شارك حشد غفير في مراسم تشييع جنازة الشرطي الفرنسي أحمد مرابط اليوم الثلاثاء في مقبرة المسلمين ببلدة "بوبيني" الواقعة بشرق باريس، وبحضور عدد كبير من رجال الأمن وزملائه في العمل وأقرباء العائلة. صبغ الحزن والألم وجوه المشاركين، لاسيما أفراد الجالية المسلمة الذين وصلوا إلى المقبرة الإسلامية ببلدية "بوبيني" لإلقاء نظرة أخيرة على أحمد مرابط، الشرطي الذي قتل في الهجوم المسلح الذي استهدف مجلة "شارلي إيبدو" يوم الأربعاء الماضي برفقة زميل آخر له بباريس. ووصل جثمان الشرطي حوالى الساعة الواحدة ظهرا إلى المقبرة حيث أقيمت صلاة الجنازة ترحما عليه بحضور والدته حورية مرابط التي لم تتمكن من التوقف عن البكاء عندما رأت النعش وهو يدخل إلى المسجد. وقالت: "ابني لم ولن يذهب دمه هدرا، هو قتل من أجل الحرية والكرامة"، شاكرة جميع الحاضرين الذين جاؤوا لمشاركتها حزنها وداعية شبان الأحياء الفقيرة إلى الاقتداء بسيرة ابنها والعمل من أجل احترام ذكراه". وأضافت لفرانس 24: "أدعوا الرب أن يحسّن أمور الشبيبة الفرنسية ويقودها في الاتجاه السليم وليكن ابني مثالا حيّا للشباب الفرنسي". من جهتها، أضافت ياسمينة زناسنيي، وهي صديقة للشرطي المقتول أحمد مرابط لفرانس24: "لا أملك الكلمات لكي أعبر عن مشاعري، الإسلام لا يدعو إلى قتل الناس، أنا مصدومة للغاية خاصة وأن أحمد كان شخصا معتدلا وبسيطا يحترم الجميع وينبذ العنف والكراهية". وأضافت: "سأحتفظ بصورة جميلة في ذاكرتي، أحمد كان نموذجا ناجحا في ما يخص سياسة الاندماج في المجتمع الفرنسي. لقد تعرفت عليه منذ 15 عاما. واليوم أفتقد صديقا وأخا كبيرا لي". هذا، وبعد صلاة الجنازة على روح الفقيد، اصطف الحاضرون، بينهم زملاؤه في العمل وأفراد من عائلته، لإلقاء نظرة أخيرة عليه في جو ساده الصمت. وبعد خروج الجثمان من المسجد إلى المقبرة، أطلقت النساء الزغاريد وتلاها تصفيق حار ولمدة طويلة من قبل المشاركين. وشارك في مراسيم تشيع جنازة أحمد مرابط ممثلون عن الحكومة الفرنسية وقوات الأمن، إضافة إلى مسؤولين في بلدية "بوبيني" وعدد من مسؤولي الديانة الإسلامية في فرنسا، من بينهم دليل بوبكر، رئيس المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية. صور بعدسة طاهر هاني: جنازة الشرطي الفرنسي "أحمد مرابط" الذي قتل في الاعتداء الإرهابي بباريس: