في وقتٍ نددت دول مجلس التعاون الخليجي بالانقلاب على شرعية الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي، فإنها أبدت استعدادها إيفاد مبعوث إلى صنعاء لمعاونة القوى السياسية في اليمن على إيجاد حل للأزمة التي بلغت ذروتها مع سيطرة الحوثيين أمس الأول على القصر الرئاسي. وسيبدأ المبعوث الخليجي مهمته إذا نفذ الحوثيون خطَّة وردت أمس في بيانٍ لوزراء خارجية دول مجلس التعاون وتتضمن 4 بنود هي: انسحاب الحوثيين من دار الرئاسة ومنزلي الرئيس ورئيس مجلس الوزراء، رفع نقاط التفتيش المؤدية إليها، إطلاق سراح مدير مكتب رئاسة الجمهورية أحمد عوض بن مبارك، تطبيع الأوضاع الأمنية في العاصمة وإعادة المؤسسات الحكومية والأمنية إلى سلطة الدولة. وستتمثل مهمة المبعوث في التواصل مع كل القوى والمكونات السياسية اليمنية لاستكمال تنفيذ ما تبقى من بنود المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ومقترحات الحوار الوطني الشامل. وصدر البيان الخليجي بعد اجتماعٍ أمس في الرياض لوزراء خارجية دول مجلس التعاون اعتبروا خلاله ما وقع في صنعاء أمس الأول، الثلاثاء 20 يناير، انقلاباً على الشرعية وحذروا من تهديد أمن اليمن ووحدته، معلنين دعمهم شرعية الرئيس عبدربه منصور هادي ورفضهم كل الإجراءات المتَّخذة من جانب الحوثيين لفرض الأمر الواقع بالقوة. وقال الوزراء، في بيانهم الذي حصلت «الشرق» على نسخةٍ منه، إن «دول مجلس التعاون تعتبر ما حدث في صنعاء يوم الثلاثاء انقلاباً على الشرعية»، وأعربوا عن إدانتهم بشدة الأعمال الإرهابية التي وقعت مؤخراً في اليمن كاختطاف مدير مكتب الرئيس الأمين العام للحوار الوطني اليمني، الدكتور أحمد عوض بن مبارك، ومحاولة اغتيال رئيس الوزراء، المهندس خالد محفوظ بحاح. كما أكدوا أن دول التعاون الخليجي «ستتخذ الإجراءات المطلوبة لحماية أمنها واستقرارها ومصالحها الحيوية في اليمن»، مشيرين إلى أن «أمن اليمن جزء من الأمن الوطني لدول مجلس التعاون» وأن «استقراره ووحدته يشكلان أولوية قصوى لدول المجلس». في غضون ذلك، أعلن حزب المؤتمر الشعبي اليمني العام أن الرئيس السابق، علي عبدالله صالح، دعا خلَفَهُ هادي إلى تنظيم انتخابات رئاسية وتشريعية مبكرة للخروج من الأزمة. وأفاد موقع الحزب أمس بأن صالح الذي ما زال يتمتع بنفوذ كبير ويُتَّهم بإقامة تحالف ضمني مع المتمردين؛ حثَّ خلَفَهُ في رسالةٍ بعث بها إليه قبل شهر على «الشروع في انتخابات رئاسية وبرلمانية مبكرة تُخرج البلد من أزماته» و«عدم جر اليمن من أزمة إلى أزمة».