لقي إعدام تنظيم الدولة الإسلامية للطيار الأردني معاذ الكساسبة حرقا، ردود فعل دولية وعربية واسعة، معتبرة أن ذلك يدل على "وحشية وهجمية التنظيم"، وواصفة عملية الإعدام بالبربرية. وقد أدانت العملية كل من الولاياتالمتحدة والأمم المتحدة وفرنسا وألمانيا وبلجيكا والجامعة العربية ومصر والسلطة الفلسطينية ودولة قطر. وقال الرئيس الأميركي باراك أوباما إن الشريط المصور الذي أظهر إعدام الكساسبة حرقا يوضح مدى "وحشية وهجمية تنظيم الدولة، ويعد مؤشرا على إفلاس أيدولوجيته". ونقلت مراسلة الجزيرة في واشنطن عن متحدث باسم البيت الأبيض قوله إن الرئيس أوباما أمر بتشكيل فريق لتحديد أماكن احتجاز الرهائن -خاصة الأميركيين منهم- لدى تنظيم الدولة في كل من سوريا والعراق, ووجه باستخدام كل الإمكانيات والسبل لتحقيق ذلك. من جهتها قالت المتحدثة باسم مجلس الأمن القومي برناديت ميهان في بيان صادر عن البيت الأبيض "ندين بشدة أفعال داعش، وندعو إلى إطلاق سراح جميع من تأسرهم"، معربة عن "تضامن" بلادها مع حكومة وشعب الأردن. بدوره قال المتحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية الأميرال جون كيربي إن إعدام الطيار الأردني حرقا يشكل هجمة صادمة, وتذكيرا للتحالف ليستمر في الضغط على تنظيم الدولة. وأضاف كيربي في لقاء مع الجزيرة أن العمليات العسكرية وحدها لن تكفي لتخليص المنطقة من تنظيم الدولة. وأدان الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون عملية إعدام الكساسبة بإحراقه حيا، معتبرا أنه "عمل مروع". وأعرب بان -كما قال المتحدث باسمه- عن "تضامنه مع الحكومة والشعب الأردنيين"، وحض على "مضاعفة الجهود لمكافحة الإرهاب والتطرف". كما أدان الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند في بيان صادر عن الرئاسة، ما أسماها عملية "الاغتيال البربرية" التي تعرض لها الكساسبة، وقدم تعازيه لعائلته وللشعب الأردني. وأعرب وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير عن مواساته لعائلة الكساسبة، وقال "نحن مصدومون بشكل عميق من مقتل الطيار الأردني على يد جحافل الإرهاب البربرية لتنظيم الدولة، وإذا ثبتت صحة شريط قتله بهذه الصورة البشعة فإن هذا الأمر سيكون خارج إطار قوة التصور البشري". ومن جهته قال ديديي رايندرز وزير خارجية بلجيكا ونائب رئيس وزرائها إن هذا القتل "مثير للاشمئزاز من قبل جماعة إرهابية". إدانات عربية عربيا أدان الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي في بيان له "بأشد العبارات الجريمة الشنعاء التي ارتكبها تنظيم داعش الإرهابي في حق الطيار الأردني معاذ الكساسبة"، معتبرا أن "هذه الجريمة البشعة تخالف جميع الأعراف الدولية والشرائع السماوية وتعود بنا إلى عصور الظلام ما قبل القرون الوسطى". بدوره أدان الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي مقتل الكساسبة، مؤكدا في بيان للرئاسة المصرية "مساندة مصر ووقوفها إلى جانب الأردن في هذا الظرف الدقيق، وفي مواجهة تنظيم همجي جبان يُخالف كافة الشرائع السماوية". تنظيم الدولة احتجز الكساسبة منذ 24 ديسمبر/كانون الأول الماضي (الجزيرة-أرشيف) ونقلت وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية عن الرئيس محمود عباس إدانته لعملية الإعدام، مضيفا "لقد فضحت هذه الجريمة طبيعة الإرهابيين المريضة واللاإنسانية وبعدها كل البعد عن الإسلام السمح". وعبر لبنان والمغرب والسودان عن إدانتهم لإعدام الكساسبة، واصفين ذلك بالجريمة البشعة، وأعربوا عن تضامنهم مع الأردن حكومة وشعبا. بدورها أدانت دولة قطر "بشدة" مقتل الكساسبة حرقا على "يد مجموعة إجرامية"، وشددت وزارة خارجيتها -في بيان نشرته وكالة الأنباء الرسمية- على استنكارها لهذه الجريمة البشعة، واعتبرتها "عملاً إجرامياً يتعارض مع مبادئ الدين الإسلامي السمحة، ومع القيم الإنسانية والقوانين والأعراف الدولية". وأعربت الدوحة "عن بالغ أسفها" لمقتل الطيار الأردني، كما عبرت عن تعازيها ومواساتها لذويه، مؤكدة على تضامن دولة قطر مع المملكة الأردنية الهاشمية الشقيقة وشعبها. وكان تنظيم الدولة أعلن الثلاثاء في تسجيل مصور تناقلته مواقع محسوبة عليه على شبكة الإنترنت، أنه أحرق حيًّا الطيار الأردني الأسير معاذ الكساسبة. وأظهر الشريط المصور ومدته 22 دقيقة تحت عنوان "شفاء الصدور"، عملية إعدام الطيار المحتجز لدى تنظيم الدولة منذ 24 ديسمبر/كانون الأول الماضي. وظهر الكساسبة (27 عاما) محاطا بعناصر من تنظيم الدولة مدججين بالسلاح، وهو يرتدي بزة برتقالية، قبل أن يدخلوه في قفص حديدي، ويشعلوا به النار. المصدر : الجزيرة + وكالات