في الوقت الذي أكد فيه الرئيس اليمني، عبدربه منصور هادي، أنه مازال رئيساً للبلاد، عقد وزراء خليجيون اجتماعاً استثنائياً في إحدى القواعد الجوية بالسعودية، لبحث تطورات الوضع في الجمهورية المجاورة، بعد سيطرة "الحوثيين" على القصر الرئاسي. وأكد مسؤول يمني لCNN الأربعاء أن الرئيس هادي مازال يعتبر نفسه رئيساً للجمهورية، وأنه كان مازال في مقر إقامته عندما تحدث معه بعد ظهر الأربعاء، لافتاً إلى أنه "لم يطلب أحد منه التنحي"، وأن الرئيس لا يعتبر نفسه محتجزاً داخل منزله في العاصمة صنعاء. وأضاف المصدر، الذي طلب من CNN عدم الكشف عن هويته، أن مسلحين حوثيين يشاركون الحرس الجمهوري في حماية الرئيس هادي، بعد "فرار" عدد من الحراس خلال المعارك التي اندلعت بين الجانبين الثلاثاء، وهي نفس الرواية التي أكدها قياديون في الجماعة الشيعية. في الغضون، أكدت المتحدث باسم السفارة اليمنية بالعاصمة الأمريكيةواشنطن أن رئيس الحكومة، خالد بحاح، عاد إلى منزله الخاص في صنعاء الأربعاء، بعد مغادرته مقر إقامته الرسمي، والذي حوصر بداخله قرابة ثلاثة أيام، بعد اندلاع الاشتباكات بين الحوثيين والحرس الجمهوري. على صعيد آخر، عقد وزراء خارجية مجلس التعاون لدول الخليج العربية اجتماعاً استثنائياً الأربعاء، في "قاعدة الرياض الجوية" بالعاصمة السعودية، لمناقشة وبحث تطورات الأوضاع في اليمن، بعد سيطرة الجماعة الشيعية، المدعومة من إيران، على القصر الرئاسي. وفي ختام الاجتماع، صدر بيان صحفي، عبر فيه الوزراء عن إدانتهم لما وصفوه ب"التعدي على الشرعية الدستورية في اليمن"، كما أكدوا أن "العمليات الإرهابية من قبل الحوثيين وداعميهم" من شأنها "تقويض العملية السياسية" في اليمن، القائمة على المبادرة الخليجية. ولفت البيان إلى أن "الأحداث المؤسفة" التي تشهدها "الجمهورية اليمنية الشقيقة"، من شأنها أن تؤدي أيضاً إلى "إفشال مخرجات الحوار الوطني الشامل، وتعطيل العملية الانتقالية السلمية، بما يتعارض مع المصالح العليا لليمن وشعبه"، وفق ما أوردت وكالة الأنباء السعودية الرسمية. وأدان وزراء خارجية دول الخليج العربية "الأعمال الإرهابية" في اليمن، والتي كان آخرها محاصرة واقتحام دار الرئاسة، واختطاف مدير مكتب رئيس الجمهورية والأمين العام ل"مؤتمر الحوار الوطني"، أحمد عوض بن مبارك، ومحاولة اغتيال رئيس الوزراء، خالد محفوظ بحاح. وفيما أدان المجلس "استخدام الحوثيين للعنف ضد الدولة ومؤسساتها، وترهيب المواطنين، وتوسعهم على حساب مناطق ومكونات اليمن الأخرى، الأمر الذي يزعزع أمن اليمن واستقراره"، فقد أكد أن دول الخليج ستتخذ "الإجراءات المطلوبة، لحماية أمنها واستقراراها ومصالحها الحيوية في اليمن." ودعا وزراء خارجية دول الخليج المسلحين الحوثيين إلى الانسحاب من القصر الرئاسي، ورفع نقاط التفتيش المؤدية إليه، واطلاق سراح مدير مكتب رئاسة الجمهورية، وتطبيع الأوضاع الأمنية في العاصمة، وعودة المؤسسات الحكومية والأمنية إلى سلطة الدولة. وذكر البيان أنه في حالة قيام الحوثيين بذلك، سوف يتم إيفاد مبعوث الأمين العام لمجلس التعاون، للتواصل مع كافة القوى السياسية اليمنية، لاستكمال تنفيذ ما تبقى من بنود المبادرة الخليجية، داعياً كافة الأطراف إلى "تغليب مصلحة اليمن"، وتجنيب البلاد "الانزلاق إلى مزيد من الفوضى." كما دعا وزراء خارجية الدول الخليجية مجلس الأمن الدولي إلى ضرورة تنفيذ كافة قراراته ذات الصلة باليمن، باعتبار أن "ما يجري في اليمن الآن، يشكل تهديداً للأمن والسلم الدوليين"، وذكر في ختام بيانه، أنه "في حالة انعقاد مستمر، لمتابعة كافة المستجدات" على الساحة اليمنية.