أكد الباحث الشرعي رئيس هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في منطقة مكةالمكرمة سابقاً الدكتور أحمد قاسم الغامدي أن ظهور زوجته وهي كاشفة وجهها في تقرير مصاحب لبرنامج "مع بدرية" في قناة "إم بي سي" لم يكن مقصودا بذاته، بل كان عفويا. وأضاف الغامدي في تصريحات إلى "الوطن": "ظهور زوجتي في البرنامج كان عفويا، وذلك بعد أن أخطرني مسؤولو البرنامج برغبتهم في ظهور زوجتي معي في التقرير، إلا أنني أحلت أمر الموافقة إليها، واستشارتني في ذلك، فوافقت على الفور بظهورها". اللافت في حديث الدكتور الغامدي هو شعوره بأن هناك وعياً متقدماً في المجتمع، أكثر من السابق حينما كان يطرح آراءه في المراحل السابقة، وقال: "الحمد لله توقعت ردة الفعل هذه وأكثر، إلا أن وعي المجتمع بتقبل وجهات النظر الأخرى بدأ في التصاعد، وهذا مبشر خير". تردد الغامدي كثيراً عندما طرحت "الوطن" كيفية تعامله مع القاذفين له في عرضه في وسائل التواصل الاجتماعي أو التهديدات التي ترده على هاتفه النقال، الذي لم يهدأ منذ إذاعة الحلقة أول من أمس، إلا أنه قال: في بداية الأمر بعضهم خاض في الأمر بجهالة ومن دون علم شرعي، وهؤلاء يتمثل فيهم قول الله تعالى "خذ العفو وأمر بالعرف وأعرض عن الجاهلين". ليذهب بعدها إلى ما هو أبعد من ذلك فيقول: "إن ما يثبت لدينا علم الشرع، وإنه يستحق إقامة أسباب التقاضي، حينها ينظر الأمر في حاله، وبلادنا فيها من القضاء العادل الذي يكفل حق الجميع في التقاضي". الباحث الشرعي الغامدي رفض أن يكون أصر على زوجته في الظهور، مشدداً أن لديها من الثقافة الشرعية ما يؤهلها للاختيار، ومضى في طروحات الدفوعات الشرعية بشأن كشف وجه المرأة، التي ذهب إليها جمهور عريض من الصحابة والعلماء والفقهاء الأربعة أيضاً. فالمسار الشرعي لكشف الوجه جعل الدكتور الغامدي يعطي تفسيرات وصفها ب"المهمة"، وهي أن هناك أحكاما في الشريعة الإسلامية فيها من الآراء الأخرى غير المعلومة لدى الناس، وهي من الشريعة في الأساس، وقال: "إن عدم ظهور تلك الآراء يجعل المجتمع والناس عموماً يعتقدون ببطلانها، وهي من العلم الذي جاءت به أحكام الشريعة الإسلامية". أما في "تويتر" فقد ثار الجدل بشكل كبير من خلال وسم #أحمد_الغامدي_ضيف_بدرية حول فتوى الغامدي التي أجاز فيها للمرأة أن تكشف عن وجهها ويديها، مخالفا بذلك جمهور العلماء، حيث يرى كثير من العامة أن فتوى ابن باز وابن عثيمين في وجوب تغطية الوجه وأنه محل فتنة هو الصحيح، مما أثار الجدل إذ عدّ بعض مؤيديه أن اصطحاب الشيخ الغامدي زوجته للظهور الإعلامي ما هو إلا شجاعة كبيرة منه، ورد صريح وواضح لكل من يحرم كشف الوجه، وهو مؤشر على تصاعد الاعتدال السني واصفين إياه بالرجل الحر الشجاع. ويرى آخرون مخالفون للغامدي في توجهه أنه فتح باب فتنة على مجتمع محافظ، حيث غرد الشيخ محمد المنجد قائلاً: "من فتن هذا العصر انحلال الغيرة والرجولة تحت ستار الخلاف الفقهي، يعمد أحدهم إلى امرأة خصه الله بها فيعرضها أمام الرجال، محذرا من إيقاظ الفتنة". أما عضو هيئة كبار العلماء سابقا سعد الشثري فأكد ل"الوطن" أن ما أقدم عليه الدكتور أحمد الغامدي في إحضار زوجته للقاء تلفزيوني وإظهارها أمام الناس وهي كاشفة لوجهها "حرام". وكان الغامدي قد صرح في وقت سابق بجواز كشف المرأة لوجهها، وأن تضع صورتها الشخصية على حسابها في مواقع التواصل الاجتماعي، وأنه يجوز للرجل أن ينظر إلى وجه المرأة الجميلة والتي تضع مساحيق التجميل، كما يجوز للرجل الاختلاط بها في قاعات الأفراح وفي العمل وفي الجامعات ليخالف بذلك توجيهات خادم الحرمين الشريفين الذي أمر بقصر الفتوى على أعضاء هيئة كبار العلماء.