: ذكر استطلاع مثير اصدره مركز الدراسات العربي–الأوروبي أن ما نسبتهم 41.3 بالمئة من العرب والغربيين اعتبروا أن الفضائيات العربية ليس لها دور مؤثرعلى الرأي العام الدولي وأنها وُجدت لخدمة مصالح "الداعمين" وبأجندة تُفرق الأمة وتسيء للحضارة العربية والإسلامية كما أنها تفتقر الى الكفاءات المهنية المدربة والمؤهلة. وطرح الإستطلاع الذي نُشر خلال الشهر الجاري سؤالاً فحواه: هل تمكنت الفضائيات العربية من التأثير على الرأي العام الدولي من اجل خدمة القضايا العربية المشروعة ، ام انها موجهة فقط الى المشاهد العربي؟. وشارك في الإستطلاع جنسيات مختلفة من العالم العربي والغربي، وممن ينتمون الى شرائح اجتماعية متنوعة وجاءت نتيجة الدراسة أن ما نسبتهم 41.3 بالمئة اعتبروا ان الفضائيات العربية ليس لها دور مؤثرعلى الرأي العام الدولي لابراز القضايا العربية المشروعة. فتن وتحريض وفقر في الكافاءات وقال المشاركون أن من الاسباب التي تعيق الفضائيات العربية من التأثير على الآخر انما تكمن في "غياب الارادة المؤمنة بالقضايا العربية" ، كما أن "غياب الكفاءات الاعلامية والاستراتيجيات الاعلامية التي تستطيع التاثير في الاخرين وتتقن فن مخاطبة الراي العام العالمي بلغته" كانت عاملا هاما في ضعف التأثير. كما أن غياب الديمقراطية وحرية الرأى والشفافية لعبت دورا اساسيا في ضعف اداء الفضائيات العربية وأنه لا يوجد توجه تجاه الاعلام العربي باختراق المجتمع الدولي برمته، بحسب الدراسة. إلا أن مفاجئة الدراسة كانت تأكيد ما نسبتهم 24.1 بالمئة الذين اعتبروا أن الفضائيات العربية لم تستطع تقديم القضايا العربية للرأي العام الدولي لانها "موجهة بالأساس الى تدمير فكر وحضارة وتراث الامة العربية والاسلامية". ورأوا ان الجزء الأعظم من عمل الفضائيات هو ل"تأجيج النار والفتن والتحريض على عدم الإندماج مع العالم المتطور من خلال نشر الأفكار المشوهة". كما أن ما نسبتهم 22.1 بالمئة اعتبروا ان الفضائيات العربية محكومة بالجغرافيا وب"أجندات الداعمين". وقالوا ان الفضائيات التابعة للحكومات العربية موجهة إلى "الجماهير التي تقع تحت حكم تلك الحكومات، وهي تعبر عن وجه نظر حكوماتها من ناحية القضايا العربية أو المحلية، وهي تعمل أساسًا على ترسيخ نظم الحكم التي تديرها". نسبة ضئيلة اعتبرت أن تأثير الفضائيات العربية على الراي العام الدولي موجود على ارض الواقع لكنه محدود وبلغت 11.3 بالمئة. ورأى 1.2 بالمئة أن الرأي العام العالمي ليس على استعداد لإن يستمع الى القنوات الفضائية العربية لأنهم غير مهيء ولا معد إلا ليسمع قنواته فقط. ملفات شائكة وفضائيات راقصة تفيد احصاءات شبه رسمية ان العرب يمتلكون نحو 450 فضائية تبث على مدار الساعة برامج ترفيهية وسياسية وفنية وإقتصادية وثقافية ورياضية ولكنها جميعها باللغة العربية بإستثناء بعض القنوات التي لا يتجاوز عددها اصابع اليد الواحدة. وفي بيان عبر عن رأي مركز الدراسات العربي–الأوروبي في نتيجة الدراسة قال: إن افتقار الفضائيات العربية لمحطات ناطقة بلغات اخرى يعني ان الفضائيات موجهة الى الراي العام العربي لتقدم له صورة الخلافات العربية– العربية ، او النميمة السائدة في الوسط الفني ، او وصفات اطباق الطبخ ، او للتزلف لنظام ما وشتيمة نظام اخر. وأضاف المركز أنه من المفترض ان تكون لدينا فضائيات موجهة الى الرأي العام الغربي لتكون خير مدافع عن قضايانا وخير معبَر عن احقيتها بما اننا في العالم العربي نعتبر انفسنا معنيين بأهم الأزمات المشتعلة عالمياً حيث لدينا قضية فلسطين ، وأزمة العراق ، وإنعكاسات الملف النووي الإيراني ، والأطماع الغربية بالنفط ، ومخططات الحروب المستقبلية من اجل المياه. وعبر المركز عن أسفه لترك " الساحة العالمية لوسائل الإعلام الغربية لتقدم ما تريده ولتشرح المواقف التي ترى انها مناسبة لتوجهاتها وتطلعاتها ، وأكتفينا نحن بتوجيه الشتائم لها لأنها تشوه الحقائق ولا تدافع عن قضايانا ..!. وأضاف البيان: والأنكى من ذلك اننا ننقل عن الفضائيات الغربية معلومات ومواقف وريبورتاجات ومقابلات لها علاقة بنا فيما كان من المفترض ان تنقل الفضائيات الغربية معلومات عن منطقتنا عن الفضائيات العربية. ويعتقد المركز أن مشاريع الفضائيات العربية بأكثريتها هي مشاريع خاصة تجارية تفتش عن الربح فيما المشاريع الإعلامية الغربية هي مشاريع مربحة مهنياً ولكنها وجدت من اجل غاية او في سياق مخطط استراتيجي. والمفارقة ايضاً ، بحسب المركز، ان الفضائيات الغربية اذا تناولتنا بالسوء فهذا الأمر برأي السلطات الغربية له علاقة بحرية الإعلام ، اما اذا تناولت فضائياتنا الغرب بالنقد فإن السفارات الغربية تتدخل مباشرة لدى سلطات دولنا لمنعنا من القيام بما نقوم به حتى وإن كنا محقين . وبذلك يتبين ان الواقع الإعلامي العربي ما هو إلا انعكاس للواقع السياسي العربي ، فالأثنان وجهان لعملة واحدة .