كشف ل"سبق" الدكتور عبدالله بن فلاح آل تركي الناهسي، وهو من مواليد منطقة أبها بتاريخ 7 / 7 / 1979م، وتحديداً في قرية يعراء شرق أبها ب 100 كم، تفاصيل قصة كفاحه، بدءاً من العمل حارس أمن بجامعة الملك سعود أثناء دراسته الجامعية، إلى أن أصبح أستاذاً جامعياً بعد نحو ثماني سنوات من الدراسة خارج السعودية. جاء ذلك عقب وسمٍ دشنه مغردون خلال اليومين الماضيين في موقع التواصل الاجتماعي تويتر، استعرضوا فيه حالة الدكتور الناهسي معتبرين أنها حالة فريدة، تعكس قصة كفاح مواطن، يعد نموذجاً مشرفاً للشباب السعودي الناجح، الذي اعتمد على صناعة نفسه حتى خط نجاحه في أضيق الظروف. يقول د. الناهسي: "نشأت بين ثمانية إخوة (خمسة أبناء، أحدهم من الأم وآخر من الأب، وثلاث بنات)، ودرست جميع مراحل التعليم العام بالقرية، الابتدائية بمدرسة التوفيق، والمتوسطة والثانوية في متوسطة وثانوية يعراء. ومررت خلال مسيرتي التعليمية في القرية بمواقف أثرت كثيراً في حياتي، أهمها وفاة والدي - رحمه الله -، وتحملي مسؤولية رعاية أهلي خلال المرحلة الثانوية". وأضاف: "انتقلت بعد الثانوية إلى الرياض للدراسة في قسم الدعوة والإعلام بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية في العاصمة الرياض وسط ظروف مالية صعبة؛ إذ كنت أدرس نهاراً، وأعمل ليلاً حارس أمن بالجامعة، ثم مسؤولاً للزيارات بسكن الطلاب، ثم نائب مدير أمن بأحد فنادق الرياض، حتى وصلت إلى مدير فرع شركة لتأجير السيارات في مطار الملك خالد الدولي". وأردف الناهسي: "انطلقت فكرة الدراسات العليا لدي من خلال حديث عابر لأحد زملائي من الحدود الشمالية عن الدراسات العليا في الجامعات الأردنية بحكم قرب سكنه من الأردن؛ لأنتقل إلى مرحلة دراسة الماجستير والدكتوراه في علم الفلسفة من جامعة اليرموك بمحافظة إربد بالأردن على الحدود السورية، وعملت خلالها أعمالاً كثيرة، أهمها رئيس ديوانية الأصدقاء السعوديين، ورئيس نادي الطلبة السعوديين بعمان، وكذلك مشرف وإداري لبيت الطالب السعودي بالأردن". وتابع: "بعد حصولي على الدكتوراه كان هاجسي الأول رفع مستواي في اللغة الانجليزية؛ وحاولت كثيراً للحصول على بعثة حكومية، إلا أني لم أجد سبيلاً لها. وقد التحقت شقيقتي ببرنامج خادم الحرمين الشريفين، وذهبت مرافقاً معها إلى كندا، وعدت للوطن بعد عامين لأعمل سائقاً لسيارة ليموزين، يملكها أحد أصدقائي لمدة ثلاثة أشهر، حتى تمكنت بفضل من الله من العمل أستاذاً بجامعة الملك سعود لمدة ثلاث سنوات، ثم كُلفت مديراً لمشروع عمادة السنة التحضيرية بجامعة الجوف لمدة عام، وذهبت بعدها إلى أمريكا لدراسة دورة في الموارد، وعدت الآن لأكمل مشواري في خدمة وطني".