى شارع آخر. يُشار إلى أنه منذ العام 2011 بدأت ظاهرة "الإعلام الجديد" في السعودية بالبروز؛ إذ ظهرت برامج منوعة في موقع "يوتيوب" العالمي، حقق نجومها وهجاً وشهرةً وملايين المشاهدات، فضلاً عن رفعهم سقف الخطاب الإعلامي، إلا أن هذا الوهج بدأ في التلاشي إثر بدء انتقال هؤلاء النجوم نحو قنوات التلفزيون الخاصة والحكومية، والتعاقد معها بوصفهم مقدمي برامج أو في إعلاناتها التجارية، في حين ظلت برامج يوتيوب الشهيرة شبه خالية من أبطالها إلا من برامج متقطعة تُعرض دون انتظام.