قدم رئيس الوزراء اليمني محمد سالم باسندوة استقالته، في وقت سيطر الحوثيون على مواقع حيوية عدة في صنعاء من بينها رئاسة الحكومة ووزارة الدفاع ومقر القيادة العامة للجيش بعد اشتباكات عنيفة مع القوات الحكومية. وقال مراسل الجزيرة القطرية في صنعاء حمدي البكاري إن باسندوة لم يقدم استقالته إلى رئيس الجمهورية عبد ربه منصور هادي كما هو متعارف عليه، بل قدمها على شكل بيان إلى الشعب اتهم فيه هادي بالإخلال بمبدأ الشراكة والتفرد بالسلطة. وتأتي هذه الاستقالة في وقت فرض فيه الحوثيون سيطرتهم على العديد من المواقع الحيوية في صنعاء التي شهدت طوال الساعات الماضية اشتباكات عنيفة وسلسلة انفجارات قوية وشوهد تحليق للطيران. وأفاد مراسل الجزيرة بأن الحوثيين سيطروا على مقر الحكومة ووزارة الدفاع ومقر القيادة العامة للجيش ومقر الفرقتين السادسة والرابعة والبنك المركزي في العاصمة صنعاء، كما أكد أن الحوثيين سيطروا على مقر إذاعة صنعاء قرب مقر الحكومة دون معارك بعد أن أخلى الجيش موقعه حولها. كما أشار المراسل إلى أن وزير الداخلية اليمني وجه القوات التابعة للوزارة بعدم مواجهة الحوثيين. ولفت المراسل إلى أن الحوثيين باتوا يسيطرون على أجزاء كبيرة من المنطقة الشمالية وعلى الخط المؤدي إلى مطار صنعاء. وفي تطور آخر وجّه العاملون في مستشفى العلوم في صنعاء نداء استغاثة بعد سيطرة حوثيين عليه. وأفاد مراسل الجزيرة بأن الحرس الرئاسي اليمني استلم مقري المنطقة العسكرية السادسة وجامعة الإيمان. وتحدث المراسل عن نزوح جماعي من صنعاء هروبا من القصف والاشتباكات العنيفة التي تشهدها المدينة. تحرك سياسي وعلى وقع هذه التطورات، يعقد حاليا اجتماع في مقر الرئاسة بحضور المبعوث الأممي جمال بن عمر وقادة الأحزاب السياسية في البلاد بانتظار حضور وفد جماعة الحوثي لتوقيع اتفاق ينهي الأزمة التي تشهدها البلاد. ورجح مدير مكتب الجزيرة في صنعاء سعيد ثابت أن يعمد الجيش والحوثيون لسحب قواتهم من الشوارع والأماكن العامة بعد الإعلان عن توقيع اتفاق وقف إطلاق النار. وكان بن عمر أعلن مساء أمس التوصل إلى اتفاق تسوية بين الأطراف المتنازعة باليمن على أن يتم التوقيع عليه اليوم الأحد. ومن المنتظر أن ينهي الاتفاق الأزمة الحالية التي تعيشها البلاد منذ شهور ويشكل -كما قال بن عمر- "وثيقة وطنية تدفع بمسيرة التغيير السلمي وترسخ مبدأ الشراكة الوطنية".