ما بين «نسمات «بلقرن» جنوبا مسقط رأسه مرورا بأبها «الباردة» التي انطلقت منها بداياته وولعه بالعمل الدعوي وانتهاء بليالي نجد، انتهى المطاف «بالشيخ عائض القرني» للمكوث بين جنباتها في الرياض، داعية وواعظا ومقدم برامج دعوية ومؤلفا وشاعراً. تابعوا ما كتبته "الشرق"، في تقرير لها عن الشيخ عائض القرني: الشيخ الوقور صاحب الابتسامة الهادئة واللكنة الخاصة اعتاد أن يغير وهجة وتألقه بمؤلفات متعددة وسبر أغوار القصيدة وهو الذي اعتاد أن يجمع بين الشعر والدعوة وفق منظور جديد جعلته «رمزا دعويا «يبحث عنه كشافو «الفضائيات» في وقت بات فيه الداعية «مدعوا دون دعوى» وظلت الفضائيات تبروز المسميات بعيدا عن الإمكانيات. يطل سنويا بلا موعد ليلا ونهارا في قنوات عدة مفسرا وفقيها وداعية إلى سبيل ربه بالحكمة والموعظة الحسنة ..استطاع باحترافية أن يخرج من عباءة «الوعظ المتشدد» ليلبس أخرى من «العلم المتجدد» تاركا وراءه سيلا من الانتقادات التي لم يلتفت لها، وبلور علمه الشرعي وفق معطيات الزمان والمكان ليخرج من بوتقة «رعيل السابقين» ممن اتفق معهم يوما ما ثم اختلف معهم أياما عدة.. ليرسل رسالة مصغرة لعديد ممن نادوه بشراسة، فرد عليهم بفراسة تمخض عنها عشرات المؤلفات والبرامج المعتدلة المتوسطة التي تنم عن «كاريزما متميزة حيادية للواعظ لدينه». ولعه بالشعر أخرجه من عنق التشدد ليس فقط بالقصيدة وإنما بتعاون مع الفنان محمد عبده الذي وضع الشيخ في ساحة بريئة من التزمت.. وأخرج درسا رائعا وأنموذجا حيا للتعامل الديني الأمثل والشخصية المتزنة الوازنة لزينة الإسلام. لم يلتفت القرني للتفصيلات كثيرا بقدر ارتهانه لعنوان رسالته وديمومتها فألف كتبا ظلت تنافس عشرات الروايات وتسقط المئات من أمهات الكتب لتتربع على الأعلى انتشارا عالميا متخذا من الإسلام وسماحته وتعاليمه «خلطة سرية» لإخراج نظريات عادلة من المواءمة بين النفس والدين وبين الإنسان والحياة .. وها هو اليوم بعد سنين طويلة تقلبت فيها المزاجات والتوجهات سار «متواضعا» وظل «مترافعا» عن كل انتقاد يصله بلغة الوسطية وبمنهاج «التسامح» وبسيرة بيضاء ومحبة جمهوره بعيدا عن «الضوضاء» ومطاردة الفلاشات. فظل عائض القرني «نموذجا جذابا» لجيل الدعاة، وكي يصلوا إلى مستواه عليهم البحث جيدا في تفاصيل سيرته وفي أدق تفصيلات مسيرته.