أدت عملية إحراق تنظيم داعش للطيار الأردني، معاذ الكساسبة، إلى ردود فعل واسعة بين رجال الدين المسلمين والمحللين السياسيين، الذين ندد عدد كبير منهم بالواقعة، مؤكدين أنها تستند إلى فتاوى مجتزأة وهي بذلك فيها اعتداء على الذين نُسبت الفتوى إليهم. وهاجم الصحفي السعودي، جمال خاشقجي، مدير قناة "العرب" الإخبارية عملية إحراق الكساسبة وزعم منفذيها استنادها إلى أدلة دينية قائلا: "فتوى مجتزأة لابن تيمية لا تبرر جرأة بعض الصبية على شيخ الإسلام، اجتزاء غرائب الفتوى من كتب التراث تشويه للدين وجهل." وتابع خاشقجي بالقول: "الأكثر إيلاماً فيما فعلت داعش اليوم انها فعلته باسم الإسلام.. أعوذ بالله منهم ومن فعلهم وفكرهم ومن كل يتعاطف معهم أو يبرر لهم" في حين قال حسام محمد إن الفتوى المشار إليها "محددة بإطارها الزماني والمكاني فاستدلال داعش مكذوب والتطاول على شيخ الاسلام ادعاء وبهتان." من جانبه، انتقد الداعية السعودي المعروف، سلمان العودة، قتل الطيار الأردني بهذه الطريقة قائلا: "التحريق جريمة نكراء يرفضها الشرع أياً تكن أسبابها، وهو مرفوض سواء وقع على فرد أو جماعة أو شعب. ولا يعذب بالنار إلا الله." أما علي القره داغي، الأمين العام للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، الذي يقوده المرجع الروحي لجماعة الإخوان المسلمين الداعي يوسف القرضاوي، فقد علق بالقول: "داعش قتلت الرهينة الياباني البوذي ذبحاً وقتلت الأسير الأردني المسلم حرقا.. هم أقسى وأشد على المسلمين من قسوتهم على غير المسلمين !" وتابع القره داغي متسائلا: "داعش تعدم الطيار الأردني حرقاً وكأنهم يصورون فيلم أكشن !عقلية سادية تستلذ بالدماء !أين الإسلام وأخلاق الإسلام منهم ؟!"