أظهر تحليل أجرته وحدة التقارير الاقتصادية في صحيفة "الاقتصادية" تسجيل الصناديق والمؤسسات الحكومية خسائر بنحو 190 مليار ريال من القيمة السوقية لأسهمها، وذلك خلال أشهر التداولات الثلاث الأخيرة من هذا العام. وأجري التحليل بناء على أعلى إغلاق لمؤشر سوق الأسهم السعودية خلال العام الجاري، ومقارنته بنهاية تداولات أمس الخميس. وسجل مؤشر سوق الأسهم السعودية بنهاية التاسع من أيلول (سبتمبر) الماضي أعلى إغلاق له خلال العام الجاري عند مستوى 11149 نقطة، الذي يعتبر أعلى إغلاق له منذ بداية عام 2008، وتحديدا منذ تاريخ 19 كانون الثاني (يناير) 2008. وبلغت القيمة السوقية لأسهم السوق المصدرة في ذلك اليوم نحو 2.25 تريليون ريال في حين كان عدد الأسهم المدرجة بالسوق 46.1 مليار سهم، وعدد الشركات 160 شركة. وتم استثناء الأسهم الموقوفة عن التداول من كامل الإحصائية، وهي أسهم ست شركات "سند"، "بيشة"، "وقاية"، "الباحة"، "المعجل"، "المتكاملة". وسجلت القيمة السوقية للأسهم المملوكة من قبل صناديق ومؤسسات الدولة في ذلك التاريخ نحو 712.8 مليار ريال موزعة على نحو 12.4 مليار سهم و46 شركة. يُذكر أن مؤسسات وصناديق الدولة هي صندوق الاستثمارات العامة، المؤسسة العامة للتأمينات الاجتماعية، والمؤسسة العامة للتقاعد، أسهم الحكومة في رأسمال شركة "كهرباء السعودية". لكن القيمة السوقية للأسهم المملوكة لمؤسسات وصناديق الدولة انخفضت بنحو 27 في المائة ما يعادل 190 مليار ريال إلى 523 مليار ريال بنهاية تداولات أمس. وهذا الرقم مستثنى منه القيمة السوقية لأسهم البنك الأهلي التجاري، الذي تم إدراج أسهمه في السوق في تشرين الثاني (نوفمبر). وباستثناء القيمة السوقية للبنك الأهلي يعتبر صندوق الاستثمارات العامة أكبر الخاسرين بقيمة تبلغ 137.2 مليار ريال، يليه المؤسسة العامة للتأمينات الاجتماعية ب 35.3 مليار ريال، ثم المؤسسة العامة للتقاعد بعشرة مليارات ريال، وأخيرا أسهم الحكومة في "الكهرباء" ب7.2 مليار ريال. وفي حال إضافة القيمة السوقية للأسهم الحكومية في البنك الأهلي، والبالغة نحو 76.9 مليار ريال بنهاية تداولات أمس، فإن إجمالي القيمة السوقية للأسهم المملوكة من قبل مؤسسات وصناديق الدولة انخفضت أمس بنحو 16 في المائة إلى 600 مليار ريال، مقارنة بأعلى إغلاق للمؤشر خلال العام الجاري. يُذكر أن مؤشر سوق الأسهم السعودية أنهى جلسة تداولات أمس بمكاسب كبيرة بلغت نسبتها 9 في المائة، ما يعادل 682 نقطة مغلقا عند 8321 نقطة. وتعد مكاسب السوق السعودي اليوم رابع أكبر مكاسب يومية بالنسبة منذ عام 2006. وجاء ارتفاع السوق السعودية بعد ارتداد أسعار النفط من أدنى مستوياتها في خمس سنوات، وتطمينات المسؤولين بقوة ومتانة الاقتصاد السعودي أمام تأثيرات الانخفاض الكبير لأسعار النفط. وأمس أكد علي النعيمي وزير البترول السعودي أنه "من المستحيل" أن تخفض بلاده التي تتصدر دول منظمة الدول المصدرة للنفط، إنتاجها من الخام بالرغم من انهيار الأسعار في السوق الدولية مشددا على تمسك المملكة والمنظمة بحصتها من السوق. ورغم أن أسعار النفط، الذي يشكل مصدر الدخل الرئيسي للسعودية تراجعت بنسبة تقارب النصف منذ منتصف حزيران (يونيو)، قال النعيمي إنه "متفائل بالمستقبل" معتبرا أن "ما نواجهه الآن ويواجهه العالم يعتبر حالة مؤقتة وعابرة". * وحدة التقارير الاقتصادية