قدمت قطر مليار دولار للسودان على شكل وديعة لدعم احتياطيات النقد الأجنبي في البلاد التي تشهد ظروفا اقتصادية صعبة، وذلك خلال زيارة الشيخ تميم بن حمد إلى الخرطوم التي تأتي وسط توتر خليجي مع الدوحة، وقد أكدت الحكومة السودانية على أهمية العلاقة مع الدوحة التي حظي أميرها بهدايا عينية، بينها مجموعة من النوق. وبحسب "CNN بالعربية"، قال السيد بدر الدين محمود، وزير المالية والاقتصاد السوداني، إن زيارة أمير قطر إيجابية وحققت مكاسب اقتصادية كبرى تمثلت في الاتفاق على إقامة مشروعات استثمارية مشتركة في مجالات الطاقة والتصنيع الزراعي" لافتا إلى منح قطر السودان القسط الثاني من الوديعة القطرية والبالغة مليار دولار. وأضاف الوزير أن الجانبين اتفقا على "الدفع بالمشروعات القائمة الآن مثل مشروع الديار ومشروع حصاد الزراعي"، أما وزير الاستثمار، مصطفي عثمان إسماعيل، فقد قال إن زيارة الشيخ تميم - رغم قصرها - ، قد عززت العلاقات بين البلدين عبر تناولها للقضايا السياسية والاقتصادية والتعاون الثنائي حيث وضعت إطاراً جيداً لمستقبل الاستثمارات القطرية بالبلاد ، مؤكداً أنها ستكون لها انعكاساتها الايجابية في كافة الجوانب . وكان الشيخ تميم قد اختتم الأربعاء زيارته إلى الخرطوم بعد مباحثات مع الرئيس عمر البشير تناولت "الجوانب الاقتصادية والسياسية وملف دارفور ودعم قطر للسودان في المحافل الدولية" وحرص وزير الخارجية السوداني، علي كرتي، على التأكيد بأن الزيارة "معدة سلفا ولا علاقة لها بما جرى في المنطقة في الفترة الماضية." غير أن وزير العدل مولانا السوداني، محمد بشارة دوسة، وصف قطر بأنها "دولة مفصلية للسودان"، معتبرا أن الزيارة "فرصة لتمكين مسيرة التعاون في كافة المجالات من أجل الدفع بالعلاقات للإمام علاوة علي مدلولها وبعدها السياسي بالنظر إلى الأوضاع الإقليمية المحيطة بالدولتين" الأمر الذي أكده وزير الإعلام السوداني، أحمد بلال عثمان، الذي أشار إلى "تطابق وجهات النظر" بين البشير والشيخ تميم "في كافة القضايا الإقليمية والدولية." وقد منح البشير أمير قطر "قلادة الشرف" تقديرا منه "لمواقف قطر الداعمة للسودان" كما قدم له "هدايا رمزية عينية تعكس التنوع البيئي السوداني منها مجموعة من النوق العتاق الأصيلة رمزا للتراث العربي" وفقا لوكالة الأنباء السودانية. يشار إلى أن القيادة السودانية مقربة فكريا من الطروحات الإسلامية لجماعة الإخوان المسلمين، التي يعتقد أن احتضان الدوحة لها كان عاملا أساسيا في توتر علاقاتها مع السعودية والإمارات والبحرين ومصر.