يسعى فريق بحثي سعودي، بالتعاون مع مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية، إلى دراسة أهم العوامل البيئية المسببة أو المساعدة على انتشار المعاكسات من خلال تحليل اجتماعي ونفسي متكامل، بالإضافة إلى رصد أهم التداعيات والآثار الاجتماعية والنفسية والاقتصادية والأمنية المترتبة على المعاكسات. ويعتمد المشروع الذي تدعمه مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية على المنهج العلمي من خلال دراسة استطلاعية من المنظور البيئي المتكامل لأسباب هذه الظاهرة وآثارها وطرق الحد منها من خلال مجموعة من الإجراءات المنهجية المتكاملة. ويغطي المشروع، بحسب ما ورد في صحيفة "الوطن" السعودية، المناطق ال13 بالمملكة العربية السعودية، بينما تشتمل عينة المسح الاجتماعي على 400 من الذين تم ضبطهم في المخالفات الأخلاقية بواسطة هيئة الأمر بالمعروف بوصفها الجهة القائمة على التصدي لمن يقومون بالمعاكسات. وتشتمل الدراسة كذلك على استقصاء آراء 400 من الإناث العاملات والطالبات بوصفهن الفئة الأكبر المستهدفة من المعاكسات، بجانب 8 عينات فى دراسة الحالة تشمل الفئات الآتية بواقع 5 حالات لكل حالة من الآتي، عينة من القائمين بالمعاكسات، وعينة ثانية من الإناث المستهدفات، وعينة ثالثة من رجال الأمر بالمعروف، وعينة رابعة من رجال الأمن، وعينة خاصة من القضاة العاملين في هذا المجال، وعينة سادسة من سائقي الليموزين الذين يشاهدون بعض المعاكسات في الطريق، وعينة سابعة من العاملين في الأسواق ويشاهدون بعض المعاكسات وعينة ثامنة من خبراء التربية والاجتماع والخبراء في هذا المجال. ويتوقع أن تصل هذه الدراسة إلى نتائج تفيد عدداً من الجهات الرسمية المعنية، والتي من أبرزها وزارة الداخلية وهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ووزارة الإعلام والجامعات ومراكز البحوث. يذكر أن ظاهرة (المعاكسات) من الظواهر الاجتماعية التي تفاقم حدوثها في السنوات الأخيرة بين المراهقين من الجنسين وهي تحدث في مرحلة عمرية حساسة وهامة في الحياة وتكوين شخصية المراهق، وخاصة إذا كان المراهق يعاني من غياب الأب والأم داخل الأسرة وفقدانه للقدوة الحسنة في حياته وتركه بلا رعاية أو مراقبة، لذلك يحتاج المراهقون إلى تكثيف برامج النصح والتوجيه ومن الطبيعي أنه لا ينفصل دور البيت عن المدرسة فهما مكملان لبعضهما بعضاً. وأرجع باحثون أسباب ذلك إلى غياب التوجيه الأسري وتراجع الدور الأخلاقي في المدارس والجامعات، وتراجع الأدوار التربوية الأخلاقية في قطاعاتنا التعليمية فلم يعد أمام شبابنا وخاصة الطلاب في ظل غياب تلك المعطيات، بالإضافة إلى انتشار البطالة وقلة الأماكن التي يمكن أن يرتادوها لممارسة هواياتهم المختلفة، إلا التوجه نحو الممارسات المستهترة كالمعاكسة.