توجهت العديد من الشركات بالمملكة إلى موقع اليوتيوب بعد أن بات بيئة خصبة لجذب الإعلانات والتسويق لها وذلك لأن المملكة تعد الأولى عالميا في مشاهدة الفيديو عبر اليوتيوب، كما من المتوقع أن تنمو نسبة المشاهدة 10 أضعاف بحلول عام 2020. وقال عبدالله عبدالرحمن أحد المهتمين والمتابعين لبرامج اليوتيوب أن هذه البرامج والقنوات استطاعت في فترة بسيطة جدا أن تتحول من مجهودات فردية إلى شركات ومؤسسات استثمارية جلبت لنفسها عددا من المعلنين ليتكفلوا بتمويل البرنامج ومساعدتهم على الإنتاج وجني ربح مجز مقابل ظهور شعار المعلن لبضعة دقائق أو تصوير لقطة مشابهة لإعلانات التلفزيون في المقدمة، لكن يبدو أن هذه الأرباح والفرص الاستثمارية بدأت تنخفض بين فترة وأخرى ما جعل هذه القنوات تدخل مرحلة الخطر والسبب في هذا الانخفاض أن القنوات التلفزيونية لم تقف مكتوفة اليدين أو تكتفي بالمشاهدة فحسب، ولم ترضى بأن تكون خارج هذه اللعبة، بل أحبت أن يكون لها نصيب الأسد من هذا النجاح والانتشار، فقامت باقتحام اليوتيوب بميزانيات خيالية تفوق ميزانية أصحاب القنوات في اليوتيوب المتواضعين في تجهيزاتهم وميزانياتهم التي غالبا تكون اجتهادات شخصية. وأشار أن موقع اليوتيوب اصبح بيئة خصبة حاصدة للمردود المادي والفرص الاستثمارية الربحية لنجوم تلفزيون المستقبل، وهذا ما نراه في قنوات اليوتيوب السعودية التي تختلف اهتماماتها، فمنها التقنية والتعليمية والدينية والكوميديا الساخرة إلا أنها اتفقت أنها بيئة إعلانية رخيصة الثمن مقارنة بالقنوات التلفزيون التقليدية. وقال الخبير التقني احمد السالم أن الانترنت الآن اصبح منافس شرسا لقنوات التلفاز ومنذ بداية ثورة برامج اليوتيوب، تهافت الكثير عليها وكانت تحمل أفكار ممتازة، وكانت بالتأكيد لا تحمل اعلانات، لكن التأثير الحالي تغير عند البعض، حيث أصبح الراعي لبرنامج معين قد يفرض على البرنامج التحدث عن منتجه دون النظر إلى المحتوى سواء كان يعجب الجمهور أم لا فأصبح الترويج للمنتج وليس للفكرة. أما الجانب الإعلاني والتسويقي فقد أكد السالم أن الاعلانات تدر على الشركة المنتجة الارباح التي وفروها للبرنامج ورواتب ومعدات للتصوير ومونتاج وهذا حق مشروع للاستثمار، فنحن الان نعيش في ثورة انترنت كبيرة ومربحة وهنالك الكثير من المواقع التي يزداد دخلها جراء العمل بالتسويق، وهو العصر الجديد الذي يجب أن نواكبه ولكن بذكاء شديد وحساس جداً، فالجمهور من حقة أن يشاهد الاعلان ومن حقة رفض مشاهدته، قد نفتقد لبعض طرق الاعلان الحديثة والتسويق التي لا تؤثر على المشاهد، ويجب أن نستشعرها من خبرات الشركات الناجحة وفي كافة المجالات حتى البرامج اليوتيوبية. وفي سياق متصل كشف تقرير شركة إريكسون حول الاتصالات المتنقلة عن ارتفاع معدلات حركة بيانات الفيديو عبر الهواتف المتحركة عشرة أضعاف لتشكل 55 بالمائة من إجمالي حركة بيانات الهواتف المتحركة في العام 2020. وكشف التقرير أن بيانات الفيديو تواصل سيطرتها على شبكات الهواتف المتحركة وهي تشكل من 45 إلى 55 بالمائة من إجمالي حركة البيانات على شبكات الجيل الرابع، مدفوع بشكل كبير بالاستخدام المتزايد لخدمات بث وتحسينات الفيديو المتوفرة في فيديو الهواتف المتحركة، ويبرز الفيديو بشكل متصاعد كجزء من تطبيقات الإنترنت الأخرى مثل الأخبار، والإعلانات، وعلى منصات التواصل الاجتماعي، وفي الوقت ذاته يعزز الوصول إلى محتوى الفيديو المتاح للعموم كتلك التي يقدمها موقع يوتيوب. كما تشهد الأجهزة المستخدمة لمشاهدة الفيديو حالة من التطور حيث وأصبح العديد منها مزوّد بشاشات أكبر تسمح بالحصول على جودة أفضل للفيديو، ما يؤدي إلى استهلاك بيانات الفيديو باستخدام كافة أنواع الأجهزة وبكميات أكبر، سواء في المنزل أو خلال التنقل، ويواصل القطاع الخاص في المملكة استكشاف قنوات تسويق جديدة عبر شبكات التواصل الاجتماعي، خاصة مواقع التواصل الرائجة مثل تويتر، ويوتيوب، وفيسبوك، ولينكد إن، باعتبارها الأقل كلفة والأكثر انتشاراً والأسرع وصولاً إلى العملاء، إضافة إلى التواصل المباشر معهم. وتستفيد الشركات والمؤسسات التجارية من تنامي شعبية شبكات التواصل الاجتماعي في المملكة وتعدد استخداماتها، في ظل انتشار خدمات الانترنت في المملكة وتوافرها للجميع، لاسيما عبر خدمات النطاق العريض التي سهلت الدخول إلى شبكات التواصل عبر أجهزة الهواتف الذكية، كما تبدو مؤسسات القطاعين العام والخاص والمنظمات الخيرية وغير الربحية أكثر حماساً اليوم للاستفادة من مواقع التواصل الاجتماعي، بفضل الميزات التي توفرها تلك المواقع، من حيث التواصل السريع مع الجمهور، وإطلاعهم على المستجدات، وتحري ردود الفعل والرد عليها خلال فترة زمنية قياسية، يبدو أن القنوات التلفزيونية ستواجه تحديداً مماثلاً، بسبب التوجه إلى الإعلان المرئي عبر الشبكات الاجتماعية، وبشكل كبير عبر موقع (YouTube) المتخصص في بث مقاطع الفيديو، والذي يعتبر من أكثر المواقع الإلكترونية جماهيرية وانتشاراً في المملكة، بتسجيله أكثر من 90 مليون مشاهدة يومياً حسب موقع جوجل الإلكتروني، لتصبح المملكة البلد الأكثر استخداماً لهذا الموقع على مستوى العالم.